الوقت- في ظل التوترات المتأزمة في منطقة الشرق الأوسط، والتي بلغت ذروتها في غزة مع استمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وتزايد التوترات في اليمن إثر العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني على العديد من المنشآت اليمنية خلال الفترة الماضية، ظلت صنعاء رافعة رايتها من أجل دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
وفي ظل هذا الوضع المتوتر، سلطت العديد من المواقع الإخبارية الضوء على حراك دبلوماسي نشط فيما يتعلق بالملف اليمني، حيث ركزت الجهود الإقليمية والدولية على خفض التصعيد، وتعزيز الاقتصاد، وإطلاق عملية سياسية شاملة برعاية الأمم المتحدة، وتجدر الإشارة إلى أن صنعاء لعبت دوراً حيوياً في دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني، ما يجعلها شريكاً أساسياً في جهود السلام في المنطقة.
حراك دبلوماسي نشط بشأن الملف اليمني
نقلت العديد من المواقع الإخبارية أن العاصمة السعودية الرياض شهدت في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، وحسب ما تم نقله أنه تم التركز عل الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد، ودعم الاقتصاد، وإطلاق عملية سياسية شاملة برعاية الأمم المتحدة.
تصدَّرت هذه الجهود لقاء من يسمى رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي، ونائبه عثمان مجلي، المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، وسفير واشنطن لدى اليمن ستيفن فاجن، حيث أحاط ليندركينغ تلك القيادة بآخر الجهود الدبلوماسية المبذولة لخفض التصعيد، والتهيئة لإطلاق عملية سياسية شاملة تحت إشراف الأمم المتحدة.
في السياق نفسه وصف السفير الأمريكي لدى اليمن، لقاءه مع المبعوث الأمريكي لليمن، رئيسَ مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه بـ«المثمر»، مشيراً إلى أنه تمحور حول الاقتصاد والحد من التصعيد الذي تقوم به حركة أنصار الله، وأضاف: «أجرينا حواراً مثمراً حول الجهود المهمة لدعم اقتصاد اليمن، والحد من التصعيد ، في الوقت الذي تواصل فيه الجماعة الإرهابية تعريض السلام والأمن الإقليميَّين للخطر".
موقف أمريكي متعصب
تصريحات السفير الأمريكي لدى اليمن حول لقاء المبعوث الأمريكي لليمن، تظهر بوضوح الموقف الأمريكي المتعصب ضد حركة أنصار الله وضد إحلال السلام بشكل عام في اليمن، فالعبارات المستخدمة في هذا التصريح تؤكد على توجهات سياسية أمريكية واضحة تهدف إلى دعم ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي، بينما يتم تجاهل دور حركة أنصار الله في الملف اليمني.
تجاهل دور حركة أنصار الله في الملف اليمني يعكس الموقف الأمريكي غير الواقعي والمتعصب، فالحركة تلعب دوراً رئيسياً في اليمن، وهي جزء لا يتجزأ من الواقع السياسي في البلاد، وتجاهل هذا الدور يعني تجاهل الواقع الميداني في اليمن، كما أن دعم الموقف الأمريكي للتحالف العربي ضد حركة أنصار الله وضد اليمن يعكس توجهات سياسية أمريكية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، هذا الموقف يظهر أن الموقف الأمريكي في اليمن لا يزال سيئاً جداً ويهدف إلى دعم ما يسمى التحالف العربي ضد اليمن.
الموقف الأمريكي الداعم للعدوان البريطاني السعودي على اليمن من البداية يعكس توجهات سياسية أمريكية تهدف إلى دعم الوجود الغربي في المنطقة، هذا الموقف يعني أن الموقف الأمريكي في اليمن يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة.
دلالات التصريحات الأمريكية... ذر الرماد على العيون أم تحقيق السلام؟
اللقاء الذي جمع رئيس ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي مع المبعوث الأمريكي في اليمن أثار الكثير من التساؤلات حول دلالات التصريحات الأمريكية بشأن المساهمة في إنهاء الأزمة في اليمن، ويبدو أن أمريكا تسعى إلى الظهور كصانعة سلام في المنطقة، ولكن السؤال المطروح هو هل أمريكا صادقة في سعيها لتحقيق السلام في اليمن؟
يبدو أن الإجابة على هذا السؤال هي لا، فأمريكا ليست صادقة في سعيها لتحقيق السلام في اليمن، بل إنها تسعى إلى دعم التحالف السعودي الذي كان سبب الدمار في اليمن، ودعم أمريكا للتحالف السعودي يؤكد على أن أمريكا ليست سوى تذر الرماد على العيون، بل هي تريد أن تظهر كصانعة سلام ويجب ألا ننسى أن أمريكا ما زالت تدعم كيان الاحتلال الصهيوني في ارتكاب الجرائم في غزة.
