الوقت - إن الذي يرى ما يجري اليوم بين الجمهورية الإسلامية من جهة والسعودية وبعض الدويلات العربية التابعة لها من جهة أخرى يتذكر ما حصل قبل سنين بعيدة، عندما إنتصرت الثورة الإسلامية في إيران وإقتحمت السفارة الأمريكية، حينها تم سحب معظم سفراء العالم من إيران فقال زعيم الثورة الإمام الخميني العظيم(قده): "سيذهبون لوحدهم ويعودون لوحدهم". واليوم ايضا أشار قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي بأن الإنتقام الإلهي مصير الظالمين ودم الشهيد فضيلة الشيخ نمر النمر ستدمر عروش آل سعود وتمحيهم من التاريخ.
نحن في هذا التقرير نستعرض آراء القادة السياسيين في الجمهورية الإسلامية، وموقفهم من إعلان بعض الدويلات مقاطعة الجمهورية الإسلامية.
أولا: نبدأ مع رئيس الجمهورية الإسلامية فضيلة الشيخ حسن روحاني الذي قال بأن السعودية بقطعها للعلاقات السياسية والإقتصادية بينها وبين إيران تريد أن تغطي على جريمتها البشعة بإعدام عالم سعودي كبير، مؤكدا أن فضيلة الشيخ نمر باقر النمر لا يستحق عقوبة الإعدام فهو لا يقود تنظيما" سريا" أو منظمة إرهابية وكل مطالبه محقة، متمنيا "على الدول الأوروبية التي تدعي الحرية والديمقراطية التدخل وشجب هذه الأعمال التي لا تمت للإنسانية بصلة.
وفي الوقت عينه أدان الهجوم الذي حصل على السفارة السعودية عازيا السبب للخطوات السعودية الظالمة، فالمسلمين يجب أن يكونوا يدا واحدة ضد الإرهاب والظلم ولا يكونوا شركاء فيه. والإرهاب لا يمت للإسلام بصلة وهو عدو الإسلام والمسلمين، ولكن مع الأسف فإن البعض بإسم الإسلام يقوم بأعمال إرهابية مشيرا" إلى السعودية ودورها في حماية ودعم الإرهاب.
ثانيا": رئيس القوة القضائية كان صارما" أكثر في مواقفه فقد أدان طريقة حكم آل سعود في المنطقة ووصفها بالجنونية، مضيفا بأن قطعهم للعلاقات السياسية مع إيران ليس له أدنى تأثير. فالجمهورية الإسلامية ليست بحاجة لأسيادهم فضلا عن حاجتها لهم، وقطع هذه العلاقات قد يكون في مصلحتنا.
وفي جلسة له يوم الإثنين الماضي مع مسؤولين السلطة القضائية قام آية الله صادق آملي لاريجاني بتقديم العزاء للأمة الإسلامية والحاضرين بشهادة فضيلة الشيخ المظلوم نمر باقر النمر، وحول جرائم آل سعود في المنطقة قال:" اليوم نشهد جرائم النظام السعودي الظالم في كل دول المنطقة فإما نراه داعما للإرهاب كما في سوريا والعراق، أو في مقدمة المعتدين كما يحصل في اليمن المظلوم. بل أكثر من ذلك فإن الإرهاب في العالم كله منشأه الفكر السلفي الوهابي. وأوضح رئيس السلطة القضائية بأن أعظم جريمة ترتكبها السعودية بأنها تشعل الحروب نيابة عن الشيطان الأكبر والكيان الإسرائيلي، ولا أحد يشك في ذلك.
وأكد لارجاني بأن قطع العلاقات السياسية والإقتصادية مع إيران لا يشكل أي مشكلة بالنسبة لنا فنحن بعد الثورة الإسلامية تعرضنا لأقصى العقوبات وصمدنا، بل حولنا هذه الضغوط إلى نقاط قوة وجعلتنا نعتمد على أنفسنا.
