الوقت- أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على إعدام عدد من الأسرى فور إطلاق سراحهم في رفح وهم لا يزالون مكبلي الأيدي، وحسب مصادر محلية فقد تعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي قتل وإصابة عدد من المعتقلين الفلسطينيين، عقب ساعات من الإفراج عنهم شرق مدينة رفح، حيث إنها أطلقت قذيفة مدفعية صوب مجموعة من الأسرى المفرج عنهم، وهُم مِن عمّال تأمين شاحنات المساعدات، كانوا قد اعتُقلوا قبل أيام أثناء وجودهم في منطقة مطار غزة شرق رفح خلال انتظارهم وصول الشاحنات.
ولأكثر من مرة، استهدف جيش الاحتلال الجهات التي تعمل على تأمين دخول المساعدات إلى قطاع غزة بالقصف المباشر أو بإطلاق النيران، وفي الـ 20 من حزيران/ يونيو المنصرم، قصف جيش الاحتلال تجمعا لتجار ولجان حماية كانت تعمل على تأمين المساعدات خلال وجودهم في شارع صلاح الدين، شرق رفح، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد منهم، وشرع تجار ولجان حماية غير حكومية، بتأمين شاحنات المساعدات الواصلة للقطاع، بعد أن تعمدت قوات الاحتلال لأكثر من مرة استهداف الجهاز الشرطي الذي كان يقوم بتلك المهمة، فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وحسب مركز فلسطين للأسرى فإنّ الاحتلال قتل العشرات من المعتقلين الغزيّين منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر نتيجة التعذيب المحرّم دولياً والإهمال الطبي المتعمّد وظروف الاعتقال القاسية والتجويع، عدا عن عمليات الإعدام الميداني التي ينفذها الاحتلال بحق المعتقلين، وقد كشف إعلام الاحتلال عن استشهاد 36 أسيراً من غزة حتى الآن منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وهذا الرقم لا يعكس الأعداد الحقيقية للشهداء حيث تؤكد شهادات الأسرى المفرج عنهم أن أعداد الشهداء أضعاف ما تم الإعلان عنه.
رحلة الأسر إلى القتل!
مع كل أسير يقدر له أن يخرج من سجون الاحتلال، تخرج معاناة وشهادات جديدة عن حالة الأسرى وما يتعرضون له، وفي تفاصيل الأسر قال أحد المعتقلين الناجين من مجزرة شرق رفح: "قام جنود الاحتلال باعتقالي من مدينة رفح، وأخذوني برفقة العشرات من الأسرى إلى خيام بالقرب من معبر رفح البري، وهناك تم الاعتداء علينا بالضرب بالهروات من قبل الجنود".
وأضاف: "بعد الاعتداء الوحشي علينا، قام جيش الاحتلال بنقلنا من خلال دبابة إلى داخل الأراضي المحتلة، وهناك تعرضت لتحقيق طويل، وأسئلة من قبل المحققين جميعها تطلب منا أن نقوم بإرشاد الجنود عن مكان يحيى السنوار وأسرى الاحتلال"، وأوضح أن جنود الاحتلال حرموهم من النوم لساعات طويلة داخل الأسر، والطعام والشراب بشكل منتظم أو الحصول على العلاج، إضافة إلى تعرضهم لعذاب نفسي طوال فترة الليلة من خلال تشغيل موسيقا صاخبة وبصوت عالِ جدًا فوق رؤوسهم.
وذكر أن الاحتلال أفرج عنه برفقة العشرات من خلال تركهم عند بوابة كرم أبو سالم بعد أكثر من أسبوع من اعتقالهم وتعرضهم لشتى أنواع التعذيب، وأشار إلى أن الجنود طلبوا منه وباقي الأسرى الركض بسرعة باتجاه قطاع غزة معصوبي الأعين، وأضاف المعتقل المُحرر "بمجرد الإفراج عنا ووصولنا إلى الطريق المعبدة بمدينة رفح، ألقت طائرة إسرائيلية صاروخا باتجاهنا أسفر عن مقتل وإصابة نحو 7 أشخاص وإصابة آخرين"، وبين أنه تمكن هو وبقية العمال من الفرار من المكان.
