الوقت- نشر المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية نتائج استطلاع عام حول الحرب الإسرائيلية على غزة، ونقوم هنا بتحليل بعض أرقام هذا الاستطلاع للتعرف على آراء الشارع العربي من القضايا الإقليمية.
تم إجراء هذا الاستطلاع على 8000 مواطن (رجال ونساء) من 16 دولة عربية، وقد صممت أسئلة الاستطلاع لتعكس آراء مواطني المنطقة العربية حول القضايا المهمة المتعلقة بالحرب الإسرائيلية في غزة.
ويعد هذا الاستطلاع الأول من نوعه في المنطقة العربية لتقييم الرأي العام حول حرب غزة، وتم تنفيذ العمل الميداني لهذا المسح في الفترة من 12 ديسمبر 2023 إلى 5 يناير 2024 في موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان واليمن وعمان وقطر والكويت والمملكة العربية السعودية والعراق والأردن ولبنان وقطر والضفة الغربية لفلسطين حيث تشكل المجتمعات المدروسة 95% من سكان المنطقة العربية.
الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في هذا الاستطلاع هو أنه يشير إلى وجهة نظر الرأي العام في العالم العربي تجاه الدول المختلفة، وعندما سئل المستطلعون عن رد فعل القوى الإقليمية والدولية على حرب غزة، كان 94% من الموقف الأمريكي سلبيا، و82% اعتبروه سيئا للغاية، وفي هذا السياق، قيم 79 و78 و75 في المئة من المستطلعين مواقف فرنسا وبريطانيا وألمانيا سلبا.
وفي حالة إيران، فإن هذه النسبة مثيرة للاهتمام، في الواقع، وحسب الرأي العام العربي، أظهرت إيران أفضل موقف تجاه حرب غزة، وقيم 48% من أفراد العينة موقف إيران من حرب غزة بأنه جيد وجيد جداً، وصوت 37% فقط من الناخبين للخيارات السيئة والسيئة جداً.
إحصائيات حرب غزة
وبلغت نسبة الرأي الإيجابي لدى الجمهور العربي حول مواقف تركيا وروسيا والصين 47% و41% و40% على التوالي، والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أنه منذ عام 2018، انخفض الشعور بالتهديد من إيران بين الرأي العام العالمي كل عام ليصل إلى النصف.
إحصائيات الحرب بين الكيان الإسرائيلي وحماس
وفي عام 2018، شعر حوالي 13% من المشاركين في العالم العربي بالتهديد من إيران، وقد وصل هذا الرقم إلى 7% بعد حرب غزة وحتى قبل ذلك في عام 2022، وفي عام 2018، رأى حوالي 15% من الناس أن إيران هي ثاني أكبر تهديد للمنطقة، لكن بعد حرب غزة، قال 10% فقط من المشاركين أن إيران هي ثاني أكبر تهديد لأمن واستقرار المنطقة، وفي الوقت نفسه فإن حوالي 77% من المستطلعين يعتبرون الولايات المتحدة و"إسرائيل" أكبر تهديد لأمن واستقرار المنطقة، 51% يعتبرون أمريكا التهديد الأكبر و26% "إسرائيل" التهديد الأكبر.
واللافت في نتائج هذا الاستطلاع أن الرأي العام العربي لا يعتقد أن العملية العسكرية التي قامت بها حماس في 7 أكتوبر 2023 تمت بأوامر من قوة أجنبية، وقال 35% من أفراد العينة أن السبب المهم لهذه العملية هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وقال 24% منهم إن تحرك حماس كان للدفاع عن المسجد الأقصى، 8% منهم يعتبرون هجوم حماس نتيجة للحصار المستمر على قطاع غزة.
ومن بينهم، قال 2% فقط من المستطلعين أن إيران خططت لهجوم حماس على الكيان الإسرائيلي، كما أن عدد الذين يعتقدون أن الهدف من هذا الهجوم هو وقف تطبيع علاقات "إسرائيل" مع الدول العربية منخفض للغاية، وقال 2% فقط من المشاركين في الاستطلاع إنهم يعتقدون أن الهدف هو وقف معاهدة إبراهيم بين الكيان الإسرائيلي والدول العربية.
كما تناولت نتائج هذا الاستطلاع الموقف العام والشعور لدى شعوب الدول العربية، 97% من المستطلعين تعرضوا لدرجات متفاوتة من التوتر نتيجة هذه الحرب، 84% منهم تعرضوا لضغوط نفسية شديدة خلال حرب غزة.
حرب حماس
وقال 80% من أفراد العينة أنهم يتابعون أخبار الحرب بشكل مستمر، فيما قال 7% إنهم لا يتابعون ذلك، وتظهر هذه النسب أن شعوب الدول العربية اعتبرت حرب غزة قضية محلية، 54% من المشاركين في الاستطلاع يثقون في التلفزيون للحصول على الأخبار، و43% منهم يتابعون الأخبار عبر الإنترنت.
