الوقت- لا يزال الكيان الصهيوني بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يمارس سياسة المراوغة والتضليل في موضوع المفاوضات مع حركة حماس، ويضع العراقيل أمام أي جهود دولية أو إقليمية تهدف إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار ووقف الحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ففي كل مرة تلوح في الأفق بوادر انفراج أو اتفاق، يخرج نتنياهو بشروطه ومطالبه الجديدة التي تهدف بالدرجة الأولى إلى إفشال جهود الوسطاء وإطالة أمد الحرب.
لقد أكدت حركة حماس مراراً وتكراراً على مسؤوليتها الوطنية تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتفاعلت بإيجابية مع جميع الطروحات التي قدمها الوسطاء المصريون والقطريون، وذلك انطلاقاً من حرصها على وقف نزيف الدم الفلسطيني ووضع حد لحرب الإبادة والتطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال الصهيوني، إلا أن نتنياهو ما زال يضع العقبات أمام التوصل لاتفاق، ويصر على شروطه التي تهدف إلى استمرار الحصار والتضييق على الشعب الفلسطيني، وإبقاء قطاع غزة تحت سيطرة الاحتلال.
إن الشروط الأخيرة التي وضعها نتنياهو تؤكد مرة أخرى نيته الواضحة في عرقلة المفاوضات، حيث يصر على رفض وقف الحرب بشكل كامل، وإبقاء قواته في القطاع، واحتلال المعابر والحدود، بالإضافة إلى وضع شروط جديدة فيما يتعلق بملف تبادل الأسرى، وإن هذه الشروط تعكس استراتيجية نتنياهو القائمة على كسب الوقت وإطالة أمد الحرب، دون أي اعتبار للمعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
حماس.. نتنياهو يضع العقبات أمام التوصل لاتفاق ويفشل جهود الوسطاء
أكدت حركة حماس أنها تيقنت بعد سماعها لحديث الوسطاء عما جرى في المفاوضات الأخيرة في الدوحة، أن نتنياهو ما زال يضع العقبات أمام التوصل إلى اتفاق، ويضع شروطاً ومطالب جديدة لإفشال جهود الوسطاء، وقالت الحركة في بيان لها، إنها تفاعلت بمسؤولية كاملة مع جهود الإخوة الوسطاء المصريين والقطريين، وجميع الطروحات التي قدموها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ووقف الحرب على الشعب الفلسطيني، وتبادل الأسرى، وذلك انطلاقاً من حرصها على وقف نزيف الدم الفلسطيني، ووضع حد لحرب الإبادة والتطهير العرقي والجرائم الوحشية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأضافت الحركة إنها أعلنت في 6/5/2024 موافقتها على الطرح الذي قدمه الوسطاء، ورحبت بالطرح الذي أعلنه الرئيس الأمريكي بايدن، وقرار مجلس الأمن، وتفاعلت بإيجابية مع الطرح الأخير الذي قدمه الوسطاء، وأعلنت موافقتها عليه بتاريخ 2/7/2024.
وتابعت: "بعد صدور البيان الثلاثي (أمريكي، مصري، قطري)، طلبت الحركة من الوسطاء تقديم طرح لتنفيذ ما عرضوه عليها ووافقت عليه، حتى لا تستمر المفاوضات في دائرة مفرغة بسبب مماطلة نتنياهو ووضع المزيد من الشروط والعقبات أمام التوصل لاتفاق، تنفيذاً لاستراتيجيته القائمة على كسب الوقت وإطالة أمد الحرب".
وأكدت الحركة أنها تأكدت مرة أخرى بعد سماعها لحديث الوسطاء عما جرى في المفاوضات الأخيرة في الدوحة، أن نتنياهو ما زال يضع العقبات أمام التوصل لاتفاق، ويضع شروطاً ومطالب جديدة لإفشال جهود الوسطاء واستمرار الحرب.
