الوقت-إن استقالة حکومة السلطة الفلسطینیة في خضم الحرب الدمویة في غزة هي في الواقع أجندة قسریة صممها البیت الأبیض لتمهید الطریق لتنفیذ الخطة الأمریکیة لنزع سلاح المقاومة في قطاع غزة بعد الحرب، سواء في المیدان السیاسي أو الدبلوماسي.
وحسب تقاریر مصادرنا یوم الإثنین في السادس والعشرین من فبرایر 2024 قدم محمد اشتیة رئیس مجلس الوزراء في السلطة الفلسطینیة، مع کل أعضاء مجلس الوزراء استقالتهم من مناصبهم.
ان استقالة "محمد اشتیة" – الذي تسمیه وسائل الإعلام الغربیة رئیس وزراء فلسطین- حل حکومة " أبو مازن" والتي تم تشکیلها خارج إطار الدستور الفلسطیني ومن دون انتخابات، وذلک في عام 2019.
حکومة أبو مازن غیر الشرعیة
الحکومة التي عینها "محمد اشتیه" بأمر من "أبو مازن" في العاشر من مارس لعام 2019، والتي حلت محل حکومة الوحدة الوطنیة الفلسطینیة التي عینها "رامي الحمد الله" عام 2014 وبقیت في السلطة حتی عام 2019 وتم تکلیف رامي بتشکیل الحکومة التي جاءت نتیجة اتفاق کل الفصائل الفلسطینیة في اجتماعات المصالحة الوطنیة الفلسطینیة عامي 2013 و2014 ولکن في عام 2019 وبسبب الضغوط التي تعرضت لها حکومة رامي استقال وانهارت أیضا حکومة الوفاق الوطني الفلسطیني.
وکانت آخر حکومة فلسطینیة شرعیة هي تلک التي شکلها إسماعیل هنیة عام 2016، بعد فوزه في الانتخابات البرلمانیة الفلسطینیة في ذلک العام.
ورغم أن حکومة رامي لم تخرج من الانتخابات، إلا أنها کانت تتمتع بسلطة قانونیة لأنها تشکلت بموافقة جمیع الفصائل الفلسطینیة، لکن بعد ذلک کانت حکومات الرؤساء الثلاثة، سلام فیاض، والولایة الثانیة لرامي، وحکومة محمد اشتیة، کلها حکومات غیر شرعیة لم تشکل إلا بأوامر من أبو مازن، وبهذا المعنی یمکن وصف هذه الحکومات بأنها حکومات "أبو مازن" التي نصبت نفسها بنفسها، والتي لم تستفد عملیا من الشرعیة القانونیة والشعبیة الفلسطینیة.
أسباب استقالة حکومة التنظیمات الذاتیة
عزا "محمد اشتیة" رئیس مجلس وزراء الحکم الذاتي في الضفة الغربیة، التطورات السیاسیة والأمنیة والاقتصادیة المرتبطة بحرب غزة والتصعید غیر المسبوق للأوضاع في الضفة الغربیة والقدس، إلی الجهود غیر المسبوقة لتهجیر الشعب الفلسطیني في غزة إلی جانب إنشاء مستوطنات جدیدة للاسرائیلیین علی الأراضي الفلسطینیة المحتلة وحل وکالة غوث.
وذکر أیضا أن استقالة حکومته ستمهد أیضا لتشکیل حکومة وترتیب وضع سیاسي جدید في غزة.
وفي هذا الاتجاه فإن تحقیق المصالحة الوطنیة وتنمیة سیادة منظمات الحکم الذاتي علی کل الأراضي الفلسطینیة (في إشارة إلی الأراضي المحددة في اتفاق أوسلو) هو أمر ضروري.
وشدد اشتیة في هذه التصریحات علی أن السلطة الفلسطینیة ستواصل النضال ضد الاحتلال الإسرائیلي والسعي لإقامة الدولة الفلسطینیة المستقلة.
وما ورد في تصریحات "محمد اشتیة" لاستقالة الحکومة، یظهر مؤشرات السبب الرئیسي لهذه الاستقالة.
هناك ثلاثة أسباب رئیسیة لاستقالة حکومة "محمد اشتیة":
- تغییر وضع غزة بعد الحرب.
- قیام دولة فلسطینیة مستقلة.
- بسط سیادة منظمات الحکم الذاتي علی کل الأراضي الفلسطینیة.
إن الجمع بین الأسباب الثلاثة المذکورة أعلاه یعطي الانطباع بأن حکومة منظمة الحکم الذاتي قد استقالت حتی یمکن تشکیل حکومة جدیدة لتتولی إدارة الحکم بعد الحرب علی غزة ، والحقیقة أن " اشتیة" یفصح في تصریحاته عن نقطة مهمة وهي أن الإدارة الذاتیة تستعد لحکم قطاع غزة بعد الحرب، وأن استقالة الحکومة هي جزء من عملیة الإعداد هذه.
النظر في علة التغییر
من بین جمیع الخطط التي طرحت حتی الآن لمستقبل قطاع غزة بعد الحرب،هناک خطة واحدة فقط تؤکد علی سیادة منظمة الحکم الذاتي علی قطاع غزة وإقامة دولة فلسطینیة مستقلة.
وتقضي خطة النظام الصهیوني: بالسیطرة الأمنیة الکاملة للنظام الإسرائیلي، الصهیوني علی قطاع غزة عن طریق حکومة محلیة ذات خبرة في الحکم، ولکن نقطة الخلاف والاختلاف بین هذه الخطة وتصریحات "محمد اشتیة" هي معارضة الصهاینة الجدیة لتشکیل دولة فلسطینیة مستقلة.
وتدعو الخطة الفرنسیة- السعودیة: إلی إنشاء هیکل سیاسي مؤقت بحضور الفصائل الفلسطینیة وإجراء انتخابات وتشکیل حکومة من خلال الانتخابات.
وتقضي خطة الإمارات العربیة المتحدة: بتدمیر فصائل المقاومة ووضع السیادة علی قطاع غزة في ید " محمد دحلان" بعد الحرب.
کما تسعی خطة المقاومة: إلی إطلاق سراح الأسری الفلسطینیین ورفع الحصار عن غزة، وإجراء انتخابات فلسطینیة، واستمرار المقاومة حتی تحریر فلسطین بأکملها.
والخطة التي تلقى القبول والتطبیق هي الخطة التي توضعها حکومة واشنطن والتي یرأسها حالیا "بایدن" وحسب خطة الحکومتین فإنه بالتزامن مع تشکیل الحکومة الفلسطینیة المستقلة في الضفة الغربیة والقدس الشرقیة وقطاع غزة، سیتم تسلیم کامل الهیکل الإداري لهذه المناطق إلی منظمة أو حکومة الحکم الذاتي الفلسطینیة، المستقلة في الضفة الغربیة والقدس الشرقیة وقطاع غزة، وسیتم تسلیم کامل الهیکل الإداري لهذه المناطق إلی حکومة الحکم الذاتي وعلی هذا سیتم دمج جمیع الهیاکل السیاسیة في هیکل منظمات او حکومة الحکم الذاتي وایضا یتم دمج جمیع المجموعات المسلحة مع الجهاز الأمني للحکومة الذاتیة الفلسطینیة.