رأي الناس في حرب حماس
وقال 67% من المشاركين في الاستطلاع إن عملية حماس العسكرية هي عملية مقاومة مشروعة، وقال 19% إن العملية كانت معيبة إلى حد ما، لكنهم يعتقدون أيضًا أن عمل حماس كان مشروعًا، وقال 3% إن عملية المقاومة هذه كانت مشروعة، لكنها ترافقت أيضاً مع أعمال إجرامية بشعة، 5% فقط من الرأي العام العربي يعتقد أن عملية حماس كانت غير شرعية.
رأي الناس في الحرب بين حماس والكيان الإسرائيلي
وتظهر نتائج الاستطلاع أن العرب متفقون على التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة، 92% من مواطني المنطقة العربية تضامنوا مع الشعب الفلسطيني في غزة، وأعلن 69% من أفراد العينة تضامنهم مع الفلسطينيين ودعمهم لحركة حماس، و23% عبروا عن تضامنهم مع الفلسطينيين دون دعم حماس، 1% أعلنوا عدم التضامن مع الفلسطينيين.
ومن بين أسئلة المركز العربي أيضا، سؤال حول مقارنة حماس ب"داعش"، وهو السؤال الذي تردد في وسائل الإعلام الغربية، و رفضت الغالبية العظمى من المشاركين هذه المقارنة، 67% من أفراد العينة رفضوا هذا التشبيه تماماً، وقال 15% إن هناك فرقاً كبيراً بين الاثنين، وقال 5% إن حماس تختلف عن "داعش" في بعض الأحيان، وقال 3% فقط من أفراد العينة العربية إنه لا يوجد فرق بين حماس و"داعش".
وقال 76% من المستطلعين إن موقفهم تجاه الولايات المتحدة أصبح أكثر سلبية منذ الحرب الإسرائيلية على غزة، وهذا يدل على أن الشعب العربي فقد ثقته بالولايات المتحدة، بالإضافة إلى ذلك، اتفق ما يقرب من (81%) من المستطلعين على أن الحكومة الأمريكية غير جادة في إنشاء دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
قال 82% من المستطلعين إن التغطية الإعلامية الأمريكية لحرب غزة كانت متحيزة، في حين اعتبرها 7% فقط غير متحيزة، الرأي العام العربي يعتبر القضية الفلسطينية قضية عربية وليست قضية فلسطينية فقط، 92% يعتقدون أن قضية الفلسطينيين تعني العرب جميعاً وليس الفلسطينيين فقط، في المقابل، قال 6% إن الأمر يتعلق بالفلسطينيين فقط وعليهم وحدهم أن يحاولوا حله.
ومن الجدير بالذكر أن هذه النسبة هي الأعلى المسجلة منذ بداية المسوحات عام 2011، وقد ارتفعت من 76% في نهاية عام 2022 إلى 92% هذا العام.
وقد سجلت بعض البلدان زيادة كبيرة، ففي المغرب مثلا ارتفع الشعور بأن القضية الفلسطينية قضية عربية من 59% إلى 95% عام 2022، وفي مصر من 75% إلى 94%، وفي السودان من 68% إلى 91%.
كما أن الرأي العام في السعودية، وهي إحدى الدول السائرة على طريق التطبيع مع "إسرائيل"، مهم أيضا، وفي عام 2022، وبينما كانت أخبار تطبيع العلاقات تتردد، كان 69 في المئة من المواطنين السعوديين يعتقدون أن القضية الفلسطينية هي قضية العالم العربي، لكن بعد الحرب ارتفع هذا العدد إلى 95.
رأي الناس في الحرب بين غزة والكيان
ويكاد الرأي العام العربي يجمع على رفض الاعتراف بالكيان الإسرائيلي. 4% فقط من المشاركين يوافقون على الاعتراف بالكيان الإسرائيلي، واللافت هو ارتفاع نسبة المعارضين للاعتراف بالكيان في السعودية، وفي عام 2022، عندما اشتدت أخبار تطبيع العلاقات بين السعودية والكيان الإسرائيلي، رفض 38% من الناس الاعتراف بالكيان، لكن اليوم وصل هذا الرقم إلى 68%.
36% من المشاركين في الاستطلاع، عندما سئلوا عن الخطوات التي يجب على الحكومات العربية اتخاذها لوقف الحرب في غزة، قالوا إنه يتعين على الحكومات العربية تعليق جميع العلاقات أو عمليات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وقال 14% منهم إن المساعدات والدعم من غزة يجب أن يذهب إلى المنطقة دون موافقة الكيان الإسرائيلي، وقال 11% إن الحكومات العربية يجب أن تستخدم النفط كسلاح للضغط على الكيان الإسرائيلي وحلفائه.
