الوقت - استضاف الإعلامي عمرو أديب المحلل السياسي سمير غطاس عبر برنامج الحكاية، ولدى سؤال أديب عن المصريين الموجودين في غزة أجاب غطاس: “المصريون الموجودون في غزة يتطلب حصولهم على تأشيرة /إسرائيل/ لكي يعودوا إلى بلدهم”، وقد أثار هذا الجواب حفيظة بعض الإعلاميين، فهاجموا أديب وغطاس هجوما شديدا، لأن ذلك وفق نظرهم تضليل وافتراء، ولا يجوز أن يصدر في مثل هذا الوقت الحساس تصريحات من هذا القبيل.
الهجوم على أديب وغطاس
أكد ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل في تصريحات إعلامية أن حديث غطاس حول المصريين الموجودين في غزة عار من الصحة، وأنه كان يجب على أديب وغطاس تحري الصدق فيه؛ لأنها مسألة تتعلق بالهيبة والسيادة المصرية، مضيفاً إن القنصلية المصرية في غزة، هي من تتولى عملية تسهيل خروج المصريين من غزة إلى الوطن، ومؤكدا أنها «سقطة» كان لا يجب أن يقع فيها غطاس، وكان يجب أن يراجعه فيها أديب.
وهاجم أحمد الطاهري رئيس قطاع أخبار المتحدة التابع للمخابرات أديب بوصفه ب“المزدوج ” وبأنه "طالع يتنطع على المشهد المصري ولا يستطيع أن ينتقد حتى الدوري في أي بلد عربي .. ميئوس منه".
وكذلك الإعلامي يوسف الحسيني هاجم أديب وغطاس، قائلا: عمرو أديب لم يقل الحق ولا الصواب، حينما أراد أن يجمل الأمر في الأيام التالية بأن تصريحات غطاس اجتُزئت من سياقها، منتقدا إياه لعدم رده على تصريحات غطاس خلال الحلقة، ومؤكدًا أنه كان ينبغي عليه أن يطرح سؤالا على الضيف: «وهل لديك ما يؤكد ذلك؟، هل لديك مصدر رسمي يفيد بصحة ذلك؟»، ومشيراً إلى أن تصريحات أديب، خلال الفترة الماضية، يُحتفى بها على قنوات الإخوان.
كما انتقد الإعلامي محمد مصطفي شردي خلال برنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة" غطاس وأديب، قائلا: "عمرو أديب عارف حجم الضغوط على الدولة المصرية.. ويطلع سمير غطاس وأنت لا ترد عليه.. ويقولك أصل المصريين الذين يعيشون في غزة عشان يغادروا غزة لازم تتبعت فين ويوافق عليها الأمن الإسرائيلي عشان يرجعوا بلدهم".
ومن جهته استنكر الإعلامي أسامة كمال، مقدم برنامج «مساء دي إم سي»، ما فعله أديب مع ضيفه غطاس، طالبا منه سؤال غطاس عن دليل كلامه، وأن ذلك من سمات العمل المهني، مضيفاً: "ضيف يتحدث بمعلومات لا يعرف عنها شي وأنا أصدق وزارة الخارجية المصرية لأن هناك بيانا رسميا، وهذا يؤكد أن معلومات سمير غطاس غلط والإسنادات غلط.. واطالب عمرو أديب وضيفه بالاعتذار".
من ناحيته اتهم مصطفى بكرى، الكاتب الصحفي وعضو مجلس النواب، الباحث سمير غطاس بالإساءة إلى مصر، ووصف تصريحاته التى أدلى بها بشأن عودة المصريين من غزة إلى مصر، بأنها غير صحيحة وتعطي الفرصة للطعن في مواقف مصر التي لا يزايد عليها أحد.
وأضاف بكرى "مصر لم تدن المقاومة كما أدانها سمير غطاس، ونشر الأكاذيب والادعاء والإساءة لسمعة البلاد يخدم فقط أعداء الوطن ويمنح الفرصة لقنوات الإخوان في الخارج أن تروج لهذه الأكاذيب بقصد الإساءة للقيادة السياسية التي لا يمكن أن يزايد عليها سمير غطاس أو غيره".
