الوقت- نشر حزب الله اللبناني مؤخراً شريط فيديو لشبكة أنفاق تحت الأرض يتضمن موقعاً لإطلاق الصواريخ القريبة من الأرض. وهذه هي الرسالة الأخيرة لحزب الله فيما يتعلق بتوسيع الهجمات الإسرائيلية.
وتعد الأنفاق جزءًا من شبكة تحت الأرض مجهزة أيضًا بمجموعة متنوعة من الصواريخ والتكنولوجيا وأنظمة الكمبيوتر، وقد كشف حزب الله عن هذه المدينة الصاروخية الموجودة تحت الأرض داخل منشأة "عماد 4"، ويتضمن المجمع الصاروخي أيضًا سلسلة من الأنفاق المتداخلة الكبيرة بما يكفي لمرور الشاحنات من خلالها.
وقال "جو تروسمان"، أحد كبار المحللين الحربيين والخبير الأمريكي وعضو "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية" وهي منظمة مناهضة لإيران، فيما يتعلق بأنفاق حزب الله تحت الأرض في لبنان: إن هذه الأنفاق هي أحد الأصول الأكثر استراتيجية لحزب الله في لبنان ونشر بعض صورها هو رسالة واضحة من حزب الله، وهي رسالة تبين أن قدرات هذه الجماعة ليست فقط في مواجهة "إسرائيل"، بل إن حزب الله في الواقع يوجه رسالة للعالم الغربي.
ولم يكن نشر صور أنفاق حزب الله الصاروخية في لبنان غريبا إلى هذا الحد، وسبق أن قال السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان، في كلمة ألقاها عام 2018: إن حزب الله يمتلك صواريخ دقيقة ذات قدرات خاصة، بحيث إذا فرضت "إسرائيل" حربا على لبنان، فإن "إسرائيل" ستواجه واقعا لم تتوقعه أبدا.
كما أكدت مصادر عبرية مثل جورزاليم بوست أن مدينة حزب الله الصاروخية تحت الأرض في لبنان مجهزة بمستشفى ميداني ومعدات كافية لإبقاء ساكنيها لمدة تتراوح بين ثمانية أشهر إلى سنة، وهذه المنشآت تظهر أن حزب الله يستعد لحرب واسعة النطاق.
قدرات حزب الله
منذ أن قاتل حزب الله "إسرائيل" آخر مرة في عام 2006، قام بتوسيع ترسانته من الأسلحة من حيث الكم والنوع، ويقول الخبراء إن الحزب يمتلك مجموعة واسعة من صواريخ المدفعية الثقيلة والصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى الصواريخ المضادة للطائرات والدبابات والسفن، وتشير التقديرات إلى أن حزب الله ربما يمتلك شبكة واسعة من الأنفاق تحت الأرض في جنوب لبنان وكذلك في وادي البقاع الشرقي بالقرب من الحدود مع سوريا وهذه الأنفاق لها استخدامات لوجستية ونقلية لنقل القوات والأسلحة.
من ناحية أخرى، يعتقد المحللون أن حزب الله يستخدم على نطاق واسع طائرات دون طيار رخيصة الثمن وأحيانًا منتجة محليًا للضغط على الدفاع الجوي الإسرائيلي وقد حقق نجاحًا جيدًا في هذا الاتجاه.
وقال "رياض القهوجي"، رئيس معهد التحليل العسكري لمنطقة الشرق الأوسط والخليج الفارسي في واشنطن، لوكالة فرانس برس: إن الطائرات دون طيار تساعد حزب الله على تحديد النقاط العمياء في الرادارات وأجهزة الاستشعار الإسرائيلية.
وحسب القهوجي، فقد تمكن حزب الله من تجاوز حواجز الرادار والكشف الإسرائيلية باستخدام المناطق الجبلية وتحليق طائرات دون طيار على ارتفاعات منخفضة، كما قال "خليل حلو"، المحلل العسكري والجنرال المتقاعد في الجيش اللبناني، لفرانس24 إنه من الصعب التعرف على طائرات حزب الله المسيرة لأنها صغيرة الحجم.
وحسب الحلو، يستطيع حزب الله تحييد القبة الحديدية الإسرائيلية من خلال إطلاق صواريخ كاتيوشا وطائرات دون طيار وصواريخ موجهة على نطاق واسع في نفس الوقت، ومن ناحية أخرى، يمكن لصواريخ حزب الله المضادة للدبابات أيضًا أن تسبب أضرارًا كبيرة، لأن نظام القبة الحديدية لا يمكنه الصمود إلا إذا كان الصاروخ فعالا ونشطا ولكنه غير فعال ضد الصواريخ التي تطلق بشكل مباشر ومنخفض.
