الوقت- بعد إقالة محمد الحلبوسي من رئاسة البرلمان العراقي (أقوى شخصية سياسية سنية بعد سقوط نظام البعث)، أعلنت الأحزاب مرشحيها لمنصب رئيس البرلمان، ومن بينهم "حزب تقدم" برئاسة الحلبوسي الذي اختار “شعلان الكريم”، وحزب “العزم” برئاسة خميس الخنجر الذي رشح “سالم العيساوي”، وحزب “دولة القانون” برئاسة المالكي اختار محمود المشهداني مرشحا لمنصب رئيس البرلمان.
بعد بدء التصويت لانتخاب رئيس مجلس النواب، تفوق السيد شعلان الكريم مرشح حزب الحلبوسي على عدة مرشحين آخرين بفارق كبير، وفي الوقت نفسه زعمت بعض وسائل الإعلام أن بعض الأحزاب الشيعية قد صوتت لشولان الكريم، وقد حصل أخيراً على أكبر عدد من الأصوات بحصوله على 152 صوتاً (سالم العيساوي 97 صوتاً ومحمود المشهداني 48 صوتاً).
وحسب بعض المصادر ووسائل الإعلام، فإن بعض النواب، ومن بينهم عدد من الأحزاب الشيعية، صوتوا لشعلان بعد حصولهم على رشوة قدرها 200 ألف دولار وسيارة، إلا أن اختيار مرشح حزب الحلبوسي لم يكن أمرا تهاون فيه الشعب العراقي، لأنهم كانوا على استعداد لقبول بعثيين ومتطرفين، وقد أغضبهم هذا للغاية.
ومع تزايد التوترات وشكاوى بعض النواب توقف انتخاب رئيس البرلمان، ومن جهة أخرى تقدم عدد آخر من النواب بشكوى ضد شعلان الكريم لإشادته بحزب البعث وتعاونه مع بعض العناصر المتطرفة وداعش، من أجل منعه من الوصول إلى السلطة.
لكن الآن هناك سؤال للرأي العام، لماذا هناك حساسيات كثيرة في العراق تجاه هذه الشخصية السياسية ومن هو شعلان الكريم، الذي أثار ردود فعل واسعة في المجتمع وأثار غضب الناس.
شعلان عبد الجبار الكريم من مواليد سامراء هو أحد مشايخ محافظة صلاح الدين (من مشايخ عشيرة البوعيسي) وهو شخصية سياسية وعضو في البرلمان وكذلك رئيس حزب النضال (بزعامة الحلبوسي) في محافظة صلاح الدين.
شعلان الكريم هو أحد المتطرفين والبعثيين، الذين تضاعفت أنشطتهم بعد سقوط صدام حسين، وكان من آرائه المثيرة للجدل والانفصالية تشكيل إقليم سني في العراق، وفي تصريحاته العلنية قال إنه يريد تشكيل إقليم صلاح الدين، وحسب مصادر ميدانية، فإنه مع وصول "داعش" لعب دوراً نشطاً ومدمراً للغاية.
وحسب المعلومات التي تم الحصول عليها من مصادر محلية، فإن شعلان الكريم كان عضواً في الجماعة الإرهابية المعروفة باسم "جيش محمد" التابعة لحزب البعث، كما بايع أحد قيادات هذه الجماعة ويدعى "أبو عمر البغدادي"، وهذا السجل الأسود أثار غضب الشعب العراقي من اختياره لرئاسة البرلمان.
ويقال إنه كان على صلة بعناصر بعثية وقيادات في تنظيم "داعش" الإرهابي ومن بينهم "إحسان ناصر محمد نمر الفهداوي" ونجم خلف نزال العزاوي أحد مجرمي كارثة سبايكر (مقتل المئات من قوات الجيش أثناء دخول داعش) وأثناء الاعتصام المشبوه لبعض العشائر لدعم البعثيين في محافظة الأنبار، لعب دوراً فعالاً عام 2013 في دحر قوات الجيش العراقي من المناطق التي أدت إلى دخول "داعش".
وحسب مصادر ميدانية، فإن شعلان كان أحد القادة والمتحدثين في هذه الاعتصامات، وقام باستفزاز الأهالي بخطاباته المثيرة للجدل ضد الحكومة المركزية في العراق وطالب بتشكيل جيش مستقل في المناطق السنية، والآن حسب مصادر ميدانية، ومع الأحداث التي جرت، يحاول محمد الحلبوسي، رئيس مجلس النواب المعزول، الذي فقد سلطته وأصبح ضعيفاً جداً، منع نفوذه في حكم العراق من التلاشي من خلال انتخابه.
وتشير الأنباء إلى أن الأحزاب الشيعية، بما فيها دولة القانون بزعامة المالكي والصادقون بزعامة الشيخ الخزعلي (عصائب أهل الحق)، تحاول منع انتخاب شعلان الكريم من خلال الاتفاق مع أطراف أخرى، كما أن الأحزاب الشيعية تحاول منع انتخاب شعلان الكريم من خلال الاتفاق مع أطراف أخرى، وتشير اتجاهات التطورات إلى أن الوضع سينقسم في الأيام المقبلة بين طرفين، ولم يتم الخروج من الاحتمالات.
في الحالة الأولى ومع شكوى البرلمانيين ودخول النظام القضائي في العراق سيتم شطب اسم شعلان الكريم من ترشيح رئيس البرلمان، وفي الحالة الثانية الأحزاب الشيعية سيتوحدون ويصوتون لمرشح آخر من بينهم السيد المشهداني، وجهود محمد الحلبوسي ستفشل رئيس حزب التقدم.