ثالثا": أما الناطق بإسم وزارة الخارجية حسين جابري أنصاري قال بأن النظام السعودي الجائر سيرى قريبا عاقبة سياسته العقيمة تجاه شعبه وتجاه شعوب المنطقة، وعاجلا أم آجلا سيكتشف هذا النظام أن الحروب ضد الشعوب المستضعفة في السعودية واليمن وسوريا وغيرها ستنهي حكمه المستبد. وفي إتصال هاتفي مع برنامج «تیتر» على قناة خبر أضاف: أن هذا النظام حكمه قائم على أساس التفرقة بين الطوائف والبلدان، فهو لا يطيق رؤية الجمهورية الإسلامية متوافقة مع دول المنطقة ودول العالم.
وكان يسعى بشتى الوسائل أن لا يحصل الإتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية والدول الأوروبية. وعندما تحقق الإتفاق صنع الحروب في دول الجوار وغذى الفتن الطائفية والمذهبية ودعم المجموعات التكفيرية حتى أصبح معروفا بأنه مصدر الإرهاب والتكفير المنتشر في العالم أجمع بل هو الممول الرئيس لهم واليوم يدعي محاربتهم.
وعندما سئل عن الدول التي قاطعت الجمهورية الإسلامية وعن تأثيرها أجاب: أن دول البحرين، جيبوتي والسودان قطعوا علاقتهم كليا. البحرين كما تعلمون يتبعون مباشرة للحكم السعودي وبقاء دولتهم اليوم بسبب حماية السعودية لهم، أما دولتي الجيبوتي والسودان فهما بحاجة إلى المال السعودي لذلك عبروا عن وقوفهم مع السعودية بقطع العلاقات. أما دولة الإمارات المتحدة فتحت الضغط السعودي قامت بتقليل مستوى التمثيل الدبلوماسي. ومن المعروف أن ليس لإيران أي علاقات إقتصادية مع أي من هذه البلدان وليس لهم أي تأثير على الجمهورية الإيرانية.
رابعا: قال المتحدث بإسم الحكومة محمد باقر نوبخت في الإجتماع الأسبوعي مع الصحفيين: "إن بعض دول المنطقة يسعون إلى جانب الكيان الصهيوني بكل جهدهم لتغيير وضع المنطقة إلى صالحهم. بالنسبة إلى السعودية فإن معظم قراراتها غير مدروسة ولا تنم عن فطنة سياسية، والقرار الأخير بإعدام الشيخ النمر هو غير حكيم وغير صائب ويدل على عمق الأزمة التي يعيشها الحكام الفتية في السعودية.
وحول سؤاله عن آثار قطع العلاقات بين السعودية والجمهورية الإسلامية أجاب: "إيران اليوم دولة عظمى وذات نفوذ كبير على صعيد المنطقة والعالم، ونحن اليوم نشهد إندفاع القوى العالمية الكبرى نحونا لإقامة علاقات إقتصادية وتجارية وغيرها، والسعودية وغيرها من الدويلات الصغيرة ليس لها أي تأثير على نمو وتطور إقتصادنا فلا يجب أن نقلق من قطع علاقاتها معنا.
وفي نهاية حديثه تطرأ إلى المكالمة الهاتفية التي أجراها وزير خارجية أمريكا جون كيري مع وزير خارجية الجمهورية الإسلامية جواد ظريف قائلا "إن إتصالات تجري لإعادة التمثيل الدبلوماسي ولكن تحتاج إلى وقت لتثمر النتائج المطلوبة"
وفي الختام نستطيع القول بأن كل هذه المقاطعات لدويلات عربية ليست أكثر من زوبعة في فنجان، فليس لها أي أثر سلبي وسريعا ما تهدأ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل الجمهورية الإسلامية ستستقبل السفراء من جديد؟ أم أن المعادلة ستتغير وستضع شروطا جديدة؟ وهل سيؤثر هذا الوضع على الجبهات الملتهبة في المنطقة الممتدة من سوريا فالعراق وليس آخرها اليمن العزيز؟