الوقت-بالتزامن مع الخلافات الحادة بين جبهة النصرة وحركة احرار الشام شمال سوريا، اعترفت جبهة النصرة، الاثنين 25 يناير/كانون الثاني، بمقتل العشرات من عناصرها في بلدة سلقين شمال البلاد، نتيجة قصف جوي طال اجتماع "للمصالحة" بين الفصيلين الارهابيين.
واعلنت عدد من التنظيمات المسلحة في سوريا أن غارة جوية قصفت اجتماعاً مصالحة بين"جبهة النصرة" و"أحرار الشام" كان يعقد في بلدة سلقين السورية برعاية تنظيم ثالث هو "فيلق الشام"أدى لسقوط 16 مسلح على الاقل من قادة الجماعات المسلحة.
بدورها اعترفت مواقع معارضة بسقوط 20 قتيلا وعشرات الجرحى جراء "قصف روسي لسلقين"، كما أفاد نشطاء بسقوط 16 قتيلا من النصرة وأحرار الشام بسقوط صاروخ "يعتقد أنه باليستي" على مخفر سابق اتخذته "النصرة" محكمة في سلقين، وذلك إثر اجتماع للمصالحة بين "جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام" الإسلامية برعاية "فيلق الشام"، بعد توتر شهدته المدينة بين الطرفين وأسفر عن سقوط قتلى، بينهم قيادي من النصرة.
وكانت دائرة التوتّر بين الحليفين القاعديين "جبهة النصرة" و "أحرار الشام"، توسعت رقعتها الى ادلب، بعد أن انطلقت شرارتها من حلب التي شهدت صراعاً غير مسبوق بين الطرفين، وذلك على خلفية قيام النصرة، الأسبوع الماضي، بنشر عدد من الحواجز في بعض شوارع المدينة، مما أدى الى اندلاع خلاف كبير مع أحرار الشام، وكاد الخلاف ان يتحوّل إلى اشتباكات مسلّحة لولا مساعي"الوسطاء" للملمته قبل أن يتصاعد، رغم أن بعض الناشطين الإعلاميين تناقلوا وجود خلافات من دون تحديد المستوى الذي وصلت إليه.
وما ان کانت نار الحرب بین الفصائل الارهابية تنظفئ في حلب، حتى اشتعلت وبحدة عالية في ريف ادلب الذي سبق له أن كان مسرحاً لخلافات سابقة بينهما، وسقط في بعضها قتلى وجرحى، أشهرهم أبو أسيد الجزراوي سعودي الجنسية و "أمير شرعي" في أحرار الشام ، نتيجة خلاف على حاجز بالقرب من كفرنبل.
الاشتباکات بین الفصیلین توالت لتصل ایضاٌ الى سلقين، وأدت هذه المرة لقتل القاسم الديري نتيجة خلافٍ حصل بين مجموعتين من "أحرار الشام" و "جبهة النصرة" في المدينة التابعة لريف إدلب، لتسود على الفور أجواء الحرب في المدينة وسط استنفار مقاتلي الطرفين. فسارعت جبهة النصرة إلى تطويق منطقة الساعة في وسط مدينة سلقين، ونشر الحواجز والعناصر المدجّجين بالسلاح، بينما طوّقت حرکة أحرار الشام منطقتَي المخفر والسبع بحرات في المدينة، ثمّ سرعان ما انتقلت شرارة الخلاف إلى مدينة حارم الحدوديّة مع تركيا، وسط أنباء عن مسارعة أحرار الشام إلى تكثيف حواجزها في المدينة وإلقاء القبض على أيّ عنصر يشتبه بانتمائه إلى جبهة النصرة. دون أن تتمكن من طرد جبهة النصرة منها.
الصراع بين فروع القاعدة في سوريا استدعى تدخل إلى جهة ثالثة هي "كتائب الإيمان" التي تكفلت بتسليم المسؤول عن مقتل القيادي أبو مسلم الديري، مقابل التعهد خطيا بين جبهة النصرة وأحرار الشام على انهاء الخلاف في سلقين وحارم.
وبحسب بيان صادر عن مسؤول المكتب الإعلامي لحركة أحرار الشام مساء الأحد، أبو اليزيد تفتناز، وقع کل من أبو علي القصير "أمير قاطع الحدود في جبهة النصرة"، وأبو طالب القائد العسكري ونائب "أمير قاطع الحدود في أحرار الشام" الذي هو نفسه أبو عزام الأنصاري كنان النحاس عضو مجلس شورى الحركة وعضو مكتبها السياسي الذي كان يشغل سابقاً منصب قائد "كتيبة الأنصار في حمص" بتسلیم مجد النايف وخمسة آخرون معه، و تشكيل لجنة شرعية للفصل في الخصومة، و إطلاق سراح الموقوفين لدى الطرفين، على أن يكون التنفيذ وفق تسلسل البنود، قبل أن يفاجئ سلاح الطيران السوري والروسي المجتمعين بقصف مركز، ليسقط أغلب القياديين من كافة الأطراف بين قتيل وجريح.