الوقت- إن حرب الإرهاب بالوكالة فائقة السرعة في سوريا، كحلقة مكملة لما رأيناه في غزة ثم في لبنان، فاجأت جميع الأطراف، وربما "إسرائيل" وبعض السياسيين في أمريكا، وحول هذا السياق، كتب المحلل و الخبیر السیاسي "هادي محمدي": "إن حرب الإرهاب بالوكالة السريعة في سوريا، كحلقة مكملة لما رأيناه في غزة ثم في لبنان، فاجأت جميع الأطراف، ربما "إسرائيل" والبعض الآخر في أمريكا.
وكان هدف هذا المشروع واضحا منذ البداية، والأوضح هو أن الإرهاب بالوكالة، الذي يتكون من مجموعة واسعة من الجماعات السورية وغير السورية، يجب أن يلبي الحاجة الاستراتيجية للكيان الصهيوني والولايات المتحدة في عرقلة طريق تعزيز ودعم حزب الله وإيران معه للخروج من دائرة النفوذ في المعادلات الإقليمية والاعتماد على جغرافية سوريا".
وأضاف الكاتب: "وهذا هو نفس المشروع المتكرر منذ 20 عاما عندما سمعنا قطع بشار الأسد العلاقات مع إيران وحزب الله مقابل مقترحات وطنية وسياسية مغرية من العاهل السعودي الملك عبد الله ومؤخرا من الولايات المتحدة وبلغة الإماراتيين والقطريين، هذا المشروع الأمريكي والصهيوني في تفعيل وإدارة الإرهابيين كانت تقف إلى جانبه إدارة تركية، والذي انتهى بدافع جدي ومفاجئ للإسقاط في سوريا وبتوجيه من الإرهابيين".
ولفت الكاتب إلى أنه مرة أخرى، تم استخدام الأصول النفطية لقطر والإمارات لشراء أشخاص فعالين في سوريا، وبرزت إلى الواجهة كل الإمكانات الإرهابية التي يمتلكها كل منهما في دولة عربية وإقليمية ودولية. ومن المثير للاهتمام أن هذه المجموعة من الأضداد، سواء في الدول المتعاونة أو بين الجماعات الإرهابية، لديها خلافات مهمة مع بعضها البعض في العديد من القضايا، والتي بدأت اليوم مع هجوم هيئة تحرير الشام على مدينة منبج شمال حلب الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية الكردية.
وأعرب الكاتب بالقول، "كما تم التأكيد عليه في مواقف السلطات الإيرانية، فإن هذه الفوضى والفوضى الهادفة والبناءة ستسيطر بسرعة على تركيا، لأن الولايات المتحدة وعدت مسعود بارزاني بالربط الإقليمي للدولة الكردية من إيران إلى سوريا بالبحر الأبيض المتوسط بحلول عام 2025، ولا يمكن لتركيا أن تظل صامتة حيال ذلك.
أصدقاء المسلحين في جنوب دمشق في درعا والسويداء أصبحوا بالكامل في أيدي الأردن والكيان الصهيوني، رغم أسمائهم المجهولة، لكن السلطات الصهيونية اليوم تشعر بقلق بالغ من أن يمتد الوضع إلى الأردن ويخرج عن سيطرتها، ورغم أن أبو محمد الجولاني أردني، إلا أنه أصبح حامل لواء حقوق الشعب السوري، ويسعى بقناع زائف إلى تقديم سلوك حضاري، ووعد بأن انتقال السلطة سيتم بإشراف الأمم المتحدة، وهذا يعني أنه في تشكيل الحكومة الجديدة في سوريا، سيتم توفير سياق دولي لأمريكا لتتولى إدارة المرحلة الجديدة.
إن ما تتابعه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بعناية في المراحل القادمة من مشروع الحرب السورية بالوكالة هو امتداده وتوسعه إلى العراق وإيران حتى يتشكل الكيان الذي وعد به نتنياهو والحكام الأمريكيون الحاليون والسابقون في غرب آسيا، ولا شك أن الجولاني والعديد من الجماعات الإرهابية لديهم تاريخ انتهاء مرحلي وسيلعبون دوراً، ما داموا فعالين".
وختم الكاتب بالقول، "ومن الوظائف الأخرى لهذا المشروع في سوريا توفير ورقة مساومة للولايات المتحدة في المفاوضات مع روسيا في قضية أوكرانيا، بحيث يمكن الحصول على تنازلات لترامب في أي اتفاق مع روسيا، وهو ما يتحقق من خلال الضغط على روسيا، وستكون هناك قاعدة بحرية وجوية روسية في سوريا المهم بالنسبة لجبهة المقاومة، أمام هذا التهديد الكبير، أن تراجع استراتيجياتها وتلعب دورها بما يتوافق مع التوجهات الحالية والمستقبلية".
