الوقت- إن رضا الفلسطينيين عن إيران ارتفع بنسبة 19%، بعد تسعة أشهر من الحرب على غزة، كيف ينظر الشعب الفلسطيني إلى عالمه اليوم؟.
حول هذا السياق، أصدر المركز الفلسطيني للبحوث والمسح السياسي PSR آخر استطلاع له حول التطورات في هذا البلد منذ فترة، و PSR هو مركز أبحاث فلسطيني مستقل معروف تأسس عام 2000 في رام الله، ويتم إجراء مسوحات PSR المستمرة بالتعاون مع معهد كونراد أديناور الألماني في الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات اللاجئين.
ومن باب الإيجاز، نذكر بعض نتائج هذا الاستطلاع. يتم نشر أرقام هذا المسح بشكل منفصل للضفة الغربية وقطاع غزة وتجميعها، وهنا يتم ذكر النتائج المجموعة للمنطقتين.
67% من الفلسطينيين يعتقدون أن قرار حماس بتنفيذ عملية 7 أكتوبر كان صحيحاً، ويظهر هذا الرقم انخفاضًا بنسبة 5٪ مقارنة بما كان عليه قبل ستة أشهر.
61% من سكان غزة يقولون إنهم فقدوا فرداً واحداً على الأقل من أفراد أسرهم في الحرب الأخيرة.
63% يلومون "إسرائيل" و22% أمريكا و8% فقط يلومون حماس على الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة.
91% يقولون إن حماس لم ترتكب أي عمل إجرامي في عملية ال 7 من أكتوبر في مقتل مواطنين صهيونيين ونساء وأطفال.
68% يقولون إنهم موافقون على قرار حماس بالموافقة على وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه في شهر مايو الماضي.
67% يعتقدون أن حماس ستنتصر في الحرب، وهذه النسبة أقل في قطاع غزة.
61% من الفلسطينيين يقولون إنهم يفضلون سيطرة حماس على غزة بعد الحرب.
76% يعارضون تصريح محمود عباس في اجتماع القادة العرب في المنامة والذي قال: إن هجوم حماس في ال 7 من أكتوبر أصبح ذريعة للهجوم الإسرائيلي على غزة.
وفيما يتعلق بأداء حماس في الحرب، أعرب 75% عن رضاهم، وهذا الرقم هو 65% ليحيى السنوار، نسبة الرضا عن فتح 24% ومحمود عباس 10% فقط.
وفيما يتعلق بالدول والجهات الأجنبية فقد أبدى 80% رضاهم عن أداء اليمن، وبعد ذلك يأتي حزب الله بنسبة 57%، وقطر 55%، وإيران 49%، وبعد إيران يأتي الأردن بنسبة 25%، ومصر بنسبة 18%، والسعودية بنسبة 12%.
يشار إلى أن من بين الأحزاب الأجنبية الأربعة الأولى، ثلاثة منها تعرف بأنها شيعية وتندرج في إطار محور المقاومة.
ويبلغ مستوى الرضا عن روسيا 26%، والأمم المتحدة 12%، والولايات المتحدة 3% فقط.
36% يقولون إنهم لا يحصلون على ما يكفي من الطعام ليوم أو يومين، ولا تشمل الأرقام العشرة المنطقة المحاصرة والمصابة بالمجاعة شمال غزة، كما يقول 72% إنهم عندما يحتاجون إلى الطعام والماء فإنهم يحصلون عليه بصعوبة وبمخاطر كثيرة.
وفيما يتعلق بالاحتجاجات المناهضة ل"إسرائيل" في الجامعات الأمريكية، يعتقد 69% أن الاحتجاجات يمكن أن تكون مفيدة وتؤدي إلى تغيير في السياسة الأمريكية لقبول المزيد من الفلسطينيين أو قبول أقل للإسرائيليين.
أما فيما يتعلق بإجراء انتخابات محتملة في الأراضي الفلسطينية، فقالوا إن 42% سيصوتون لمروان البرغوثي، و27% لإسماعيل هنية، و5% لمحمود عباس، بينما 89% طالبوا باستقالة عباس، وقد ارتفع هذا الرقم بنسبة 10% منذ ديسمبر الماضي إلى شهر مضى.
أما بالنسبة للمجموعات السياسية التي وافق عليها الشعب، فقد حظيت حماس بـ 40% وفتح بـ 20% بقبول وموافقة الشعب، بينما 26% لا يؤيدون أي جماعة سياسية.
وعندما سئلوا عن المجموعة التي سيصوتون لها في الانتخابات المقبلة، اختارت نسبة من 32% حماس و17% فتح، وقال 30% إنهم لن يشاركوا.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين فلسطين و"إسرائيل" فإن 65% يعارضون حل الدولتين، وقال 63% إن حل الدولتين غير عملي بالأساس بسبب التوسع في سياسات الاستيطان.
