الوقت - أفادت وسائل إعلام عراقية بأن زيارة مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلى بغداد بعد ست سنوات، هي رحلة تظهر تحسن العلاقات بين إقليم كردستان العراق والحكومة الاتحادية العراقية.
وحسب هذا التقرير، قالت بعض المصادر الكردية لـ"الشرق الأوسط": إن بارزاني يتوجه إلى بغداد خلال هذه الرحلة للتشاور مع القادة السياسيين العراقيين وحل المشاكل بين الجانبين.
وأضافت هذه المصادر: إن الخلافات بين بغداد وأربيل، تشمل قضايا مختلفة مثل موازنة الإقليم وحقوق الموظفين وقانون النفط والغاز وقضية الانتخابات، وحتى محافظة كركوك التي لم يتم تشكيل حكومتها المحلية بعد، رغم مرور أكثر من ستة أشهر على الانتخابات.
ورجحت المصادر المذكورة أن تشمل مباحثات بارزاني في بغداد، الوضع في مدينة سنجار والتوغل الأخير للجيش التركي في محافظة دهوك ومدن كردية أخرى، والهجمات المحتملة للمجموعات المسلحة على أربيل.
للوقوف على أهمية وأبعاد رحلة مسعود بارزاني، باعتباره الشخصية الأساسية خلف کواليس السلطة في منطقة شمال العراق، أجری موقع "الوقت" التحليلي مقابلةً مع السيد "حسن دانائي فر"، الدبلوماسي السابق والخبير في السياسة الخارجية.
في بداية حديثه، تحدث السيد دانائي فر عن أهمية الزيارة النادرة لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي إلى بغداد، حيث قال: زيارة السيد بارزاني إلى بغداد جاءت بعد 13 عاماً، هذه الرحلة لا تعني أن العلاقات كانت على مستوى سيء؛ لا... هناك دائماً علاقة جيدة بين أربيل وبغداد في كل المجالات والقضايا، وخاصةً أن " كاك مسعود البارزاني" من جيل القادة الأوائل قبل سقوط صدام، وعادةً ما يقوم بالرحلات من بغداد إلى أربيل زعماء سياسيون من العرب الشيعة والسنة وغير العرب، وبالطبع، سافر إلى بغداد بعد فترة طويلة، والتقى مع مختلف المجموعات والأفراد من الأحزاب والحكومة.
وقيّم سفير إيران السابق سياسات بغداد بأنها فعالة في قرارات الإقليم، وتابع: هذه الرحلة لها معناها الخاص، وتظهر أهمية إحالة قضايا أربيل إلى بغداد، کما أن حقيقة حضور بارزاني ولقائه برئيس الوزراء والأحزاب السياسية الأخرى، تظهر مكانةً خاصةً في العلاقات بين أربيل وبغداد.
وفي وصفه للوضع السياسي في الإقليم، أضاف هذا الدبلوماسي الإيراني السابق: من الطبيعي أن توجد سلسلة من المشاكل بين بغداد والإقليم، وبعضها يعود إلى الماضي البعيد قبل سقوط صدام، لأن إقليم كردستان يُحكم بشكل مستقل وخارج حكومة بغداد منذ عدة سنوات... حسنًا، لقد خلق ذلك سلسلةً من المشاكل، وكادت الحكومة التي تشكلت في شمال العراق أن تتجه نحو نوع من الحكومة المستقلة، لأن الظروف السياسية الإقليمية وحالة صدام، وبعدها الأحداث الأمنية التي حدثت داخل العراق، خلقت وضعاً يستطيع فيه الإقليم اتخاذ قراراته في مجال النفط والعلاقات الخارجية خارج إطار حكومته الفيدرالية.
وأوضح دانائي فر: شيئاً فشيئاً، مع قيام الحكومة المركزية في بغداد، سعت الحكومات التي سبقت السيد السوداني إلى استعادة مكانة الحكومة الاتحادية، ما يعني ظهور خلافات وقضايا بين الطرفين، ومن بينها، انقطاع تصدير النفط إلى خارج العراق، وعانى إقليم كردستان بسبب ذلك، کما غادرت الشركات الاستثمارية هذه المنطقة.
وتابع: وفي مسألة دفع رواتب الموظفين، أصروا أيضاً على أن يتم ذلك من قبل الحكومة المركزية، كما أن إيرادات المنافذ الحدودية وعدة ملفات أخرى، تسببت في خلافات بين الطرفين وأججتها، وخلال هذه الفترة، قام السيد نيجيرفان بارزاني، رئيس وزراء الإقليم، وكذلك كاك مسعود بارزاني ومسؤولون آخرون برحلات من أربيل إلى بغداد، لقد تم إحراز تقدم نسبي، ويبدو أن سلطات الإقليم توصلت إلى استنتاج مفاده بأنه يمكن حل بعض المشاكل بزيارة كاك مسعود بارزاني.
وقال دانائي فر، معرباً عن اهتمام إيران بالتوازن في علاقات العراق الداخلية: ونحن، كجمهورية إيران الإسلامية، مهتمون بأن تستمر علاقات العراق الداخلية في توازن منطقي في إطار الدستور العراقي، ونؤيد أي تحرك في هذا الاتجاه، ونأمل أن تحل هذه الرحلة بسرعة المشاكل الموجودة في هذا الإطار.
وذكر هذا الدبلوماسي السابق، في جزء آخر من حديثه بشأن إمكانية إجراء مفاوضات بين البارزاني وسلطات بغداد، بشأن وجود القوات الأمريكية في أراضي الإقليم: بعض التصريحات هي تخمينية، سُمع من الأمريكيين أن القوات الأمريكية تنسحب من بعض مناطق الإقليم؛ بما في ذلك قاعدة حرير الجوية، وبالطبع، إلى أن يتم إجلاؤهم بالكامل ويعلن المسؤولون المستقلون المعنيون داخل العراق ذلك رسميًا، لا ينبغي الإدلاء بأي تعليق جدي، وعلينا أن ننتظر الإعلان عنه رسمياً وعبر القنوات الرسمية، ولكن نسمع مثل هذه الأخبار.
وتأكيدًا على وجهة النظر المشتركة للإقليم والحكومة المركزية، يعتقد دانائي فر أنه: تكاد تكون لدى الحكومة المركزية في العراق وإقليم كردستان وجهات نظر متشابهة في هذا الصدد، وفي طريقة العمل، ولكن من حيث المفاهيم، قد يكون لديهم اختلافات مع بعضهم البعض.
وأضاف: يؤكد الإقليم ضرورة وجود هذه القوات، ويعلن في الوقت نفسه عن الاستعداد للتعاون في إطار الدستور العراقي والقنوات الرسمية مثل مجلس النواب، ومع ذلك، فإن رأيهم يختلف عن الحكومة، فلا يزال الإقليم يصر على استمرار وجود الأمريكيين، وفي الوقت نفسه يرى أنه إذا اتخذت بغداد قراراً جدياً بهذا الشأن، فإنه سينفّذه في الاتجاه نفسه.