"عثمنة حلب وإدلب".. أطماع أردوغان في الشمال السوري هل تتحقق
ليس خافيا على أحد بأن الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان له حلم إعادة الامبرطورية العثمانية على حساب العراق وسوريا مستهدفا مدن الموصل وحلب وإدلب، ادعاءات الجانب التركي بأن ليس له أي دور في احتلال حلب وإدلب من قبل الجماعات المسلحة " كذبة كبيرة " لا تنطلي على أحد ، حيث إن هذه المجاميع المسلحة تلقت التدريب والدعم اللوجستي والتجهيز بأحدث الأسلحة وتزويدها بالطائرات المسيرة من قبل تركيا من خلال دوائرها الاستخباربية والأمنية.
هذا المخطط التوسعي داخل الأراضي التركية له عدة أهداف تشترك بها أمريكا والكيان الصهيوني ولكل منهم له أهداف معروفة.
بدوره يسعى الجانب الأمريكي إلى استمرار نفوذه بالمنطقة وتقليص النفوذ الروسي، أما حلم الجانب التركي يتلخص بتقسيم سوريا وابتلاع حلب وإدلب ومناطق أخرى للامبراطورية العثمانية التي يحلم بها الرئيس التركي أردوغان.
الكاتب والمحلل السوري محمد الحوراني أكد في مقال له أنه " من غير المستبعد التنسيق والتشاور بين الفصائل الإرهابية والرئيس التركي أردوغان، وأجهزة استخباراته من أن الجماعات المسلحة على اتصال بالمخابرات التركيّة وأن تركيا أعطت الضوء الأخضر للهجوم على حلب، وهو الذي قام لفترةٍ طويلةٍ بتسليحهم وتدريبهم من أجل السيطرة على أجزاء واسعة من سورية بهدف القضاء على دولتها الوطنيّة وتقسيمها، ولا سيّما بعد رفضه المتكرّر الإعلان عن خطّةٍ للانسحاب من الأراضي السوريّة التي يحتلّها".
واضاف إنه" بعد الجهود الكبيرة التي بذلت من الأصدقاء الإقليميّين والدوليّين بهدف تقريب وجهات النظر بين سورية وتركيا، إلاّ أنّ الرئيس التركيّ أرادها مصالحةً دون تقديم أيّ تنازلاتٍ أو انسحابٍ من الأراضي السوريّة التي يحتلّها، ودون أيّ إعلانٍ لوقف تمويل الإرهابيّين في سورية ودعمهم وتدريبهم" .
إلى ذلك أكد المحلل اللبناني حسين الديراني، الثلاثاء، أن أردوغان والنتن ياهو شريكان بدعم المجاميع المسلحة في سوريا.
وقال الديراني: إن “الهجوم الكبير الذي شنّته المجاميع المسلحة تحت مسميات إسلامية على مواقع الجيش العربي السوري في حلب وريف حماة وحمص جاء بعد يوم واحد من موافقة الكيان الصهيوني على اتفاقية وقف إطلاق النار مع لبنان".
وأضاف إن "خطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني النتن ياهو ، بعد انتهاء الحرب مع لبنان وتهديده للرئيس السوري بشار الأسد، مثّل إعلاناً واضحاً للمجاميع المسلحة لبدء هجماتها العسكرية على سوريا".
وبين أن "هذا الهجوم كان مُعدا مسبقا بتفاصيله كافة، بما في ذلك الإعداد البشري، التدريب، التسليح، وتوفير المعدات العسكرية اللازمة ولا شك أن دولًا كبرى وإقليمية، على رأسها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وتركيا وأوكرانيا، وبعض الدول الخليجية، شاركت في دعم هذه المجاميع المسلحة".
وتابع إن "ما عجز الكيان الصهيوني عن تحقيقه عبر آلته العسكرية، يسعى لتحقيقه من خلال أدواته البشرية المسلحة"، مؤكدا أن "المجاميع المسلحة التي أعلنت ولاءها للكيان منذ البداية كشفت نواياها عندما صرحت برغبتها في فتح سفارة تابعة للكيان الصهيوني في دمشق حال وصولها إلى السلطة".
وأضاف إن “الاتفاقيات الروسية-التركية نجحت سابقًا في وقف إطلاق النار ومنعت تقدم القوات السورية النظامية لاستعادة محافظة إدلب، التي أصبحت ملاذًا آمنًا للجماعات المسلحة، وخاصة جبهة النصرة".