الوقت– يوم السبت، مع وفاة أمير الكويت، انتقلت السلطة في هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 4.5 ملايين نسمة تلقائياً إلى ولي عهده، وأعلن الديوان الملكي الكويتي، السبت 16 ديسمبر، وفاة الشيخ نواف أحمد جابر الصباح أمير هذه البلاد عن عمر يناهز 86 عاما، ويعود سبب وفاته إلى المرض، والذي تبوأ هذا المنصب منذ عام 2020، وتم الإعلان عن خليفته الشيخ مشعل أحمد جابر الصباح أميرا جديدا للكويت.
وقد تم تداول السلطة بهذا الشكل بناءً على الدستور الكويتي، ومنذ إعلان استقلال الكويت عن بريطانيا عام 1961، قام الكويتيون بتغيير دستورهم عدة مرات، وتمت الموافقة على دستور هذه الدولة في 11 نوفمبر 1962، حيث وصفت الحكومة الكويتية النظام السياسي في دولة الكويت بأنه نظام ملكي دستوري مع برلمان منتخب ويضمن حرية الصحافة والرأي.
نظام الدولة في الكويت
الكويت إمارة وراثية تقتصر السلطة فيها على أمير من نسل الشيخ مبارك الصباح، ما يميز الكويت هو النظام البرلماني الذي يمثله مجلس الأمة، وهذه الخاصية جعلت النظام السياسي في الكويت يختلف عن الدول الأخرى في جنوب الخليج الفارسي. وتنص المادة 6 من دستور الكويت على أن "نظام الحكم في الكويت ديمقراطي، والسيادة فيه للأمة، وهي مصدر السلطات جميعا"، كما ينص دستور الكويت على أن الأمير "هو رئيس الدولة وشخصه غير محصن من الرقابة".
ووفقا للمادة 60، يؤدي الأمير، قبل ممارسة صلاحياته، اليمين في جلسة خاصة للمجلس الوطني ويقول فيها: "أقسم بالله العظيم أن أحترم دستور البلاد وقوانينها، وأدافع عن دستورها، وسأحافظ على حريات الشعب ومصالحه واقتصاده واستقلال الأمة وسلامة أراضيها".
أمير الكويت هو رأس الدولة ويتمتع بالعديد من الصلاحيات العليا في المجالات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهي مشتركة مع المنظمات ذات العلاقة، ويمثل السلطة التنفيذية الأمير ومجلس الوزراء، وتتكون من 16 وزيرا، وينص الدستور على ألا يتجاوز عدد الوزراء ثلث عدد الأعضاء المنتخبين في مجلس النواب (أي 16 وزيرا).
كما يمنح الدستور الأمير الحق في تعيين رئيس للوزراء، بحيث يقوم رئيس الوزراء أيضًا بتعيين وزراء حكومته، وفي الوقت نفسه، لا تحتاج حكومة رئيس الوزراء ومجلس الوزراء إلى تصويت مجلس الأمة الكويتي، لكن موافقة الأمير كافية.
في الماضي كان رئيس مجلس الوزراء دائما في يد ولي العهد، لكن في 13 يوليو 2003 تغير الأمر وأصبح رئيس الوزراء هو رئيس مجلس الوزراء.
كما يتم انتخاب الهيئة التشريعية من قبل الجمعية الوطنية التي تتكون من 50 عضوا ولمدة أربع سنوات، كما يتم تعيين عدد من أعضاء مجلس الأمة من قبل الأمير.
وتتكون السلطة القضائية في الكويت أيضًا من مجلس القضاء الأعلى والمحاكم على كل مستوياتها.
كما يحدد الدستور شروط ممارسة الأمير لسلطاته، فإذا لم تتوافر فيه هذه الشروط يفقد أميريته، ومن هذه الشروط: أن يكون سليماً، ومسلماً، وولداً شرعياً لأبوين مسلمين.
فإذا فقد الأمير أحد هذه الشروط، وجب على مجلس الوزراء (بعد تحقيق ذلك) أن يعرض الأمر فوراً على مجلس الأمة للنظر فيه في اجتماع سري خاص.
وللأمير أيضًا نواب يتصرفون في غيابه، كما أن لأمير الكويت نائباً، ويجب عليه أداء اليمين المنصوص عليها في المادة 60 بعبارة "والولاء للأمير" في الجلسة غير العادية لمجلس الأمة.
