الوقت- وجهت حركة حماس نداء إلى كل أبناء الشعب الفلسطيني والدول العربية الإسلامية وأحرار العالم لبدء انتفاضة ضد كيان الاحتلال وتنظيم مسيرة غضب والضغط على هذا الكيان لوقف جرائمه ضد أهل غزة، وحسب بعض المصادر الإخبارية، عقب الجريمة الهمجية التي ارتكبها الصهاينة ليلة أمس بمهاجمة خيام اللاجئين في رفح، أصدرت حركة حماس الفلسطينية بيانا دعت فيه الأمة الفلسطينية وكل الدول العربية الإسلامية وأحرار العالم إلى تكثيف أنشطتها للتعبير عن غضبها والضغط على المحتلين لوقف هذه الانتهاكات ووقف حرب الإبادة الجماعية في غزة.
ولقد جاء في دعوة حركة حماس لهذا الغرض: "نظراً للمجزرة البشعة التي ارتكبها كيان الاحتلال مساء الأحد بحق خيام اللاجئين غرب مدينة رفح، والتي أدت إلى استشهاد العشرات من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال، وأيضا، نظرا لاستمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني ضد شعبنا في قطاع غزة، فإننا نطلب من كل أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، القدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948 وجميع الفلسطينيين في الداخل والخارج بدء الانتفاضة وتنظيم مسيرات الغضب ضد المحتلين".
كما دعت حركة حماس الأمتين العربية والإسلامية وكل الدول الحرة المحيطة بها، والعالم إلى تكثيف تحركاتهم وأنشطتهم في إدانة حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والضغط من أجل قطع علاقات الدول مع الكيان الصهيوني المجرم الذي يواصل إذلاله وتحدي المجتمع الدولي والقرارات الدولية وخاصة القرار الأخير لمحكمة العدل الدولية بشأن ضرورة وقف العدوان على رفح.
وتحدثت حماس أن مقاتلي جيش الكيان الصهيوني المحتل قتلوا العشرات من المدنيين معظمهم نساء وأطفال، في اعتداء وحشي على خيام اللاجئين غرب رفح الليلة الماضية، وتشير الإحصائيات المتوافرة لدى المصادر الفلسطينية والمؤسسات ذات الصلة، إلى استشهاد أكثر من 30 مدنياً في هذا الهجوم، والبعض يتحدث عن استشهاد 35 إلى 40 شخصاً، كما أصيب عشرات آخرين، وذلك فيما أمرت محكمة العدل الدولية بوقف العمليات العسكرية للجيش الصهيوني في رفح يوم الجمعة، إلا أن الغزاة كعادتهم لا يلتفتون لهذا الطلب وللكيان الدولي، وبدعم كامل من الولايات المتحدة، فإنهم يواصلون ارتكاب أعمالهم الوحشية في غزة
"إسرائيل" تسلم مقترحا جديدا لصفقة تبادل وحماس تتمسك بشروطها
قالت هيئة البث الإسرائيلية: إن فريق المفاوضات سيسلم الوسطاء يوم الثلاثاء الماضي مقترحا أقره مجلس الحرب لإبرام صفقة تبادل للأسرى، بينما جدد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان التأكيد على أن "إسرائيل" لن تستعيد أسراها لدى المقاومة في قطاع غزة إلا بالرضوخ لشروط المقاومة الفلسطينية التي قدمتها للوسطاء في قطر ومصر.
وقال الوزير بمجلس الحرب غادي آيزنكوت -في حديث للقناة الـ12 الإسرائيلية-: إن هناك توافقا تاما بين أعضاء المجلس على ضرورة إبرام صفقة تبادل، وحسب القناة الـ12، فإن آيزنكوت قال: إن حركة حماس ترمم قوتها لكن إبرام صفقة تبادل معها ضرورة إستراتيجية، مع وقف إطلاق النار بقدر ما يلزم، وفق تعبيره.
وأكد آيزنكوت أن "إسرائيل" لم تتمكن حتى اللحظة من تدمير "قدرة حماس السلطوية" وأن مفهوم "النصر" هو تحقيق أهداف الحرب وتحسين الوضع الإستراتيجي لدولة "إسرائيل" مع مرور الوقت، حسب تعبيره، كما اتهم الوزير بمجلس الحرب أعضاء المجلس الوزاري المصغر بعدم القيام بدورهم بشأن صفقة التبادل، ومن جهته أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في كلمة أمام الكنيست اليوم- أنه لن يوقف الحرب على قطاع غزة وأنه ليس مستعدا لذلك حتى تحقيق النصر، وفق تعبيره.