السلام لا تصنعه أمريكا، بل هو ناتج عن الجهود الحثيثة للشعوب التي تسعى إلى تحقيق التحرر والاستقرار والسلام في المنطقة، أمريكا ليست سوى سبب المآسي في المنطقة، ودعمها للكيان الصهيوني ضد غزة خير دليل على ذلك، ويجب ألا نصدق التصريحات الأمريكية حول سعيها لتحقيق السلام في اليمن، بل يجب أن نرى الأفعال على الأرض.
حتى الآن، لم نرَ أي دليل على أن أمريكا تسعى جدياً إلى تحقيق السلام في اليمن، بل على العكس، نرى أن أمريكا تسعى إلى دعم التحالف السعودي في اليمن.
اليمن قوة مؤثرة في المنطقة
اليوم، يظهر اليمن كقوة مؤثرة في المنطقة، بعد أن أظهر دوراً قوياً في دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة، هذا الموقف القوي يؤكد على أن اليمن لم يكن أبداً طرفاً محايداً في الصراع ، بل أصبح طرفاً فاعلاً ومؤثراً في تحديد مسار الأحداث في المنطقة.
الدور القوي لصنعاء والمحور في المنطقة يؤكد على أن اليمن وصل إلى مرحلة متقدمة من التطور العسكري والسياسي، التطورات الأخيرة في ترسانة اليمن العسكرية وتحديثها تظهر أن اليمن أصبح قادراً على لعب دور أكثر فاعلية في المنطقة.
هذا الدور القوي لليمن سوف يكون له تأثير كبير في تحقيق السلام في المنطقة، فالسلام لا يمكن أن يتحقق من خلال التدخل الخارجي أو الضغوط الغربية، بل يحتاج إلى طرفين متعاقبين على الأرض، واليمن اليوم أصبح طرفاً مؤثراً في تحقيق هذا السلام.
الموقف القوي لليمن تجاه الشعب الفلسطيني يؤكد على أن اليمن لن يبقى على هامش الأحداث في المنطقة، بل سوف يلعب دوراً مهماً في تحديد مسار الأحداث وتحقيق السلام، وهذا الموقف القوي يؤكد على أن اليمن لن يرضى بالهزيمة أو التخويف، بل سوف يبقى قوياً ومتماسكاً في مواجهة التحديات.
اليوم، يظهر أن اليمن أصبح طرفاً لا يمكن تجاهله في المنطقة، ودورها في تحقيق السلام سوف يكون له تأثير كبير على مستقبل المنطقة، فاليمن أصبح طرفاً مؤثراً في تحديد مسار الأحداث، وليس مجرد طرفاً متفرجاً على الأحداث.
في الختام في خضم التوترات الإقليمية المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، يبرز اليمن اليوم كقوة مؤثرة تلعب دوراً مهماً في توجيه مجريات الأحداث الإقليمية والدولية، على الرغم من المحاولات الأمريكية المتواصلة لدعم التحالف السعودي وتجاهل دور حركة أنصار الله في الأزمة اليمنية، يظهر أن صنعاء أصبحت شريكاً أساسياً في أي جهود للسلام في المنطقة، والولايات المتحدة، على الرغم من تصريحاتها حول سعيها لتحقيق السلام، تظل منحازة بشكل واضح إلى الأطراف التي تساهم في تأجيج الأزمات الإقليمية، سواء في اليمن أو في فلسطين، ولكن، كما أظهرت التطورات الأخيرة في اليمن، فإن السلام لا يمكن أن يتحقق بتدخلات خارجية أو سياسات مبنية على دعم أطراف مدمرة، بل إن السلام الحقيقي في المنطقة سيأتي من خلال جهد شعبي داخلي، وبتعاون بين الأطراف المعنية، وفي مقدمتها اليمن التي لم تعد طرفاً محايداً، بل أصبحت قوة فاعلة تسهم في تشكيل مستقبل المنطقة.