63% يؤيدون العودة للانتفاضة المسلحة ضد "إسرائيل"، كما يعتقد 62% بضرورة تصفية المنظمات ذاتية الإدارة.
54% يعتقدون أن العمل المسلح والمقاومة لهما الأثر الأكبر في إنهاء الاحتلال، 25% يعتبرون المفاوضات حلاً، 16% عبروا عن المقاومة السلمية للشعب باعتبارها الطريقة الأكثر فعالية.
وأعرب ثلاثة أرباع المشاركين في الاستطلاع عن معارضتهم للتسوية بين السعودية و"إسرائيل"، حتى لو كانت مشروطة بقبول "إسرائيل" قيام دولة فلسطينية مستقلة.
45% يعتقدون أن الحل لعدوان المستوطنين هو تشكيل مجموعات مسلحة للرد.
ولكن ما هي أهم الأولويات الأساسية للفلسطينيين؟
47% يعتقدون أن الأولوية يجب أن تكون للانسحاب الإسرائيلي من حدود 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، 31% يعتبرون عودة لاجئي 1948 إلى قراهم ومدنهم أولوية، 12% يعتبرون أن بناء فرد ومجتمع سليم يؤمن بتعاليم الإسلام هو أولوية، 9% إقامة نظام ديمقراطي يحترم حرية الفلسطينيين وحقوقهم.
50% من أفراد العينة يعتبرون استمرار حرب غزة، و28% الاحتلال الإسرائيلي، و8% الفساد، و8% البطالة، و5% الانفصال والصراع بين الضفة الغربية وقطاع غزة هي المشكلة الأكثر خطورة بالنسبة للفلسطينيين حالياً، وفيما يتعلق بمصادر الأخبار، فقد اختار 68% قناة الجزيرة كمصدر إخباري لهم، أما العربية والميادين تبلغ نسبة مشاهدتهما 2% لكل منهما، 12% لا يشاهدون التلفاز، وفيما يتعلق بالاحتياجات الأساسية، فإن 38% لا يستطيعون الوصول إلى البطانيات، و42% إلى الملابس، و35% إلى الرعاية الصحية، و42% إلى المراحيض.
إن العملية التي شنتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على الأراضي المحتلة صباح ال 7 من أكتوبر 2023 لم تتسبب في إحداث تحول في تاريخ المقاومة الفلسطينية فقط، بل أحدثت العديد من الأحداث، وفي سياق المناقشات حول علاقات حماس بإيران من المعروف أن طهران تقدّم الدعم العسكري لحماس منذ سنوات عديدة، وخاصة خلال عملية سيف القدس، التي بدأت بعد الخطوات العدوانية الإسرائيلية في القدس عام 2021، حيث أعاد الأداء المقاوم الناجح لكتائب القسام العلاقات بين حماس وإيران إلى جدول الأعمال.
لقد جاءت زيادة كتائب القسام، لقدرتها العسكرية بشكل كبير بفضل المعرفة التي قدمتها إليها إيران إلى حدّ كبير، والتي زادت من قوتها في الميدان، وهذا الوضع الذي جاء نتيجة للعلاقات بين حماس وإيران، هو أمر يجب أن يُؤخَذ بعين الاعتبار؛ لأنه يظهر الثقة بالنفس التي اكتسبتها المقاومة، والمرحلة التي وصلت إليها مع طوفان الأقصى، على الرغم من أن طبيعة العلاقة بين إيران وحماس يجري تقديمها بشكل مختلف من قبل دولة الاحتلال "إسرائيل" ومؤيديها الغربيين، إلا أن حقيقة وجود تعاون إستراتيجي وعملي بين الطرفين قضية لا ينبغي تجاهلها، فالقضية الفلسطينية كانت دائمًا محل اهتمام إيران.
وتتمسَّك إيران بفصائل المقاومة الفلسطينية انطلاقاً من مبادئ إيمانية عقائدية وكعناوين فاعِلة في إطار مشروع المواجهة مع المشروع الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة، تماماً كما تتمسَّك المقاومة بالدعم الإيراني الوحيد لمنظومتها العسكرية، وخاصة مع تقطّع دعم أصدقائها في المنطقة؛ نظراً إلى الضغوط التي يتعرّضون لها من الولايات المتحدة، وتُدرِك الفصائل أن الدعم العسكري والمالي والتقني الإيراني لا يمكن الاستعاضة عنه بأيّ طرف إقليمي، كما أنها تُدرِك صعوبة الثمن المطلوب من الأطراف الإقليمية الأخرى لقاء دعم مالي، ليس أقلّه الدعوة إلى التخلّي عن المواجهة العسكرية المباشرة.