أهداف نتنياهو الخفية
وأوضحت حركة المقاومة الاسلامية حماس أن الطرح الجديد يستجيب لشروط نتنياهو، وخاصة رفضه لوقف الحرب بشكل كامل، وإصراره على إبقاء قواته في القطاع، واحتلاله لمعبر كرم أبو سالم، ومعبر رفح، والمحور الفاصل بين قطاع غزة ومصر، كما وضع شروطاً جديدة فيما يتعلق بملف تبادل الأسرى، وتراجع عن بنود أخرى، الأمر الذي من شأنه أن يعيق التوصل لاتفاق في هذا الملف.
وشددت الحركة على أنها تعتبر نتنياهو المسؤول الكامل عن إفشال جهود الوسطاء، وعرقلة التوصل لاتفاق، والمسؤول عن حياة الأسرى الإسرائيليين، الذين يتعرضون للخطر أسوة بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بسبب استمرار العدوان والقصف الصهيوني الذي يهدف إلى تدمير الحياة في القطاع بشكل كامل.
وختمت الحركة بيانها بالقول: "إننا في حركة حماس، إذ نؤكد التزامنا بالطرح الذي أعلنه الرئيس الأمريكي بايدن، وقرار مجلس الأمن، والذي أعلنا موافقتنا عليه في الثاني من يوليو، فإننا نطالب الوسطاء بالقيام بمسؤولياتهم، والضغط على الاحتلال لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه".
حماس تضع نتنياهو في موقف محرج
لا شك أن موافقة حركة حماس على الطرح الأمريكي لوقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن، يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقف محرج للغاية، ويكشف زيف ادعاءاته أمام المجتمع الدولي، لقد حاول نتنياهو جاهداً تصوير حماس على أنها الطرف المعرقل للتوصل إلى اتفاق، ولكن موافقة الحركة على هذا الطرح تفضح نواياه الحقيقية وتضعف موقفه السياسي.
إن نتنياهو، المعروف بسياساته المتشددة ورفضه لأي تنازلات، يجد نفسه الآن في مأزق حقيقي، فمن ناحية، يدرك أن موافقة حماس على الطرح الأمريكي تضع عليه ضغوطاً دولية للتجاوب مع هذه الجهود والتوصل إلى اتفاق، ومن ناحية أخرى، يخشى أن يظهر بمظهر الضعيف أمام جمهوره والمتشددين في حكومته.
لقد سعى نتنياهو جاهداً إلى إفشال جهود الوسطاء من خلال وضع شروط تعجيزية ومطالب مستحيلة، معتقداً أنه بذلك سيضع حماس في موقف صعب، ولكن الحركة، من خلال موافقتها على الطرح الأمريكي، قلبت الطاولة على نتنياهو وكشفت أمام العالم أجمع أنه هو من يضع العقبات أمام السلام.
في الختام، يتضح جلياً أن نتنياهو والكيان الصهيوني يضعان العراقيل أمام جهود السلام ويفضلان لغة الحرب والقوة على لغة الحوار والتفاوض، وإن سياسات نتنياهو المتشددة ورفضه المستمر لجهود الوسطاء تدل على نيته الواضحة في إفشال أي محاولة للتوصل إلى اتفاق، وإن نتنياهو، من خلال تعنته وإصراره على شروطه التعجيزية، يضع المنطقة بأكملها على حافة الهاوية ويهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.
إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بالوقوف في وجه نتنياهو وسياساته المدمرة، وممارسة الضغوط عليه للتجاوب مع جهود السلام، كما أن على الوسطاء الدوليين أن يدركوا أن نتنياهو هو العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق، وأن أي جهود للسلام يجب أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار، وهنا يمكن القول إن حركة حماس، من خلال موافقتها على الطرح الأمريكي، قد وضعت نتنياهو في موقف لا يحسد عليه، وكشفت زيف ادعاءاته أمام العالم أجمع، والآن، يتوجب على نتنياهو أن يختار بين السلام أو استمرار الحرب، بين الاستجابة لجهود الوسطاء أو تحمل المسؤولية عن إفشاله.