الوقت ـ منذ الیوم الاول لسقوط نظام حسنی مبارک اثر الثورة الشعبیة الکاسحة التی جرفت هذا النظام العمیل، فکر رموز النظام السابق بالعودة مجددا للامساک بزمام الامور و الالتفاف علی هذه الثورة او علی الاقل ابطال مفعولها لکی تصطدم بالفشل حتی لا تستطیع انجاز ما کان یحلم به الثوار، خاصة التحرر من الهیمنة الامریکیة والاسرائیلیة.
شخصیات عدیدة ویاتی فی مقدمتها «عمر سلیمان» رئیس جهاز المخابرات و «احمد شفیق» آخر رئیس وزراء فی عهد حسنی مبارک، یعتبران من ابرز الشخصیات التی حاولت اجهاض الثورة المصریة بعد انتصارها و اطاحتها بفرعون العصر، حسنی مبارک، فی الـ 25 من ینایر عام 2011. حیث حاولت مثل هذه الشخصیات التغلغل فی صفوف الثورة والانقضاض علیها. وکان ذلک للاسف الشدید بسبب عدم وجود قیادة موحدة لکی تقود الثورة الی اهدافها السامیة، حیث استفاد احمد شفیق وامثالهم من هذه الفرصة حتی عادوا ورشحوا انفسهم للانتخابات الرئاسیة التی فاز فیها محمد مرسی آنذاک.
وفی هذا السیاق التقی موخرا عدد من اعضاء حزب «الحرکة الوطنیة» وعدد من الاعلامیین المصریین باحمد شفیق فی الامارات العربیة المتحدة، حیث سعوا لاقناع شفیق بالعودة الی الساحة السیاسیة المصریة من بوابة الانتخابات البرلمانیة، بعد ما فاز عبدالفتاح السیسی فی الانتخابات الرئاسیة واصبحت عودة فلول نظام مبارک اسهل من ای وقت مضی، خاصة ان جماعة الاخوان المسلمین تم سحقها نهائیا من قبل الجیش ومعظم قیادات هذه الجماعة هم الیوم إما خلف القضبان وإما مطاردون من قبل الامن المصری.
حیث یعتبر غیاب احمد شفیق عن الانتخابات الرئاسیة التی شهدتها الساحة المصریة موخرا وعدم ترشحه فی هذه الانتخابات، کان الهدف من ذلک فتح المجال امام عبدالفتاح السیسی لکی یحقق انتصارا سهلا علی منافسه الوحید فی هذه الانتخابات المرشح الناصری «حمدین صباحی». وعلی مایبدو الیوم یرید السیسی رد الجمیل لـ احمد شفیق، وتهیئة الارضیة اللازمة له لدخول البرلمان عبر الانتخابات البرلمانیة القادمة.
لکن یبدو ان الزعماء الجدد لمصر قد نسوا ان الشعب الذی اطاح بنظام مبارک مازال حیا فی الساحة المصریة وانه لم ینس مافعله مبارک ورجاله خلال اکثر من ثلاثة عقود بالشعب المصری حیث یعتبر احمد شفیق احد هؤلاء العناصر، ومن غیر الوارد أن یوافق الشعب المصری علی عودة مثل هذه الشخصیات لتمسک بزمام الامور مرة اخری. ومن المفترض ان یکون البرلمان المصری القادم محطة مهمة لینال الشعب من خلاله حقوقه التی حرم منها طیلة العقود الماضیة لا ان یکون مکانا یجلس فیه فلول نظام مبارک.
الشعب المصری لا ینقصه المفکرون والنخبة حتی یعود امثال احمد شفیق لیجلس علی مقاعد البرلمان، وفی الاساس لا یمتلک شفیق سابقة سامیة ونبیلة حتی یدخل بفضلها البرلمان القادم. والقضیة التی یؤسف لها أن قانون الانتخابات البرلمانیة الجدید للاسف جعل الباب مفتوحا لعودة رجال مبارک للبرلمان وهذا بالطبع غیر مقبول من قبل الشارع المصری الذی یؤکد علی ضرورة اجتثاث رموز النظام السابق.
وفی النهایة نقول لو أن الشعب المصری موافق علی عودة رموز مبارک کـ احمد شفیق الی المؤسسات المهمة فی البلاد خاصة البرلمان کما یظن السیسی، فما کان هذا الشعب لیثور علی هذه الزمرة فی عام 2011 التی قتلت الشعب ونهبت خیراته لعدة عقود. إذاً یجب ان تکون مصر الجدیدة لشعبها الشریف ولیس لآخر رئیس وزراء نظام مبارک ونعنی هنا احمد شفیق.