أداء حزب الله في حرب غزة
وحسب تقرير جورزاليم بوست، أطلق حزب الله اللبناني 7500 صاروخ و200 هجوم بطائرات مسيرة ضد "إسرائيل" منذ أكتوبر 2023، أي منذ بداية حرب غزة، ويشير هذا الحجم من الهجمات إلى القدرات الواسعة التي تتمتع بها هذه الجماعة المقاومة اللبنانية في مواجهة المعتدين الصهاينة، كما أدت هجمات حزب الله في شمال فلسطين المحتلة إلى إخلاء حوالي 60 ألف شخص من شمال فلسطين المحتلة.
من حرب "حزب الله" 2006 إلى حرب "حزب الله" في غزة
ما لا شك فيه أن حزب الله اللبناني في عام 2024 لن يكون بنفس القوة التي كان عليها في عام 2006، بل إن القدرات العسكرية الحالية لهذه الجماعة تفوق وتتفوق على الغالبية العظمى من القوات غير الحكومية والقوات البرية لبعض الدول الصغيرة، وتشمل القوات البرية لحزب الله الآن أنواعاً مختلفة من المشاة والقوات الخاصة والمدرعات والمدفعية والدفاعات الجوية الأرضية، وهذا التقسيم للقوات البرية لحزب الله قد درسه وفصله بعناية الخبير الاستراتيجي والعسكري في منطقة الشرق الاوسط "عمر عاشور".
كما يمتلك حزب الله حالياً قدراته الخاصة في المجالات الإلكترونية والسيبرانية والمعلوماتية، وحتى في البحر، وفي عام 2006، تسببت صواريخ حزب الله التي أطلقها على الأراضي المحتلة في وقوع خسائر في صفوف المدنيين في "إسرائيل" أكبر من الخسائر العسكرية في لبنان، لكن حزب الله اليوم لديه القدرة على استهداف القواعد العسكرية بدقة بصواريخ دقيقة وبطائرات دون طيار، وعلى الرغم من أن حزب الله لديه تاريخ في استخدام الطائرات دون طيار البدائية حتى قبل حرب عام 2006، إلا أن هذه الجماعة المقاومة أظهرت قدرة جديدة نسبيًا في عام 2024، ما يثبت قدرتها على اختراق عمق "إسرائيل"، ويثبت نشر الصور الجوية للقواعد العسكرية الإسرائيلية بواسطة طائرات حزب الله دون طيار هذه القدرات.
ونشرت طائرات حزب الله دون طيار صورا لقاعدة رمات ديفيد الجوية وقاعدة بحرية إسرائيلية في حيفا، بالإضافة إلى العديد من السفن الحربية والبنية التحتية لوحدة الغواصات البحرية شايطت 7، وفي الوقت نفسه، فإن نظرة على معدات حزب الله الحالية يمكن أن تظهر نتيجة أكثر دقة لقدرات هذه الجماعة اللبناينة المقاومة.
طائرات حزب الله دون طيار العملياتية والهجومية البالغ عددها 2000، وفقًا لمركز أبحاث ألما في تل أبيب:
- طائرة دون طيار مرصاد
- طائرة دون طيار هدهد
- طائرة دون طيار مهاجرين
- طائرة دون طيار أيوب
- طائرة دون طيار شاهد 101
- طائرة دون طيار كرار
- طائرة دون طيار حسن
كما قدم مركز ألما للأبحاث الإحصائيات التالية حول الصواريخ التي بحوزة حزب الله:
- صواريخ عائلة فجر التي يصل مداها إلى 100 كيلومتر على الأقل
- صواريخ بركان التي يتراوح مداها بين 10 و100 كيلومتر
- صواريخ الفاتح 110 التي يصل مداها إلى 330 كم على الأقل
- صواريخ "كاتيوشا" و"جراد" يصل مداها إلى 40 كيلومترا
- صواريخ "رعد 2" و"رعد 3" ويبلغ مداها 70 كيلومترا
- صاروخ ""خيبر 1"" ويبلغ مداه أكثر من 100 كيلومتر
- صواريخ "زلزال 1 و 2" ويبلغ مداه حوالي 160 و210 كلم
- صواريخ سكود ويبلغ مدى أكثر من 700 كيلومتر
- صاروخ "نور" يصل مداه إلى 200 كيلومتر
- صاروخ "قادر" يصل مداه إلى أكثر من 300 كيلومتر
- صواريخ فلق 1 و 2 بمدى 200 إلى 340 كم.