"لا عودة للأسرى دون الرضوخ لشروطنا"
من جانبه نفى القيادي في حماس أسامة حمدان تلقيهم أي تأكيد من الوسطاء بشأن صفقة جديدة لتبادل الأسرى كانت "إسرائيل" ادعت أنها صاغتها، وجدد حمدان التأكيد على أن "إسرائيل" لن تستعيد أسراها إلا بالرضوخ لشروط المقاومة الفلسطينية التي قدمتها للوسطاء في قطر ومصر، مؤكدا أن المقاومة لم تتلق أي شيء من الوسطاء، وقال: إن مواصلة العدوان "تعني خسارة حياة مزيد من الأسرى في القصف الإسرائيلي" كما أكد أن المماطلة في المفاوضات "تعني أن الأسرى الإسرائيليين لن يعودوا إلا جثثا وربما لن يعودوا أبدا".
وأضاف حمدان "المطلوب بشكل واضح هو وقف العدوان بشكل دائم وكامل في كل قطاع غزة، وليس في رفح وحدها، وهذه نقطة الارتكاز ونقطة البداية"، كما قال إن حديث الإسرائيليين عن وجود مقترح جديد "ليس إلا محاولة للتملص من قرار محكمة العدل الدولية والتهرب من تداعيات طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية وشراء الوقت لمواصلة المجازر في غزة"، وأضاف حمدان "وافقنا على مبادرة قدمها الوسطاء بعد موافقة الاحتلال عليها، وبالتالي لن يكون هناك أي تفاوض قبل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من وقف العدوان وسحب قوات الاحتلال وعودة النازحين وبدء الإعمار وفق خطة واضحة، وتبادل الأسرى لا بد أن يكون وفق خطة واضحة".
وقال أيضا: إن أي محاولة لتبادل الأسرى دون توافر هذه الضمانات "لن يكتب لها النجاح" مؤكدا أن المنطقة "لن تشهد أي استقرار طالما بقيت إسرائيل فيها"، كما جدد حمدان التأكيد على أن فصائل المقاومة تواصل التصدي لجيش الاحتلال في كل محاور القتال، وقال إن المقاومة تدير معركة طوفان الأقصى بكل قوة واقتدار، مؤكدا أن ارتكاب مزيد من المجازر في أنحاء القطاع "لن يحقق أي ضغط على المقاومة".
حماس تعلن أسر جنود إسرائيليين
قال المتحدث باسم «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»: إن مقاتلي الحركة أسروا جنوداً إسرائيليين أثناء القتال في جباليا شمال قطاع غزة، ولم يذكر المتحدث باسم «كتائب القسام» عدد الجنود الأسرى، ولم يقدم أيضاً أي دليل على ما ذكره، وفي رسالة مسجلة قال أبو عبيدة، المتحدث باسم «كتائب القسام»: "استدرج مجاهدونا قوة صهيونية إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا وأوقعوها في كمين داخل هذا النفق وعلى مدخله... وانسحب مجاهدونا بعد أن أوقعوا جميع أفراد هذه القوة بين قتيل وجريح وأسير، واستولوا على العتاد العسكري لها".
ونفى الجيش الإسرائيلي ذلك، وقال في بيان نقلته وكالة «رويترز» للأنباء: "يوضح الجيش الإسرائيلي أنه لا وجود لأي واقعة اختطف خلالها جندي"، ونشرت حماس مقطعاً مصوراً يُظهر ما يبدو أنه شخص ملطخ بالدماء يتم جره على أرضية نفق، وصوراً لزي عسكري وبندقية، ولم يتسنَّ لوكالة «رويترز» التحقق على نحو مستقل من هوية الشخص الذي يظهر في المقطع أو حالته، وجاءت تصريحات أبو عبيدة بعد ساعات من ازدياد احتمالات استئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
وقال مسؤول مطلع على الأمر إنه تم اتخاذ قرار باستئناف المحادثات هذا الأسبوع، بعد أن التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) مع رئيس مدير المخابرات المركزية الأمريكية ورئيس الوزراء القطري، وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أو جنسيته: إنه تقرر "أن تبدأ المفاوضات هذا الأسبوع بناء على مقترحات جديدة بقيادة الوسيطين مصر وقطر وبمشاركة أمريكية نشطة"، ونفى مسؤول من حماس في وقت لاحق، تقارير إعلامية إسرائيلية عن استئناف المحادثات في القاهرة، يوم الثلاثاء الماضي، وقال لـ«رويترز»: "لا يوجد موعد"، وبعد مرور أكثر من 7 أشهر على اندلاع الحرب في غزة، يبذل الوسطاء جهوداً حثيثة من أجل تحقيق انفراجة، وتسعى "إسرائيل" إلى إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، في حين تسعى الحركة إلى إطلاق سراح سجناء فلسطينيين لدى "إسرائيل" وإنهاء الحرب.