الوقت- في ظل صمت مخيف عن جرائم الاحتلال يعيش أطفال غزة ونساؤها و صحفيوها مأساة الاعتقالات الصهيونية المتكررة، وفي هذا السياق أفادت منظمة "أنقذوا الطفولة البريطانية" بأن تقديراتها تشير إلى فقدان نحو 21 ألف طفل في القطاع نتيجة الحرب، في حين شن جيش الاحتلال حملة اعتقالات وتحقيقات ميدانية واسعة شملت عشرات الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية، ترافقها عمليات تنكيل وتعذيب ممنهجة بحق المعتقلين وعائلاتهم، بشكل غير مسبوق، ولم يستثن الاحتلال خلال حملات الاعتقال المرضى والجرحى أو الأطفال والنساء.
نساء غزة بين الاعتقال والقتل
تعيش نساء غزة واقعاً أقرب إلى الكابوس، حيث تحتل صورة العنف والقتل والاعتقال المشهد اليومي لهنّ، ويعتبر مشهد الكلب البوليسي الذي يهاجم مسنة فلسطينية يثبت جزءاً بسيطاً مما يحصل من انتهاكات وجرائم ترتكبها قوات الاحتلال، ما يؤكد أن هناك جرائم أكبر لم تُوثق بحق الأطفال والنساء وكبار السن.
وكان نادي الأسير الفلسطيني قد قدّر أعداد من تحتجزهن قوات الاحتلال الإسرائيلي في سجونها 82 فلسطينية، بينهن 38 أمًّا، يعانون من ظروف صعبة للغاية من إهانات وانتهاك للخصوصية وممارسة للتنكيل والتعذيب.
فيما لا يعتبر هذا العدد نهائيا، إذ لا يوجد لدى المؤسسات المختصة بشؤون الأسرى أي اطلاع على عددهن في المعسكرات ما يتطلب تدخلاً حقيقياً من المجتمع الدولي لحماية المرأة في غزة من الإجرام الصهيوني الذي نفذ 290 حالة اعتقال بحق النساء بعد الـ 7 من أكتوبر في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية، ومن الأراضي المحتلة عام 1948 (إسرائيل)، ومن نساء غزة اللواتي اعتقلن من الضفة.
وتقدر أعداد السيدات المعتقلات من قطاع غزة بالعشرات، حيث تواصل حكومة الاحتلال ارتكاب جريمة الإخفاء القسري بحقهن، وتتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال السيدات كرهائن للضغط على أزواجهنّ أو أبنائهن المستهدفين، واحتجازهن في ظروف قاسية وصعبة جدا.
أطفال غزة الحلم الضائع بين الركام
على مدى أشهر من العنف والتدمير أصبح جلياً لدى العالم بأسره أن الحرب على غزة هي حرب على الطفولة، وعلى وقع العدوان الإسرائيلي المتواصل، وارتفاع عدد المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال بحق الأطفال والنساء في قطاع غزة المنكوب، أفادت منظمة أنقذوا الطفولة البريطانية بأن تقديراتها تشير إلى فقدان نحو 21 ألف طفل في غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وبينت المنظمة في بيان لها، أن عدد الأطفال المنفصلين عن أهاليهم ارتفع بسبب (الهجمات الإسرائيلية) المتصاعدة على مدينة رفح جنوب القطاع، وأن الذين يقومون بحماية الأطفال غير المحميين يتعرضون لضغوط.
وأشارت إلى أن نحو 17 ألف طفل انفصلوا عن أسرهم أو فُقدوا في غزة، ونحو 4 آلاف طفل ما زالوا تحت الأنقاض أو في مقابر جماعية أو مقابر مجهولة.
وأكدت أنه تم اعتقال عدد غير معروف من الأطفال، مشيرة إلى احتمال إخراجهم من قطاع غزة، لافتة إلى أن جثامين الذين دُفنوا تحت الأنقاض أو احترقوا حتى الموت في الخيام خلال الاعتداءات الإسرائيلية بات من الصعب التعرف إليها.
بدوره، قال المدير الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط جيريمي ستونر: إن (العديد من الأهالي لا يعرفون أماكن أحبائهم، ولا ينبغي لأي والد أن يحفر في الأنقاض أو المقابر الجماعية للعثور على طفله، ولا أن يبقى أي طفل وحيداً وغير محمي في منطقة حرب).
وشبَّه ستونر غزة بـ(مقبرة الأطفال)، مذكِّراً بأن الخطر على الأطفال الأحياء والمفقودين لا يزال مستمراً.
غزة مقبرة الصحفيين
منذ بداية الحرب على غزة، قُتل أكثر من مئة صحفي غالبيتهم من الفلسطينيين، وهو ما يجعل هذا الصراع واحدا من أكثر الصراعات دموية بالنسبة إلى الصحافة، حسبما خلص تحقيق استقصائي موسع أُطلق عليه اسم "مشروع غزة".
وبما أن "إسرائيل" تمنع وسائل الإعلام الأجنبية من دخول غزة، فإن مهمة توثيق الحرب على الأرض تقع على عاتق الصحفيين الفلسطينيين في القطاع، حيث واصل العديد منهم العمل على الرغم من المخاطر الجسيمة التي تهدد سلامتهم.
وحسب التحقيق المشترك، فإن مقتل أو إصابة أو اعتقال العديد من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام الفلسطينيين - الذين يعملون في مجموعة واسعة من وسائل الإعلام المحلية والدولية - على يد القوات الإسرائيلية، أثار مخاوف بين منظمات حرية الصحافة من أن الجيش الإسرائيلي يسعى عمدا إلى إسكات التقارير الناقدة، والصحفيون الذين لا يتمكنون من اعتقالهم وإخفائهم يوجهون إليهم سلاح القتل والاغتيال وبالتالي فإن استهداف الإسرائيلي المباشر للصحافة والصحفيين، يستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي والمؤسسات المختصة بحماية الصحفي ودعم حقوقه، للجم الاحتلال ووقف مسلسل جرائمه ضد الصحفيين الفلسطينيين.
وحسب رصد نقابة الصحفيين الفلسطينيين، استشهد منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية عقب هجوم الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أكثر من 130 صحفيا وصحفية، وأصيب عشرات آخرون بجروح وحالات بتر، ومنذ اندلاع الحرب، اعتقلت قوات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة 100 صحفي وصحفية، وتبقى منهم 45 رهن الاعتقال، وحول معظمهم للاعتقال الإداري، ولا يزال 4 صحفيين في عداد المفقودين.