دعوات لإعدام الأسرى
بدم بارد وقلب مليء بالإجرام كان قد دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى تطبيق عقوبة الإعدام على الأسرى الفلسطينيين على أنه الحل الصحيح لمواجهة مشكلة اكتظاظ السجون.
وقد اعتاد كيان الاحتلال الصهيوني على التباهي بإجرامه وأفكاره المتطرفة على الملأ ففي سياق متصل كان وزير الأمن القومي الإسرائيلي قد دافع مسبقاً عن شرطي قتل طفلا فلسطينيا في مخيم شعفاط بالقدس الشرقية المحتلة قائلا إنه "يجب أن يحصل على مكافأة".
وأظهر مقطع فيديو، تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، الطفل رامي الحلحولي (13 عاما) وهو يلهو بألعاب نارية مع أطفال آخرين، ثم أطلق عليه الشرطي الإسرائيلي رصاصة فقتله.
وصرح بن غفير للصحفيين، قائلاً "إنهم يحاولون تثبيط عزيمة مقاتلينا، وما كان ينبغي لهم استدعاؤه إلى التحقيق، وسأعمل على منحه شهادة تقدير، يجب أن يحصل على مكافأة، وليس تحقيقا"، وتابع "من الصادم أن القسم تجرأ على دعوة الشرطي البطل الذي فعل ما نتوقعه منه، إنه عار، سأعمل على إعطاء الشرطي شهادة تقدير!!
أساليب مبتكرة في التعذيب
وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في تقرير جديد أصدره مؤخرًا، لجوء كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى ممارسة أساليب غير معهودة، وتخالف القوانين الدولية الخاصة بحقوق أسرى مدنيين اعتقلوا في غزة.
ورصد التقرير شهادات تؤكد قيام مصلحة السجون الإسرائيلية، بحقن الأسرى الفلسطينيين وبالإكراه، بمواد مجهولة، ولا يعرف ما إذا كانت أدوية أو سمومًا، أو ما شابه ذلك، لكنهم لاحظوا أنها تترك ندوبًا وعلامات فارقة على أجسادهم، بالإضافة إلى شتى وسائل التعذيب إذ أكدت شهادات الناجين قيام الإسرائيليين بممارسة مختلف أنواع التعذيب الجسدي كالصعق بالكهرباء، وصب الماء الساخن على الرؤوس والضرب العنيف، ما تسبب في وفاة كثيرين وإصابة آخرين بعاهات مستديمة.
انتقام جنوني
أكد الأورومتوسطي في تقرير له أنه تلقى شهادات متكررة عن فظائع إنسانية تقترفها القوات الإسرائيلية في المناطق التي تتوغل فيها، بما فيها تصفيات جسدية وإعدامات ميدانية لمدنيين ليس لها أي مبرر، مبينًا أن الشهادات تبين أن الجنود عندما يداهمون منزلاً يفجرون البوابات ثم يشرعون بإطلاق النار الكثيف داخل المنزل رغم عدم وجود أي مقاومة، ورغم وجود صراخ ونداءات من سكان المنزل.
وأبرز أن الجنود في العديد من الحالات يقدمون على إطلاق النار المتعمد والتصفيات الجسدية، ضد الشبان المدنيين، فيما يجري التنكيل بشكل مهين بالنساء والأطفال، مع رصد تزايد واضح في عمليات الإعدام الميداني عندما يكون هناك حديث عن هجمات تنفذها الفصائل الفلسطينية ضد الآليات الإسرائيلية، ما يدل على أن ما يجري هو جزء من عمليات انتقام من المدنيين تنتهك القانون الدولي الإنساني، فيما تواصل القوات الإسرائيلية المتمركزة في الآليات أو البنايات العالية عمليات القنص ضد المدنيين الفلسطينيين سوءا داخل منازلهم أو خلال محاولتهم التحرك في مناطق سكنهم.