إذا أصبح منصب الأمير شاغرا، يسمى ولي العهد أميرا، أما إذا لم يتم تعيين ولي العهد بعد، فيتولى مجلس الوزراء صلاحيات الأمير لرئاسة الحكومة، ومن ثم يتم تعيين أمير جديد، وفي عام 2006، وبعد وفاة أمير الكويت، تم تعيين صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي كان رئيساً للوزراء، وليس ولي العهد، أميراً بدعوة من مجلس الأمة، وفي الوقت نفسه، وحسب المادة الرابعة من الدستور الكويتي، "يجب تعيين ولي العهد خلال مدة أقصاها سنة واحدة من بدء عمل الأمير الجديد"، ويكون تعيين ولي العهد بأمر الأمير وبناء على تنسيب الأمير ومبايعة مجلس الأمة.
إذا لم يعين الأمير وليا للعهد خلال عام، فسيوصي الأمير بثلاثة على الأقل من أبناء مبارك الصباح لمجلس الأمة، وسيقسم المجلس أحدهم وليا للعهد، ويجب أن يتمتع ولي العهد أيضًا بالفطرة السليمة، وأن يكون حكيمًا، وأن يكون ابنًا شرعيًا لأبوين مسلمين، وهي الشروط نفسها المطلوبة لأمير البلاد.
مسيرة الشيخ نواف
"الشيخ نواف" أمير الكويت الراحل، قاد اقتصاد البلاد في واحدة من أصعب الأزمات الاقتصادية، وفي عام 2021 تمكن من إجراء حوار وطني مع مجلس السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وخلال سنوات حكم الشيخ نواف الثلاثة، وقعت الكويت العديد من الاتفاقيات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وتوفي عن عمر يناهز 86 عاما، بعد أكثر من 3 سنوات من توليه منصب أمير الكويت في عام 2020.
وتم تقديم الشيخ نواف وليا للعهد عام 2006 وخلف أخاه غير الشقيق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عام 2020 الذي توفي في سبتمبر من العام نفسه عن عمر يناهز 91 عاما.
وقاد أمير الكويت اقتصاد البلاد خلال الأزمة الاقتصادية التي سببتها جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط وتخفيض التصنيف الائتماني للكويت من قبل وكالات التصنيف الائتماني.
والشيخ نواف من مواليد عام 1937، وهو الابن الخامس للشيخ أحمد الجابر الصباح الحاكم الراحل الذي حكم الكويت منذ عام 1921 حتى وفاته عام 1950.
ومن أبرز المناصب التي شغلها الشيخ نواف خلال مسيرته المهنية، منصب ولي العهد في 20 فبراير 2006، ولمدة نحو 14 عاما، وقبل ذلك منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في 16 أكتوبر 2003، كما شغل منصب وزير الدفاع ووزارة الداخلية خلال حياته.
كما كان للشيخ نواف سجل ناجح في القضايا السياسية الداخلية، حيث تابع في سبتمبر 2021 عقد حوار وطني يجمع السلطتين التشريعية والتنفيذية، من أجل خلق مساحة لتوحيد الجهود وتعزيز التعاون وتوجيه كل القوى والقدرات، وكان أمير الكويت السابق خلال فترة حكمه على استعداد للعفو عن المحكوم عليهم بالسجن.
ومن الناحية الإقليمية، واصل الشيخ نواف الأحمد سلفه في استكمال عملية الوساطة الكويتية في إعادة توحيد دول الخليج الفارسي العربية، والتي بلغت ذروتها بعد أشهر باتفاق في المملكة العربية السعودية.
وفي المجال الاقتصادي، تم توقيع أحدث الاتفاقيات خلال زيارة ولي عهد الكويت للصين ولقائه مع رئيس هذا البلد في 31 سبتمبر الماضي، وتضمنت هذه المذكرات مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال نظام الطاقة الكهربائية وتطوير الطاقة المتجددة، ومذكرة تفاهم حول التعاون في مشروع ميناء مبارك الكبير.
ومن الناحية العسكرية، كان الاتفاق العسكري الأهم هو عقد شراء طائرات بيرقدار "TB2" دون طيار مع تركيا عبر المفاوضات المباشرة، وفي يونيو الماضي، أعلن الجيش الكويتي عن عقد مع الجانب التركي لتوريد نظام الطائرات دون طيار TB2 التركي بقيمة 367 مليون دولار من خلال مفاوضات مباشرة بين حكومتي البلدين لتحسين القدرات الدفاعية والعسكرية.