وتابع بكرى: "لا أعرف لمصلحة من هذه التصريحات والمزاعم بأن "إسرائيل" توافق على عودة المصريين إلى وطنهم، فالسفارة المصرية تتصل مباشرة بالمصريين وبالسلطات المصرية هذا ما أعرفه، ولا يمكن لمصر أن تستأذن من أحد أو ترسل جوازات سفر المصريين إلى أي جهة لأن المصريين ليسوا متهمين بشيء ووجودهم في غزة إما بغرض العمل أو الزيارة، ولا يمكن للكرامة المصرية أن تُعامل بهذا الإهدار الذي يتحدث به سمير غطاس".
كما وصفت وسائل إعلام مصرية برنامج أديب ب"جلسة من الأكاذيب"، إذ وجد غطاس الفرصة أمامه ليهرف بما لا يعرف وينفث الكثير من الادعاءات والأباطيل التي هي في النهاية تخدم طرفا واحدا فقط هو "إسرائيل"، وأن أكذوبته هذه المرة موجهة نحو الإدارة المصرية، مشيرة إلى أن هذا الكلام الذي لا يقوم عليه دليل واحد تناقلته قنوات ومواقع الإخوان بهدف الطعن في مواقف مصر التي لم يستطع أحد أن يزايد عليها منذ بداية الحرب وحتى الآن، حيث أكدت مصر أن ترحيل الفلسطينيين من غزة خط أحمر لن نوافق عليه ولن نسمح به، وقد تصدرت جهود الهدنة.
أما على المستوى الرسمي فقد أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان أن السلطات المصرية فقط هي التي تتولى إجراءات عودة المصريين من قطاع غزة إلى أرض الوطن.
وقد جاء في بيان الخارجية: “ردا على استفسار من عدد من المحررين الدبلوماسيين حول الإجراءات المتبعة لعودة المصريين من قطاع غزة إلى مصر، أوضح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن مكتب التمثيل المصري لدى السلطة الفلسطينية في رام الله، والقطاع القنصلي بوزارة الخارجية، يتلقيان الأسماء والوثائق الخاصة بالمواطنين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن، حيث يتم إعداد كشوف تفصيلية بها لموافاة السلطات المصرية المعنية بها تمهيداً لتسليمها للقائمين على معبر رفح الحدودي من الجانبين المصري والفلسطيني لتسهيل عملية عبورهم من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية”.
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية كل ما يتردد إعلامياً خلاف ذلك، داعياً إلى توخى الحذر والدقة الشديدة عند تداول أي معلومات غير صحيحة منسوبة لأي جهة أو أفراد لا يتمتعون بصفة رسمية.
رد عمرو أديب
من جهته كتب عمرو أديب تغريدتين في حسابه على تويتر، جاء في الأولى: “انتشر فى الساحة الإعلامية مؤخرا عدد من أنصاف الموهوبين، لا يفقهون شيئا ويفشلون بشكل مستمر، والنصف موهوب يا ساده لا يتحول إلى موهوب بالعمل أو بالاجتهاد سيستمر بليدا عاجزا مثلما خرج من أقسام الإعلام والصحافة وهو معتم عاجز، وفي الغالب يحاول أن يكون مخبرا بالإضافة للوظيفة الأصلية، ولا يعلم من يشغلونه أنه سيقضي الوقت في إضاعة الملايين ولن يصلح لأي شيء سوى بعض المهام الحقيرة الوضيعة، نصف الموهوب موته وسمه الموهوبون ونجاحهم، وحله الوحيد هو إزاحتهم بأي طريق غير مشروع فهو يعلم أن من المستحيل أن يكون شيئا أو كيانا، سيعيش هلفوت ويموت هلفوت حتى لو كل من حوله قالوا له يا أستاذ!”.
فرده لا يحمل التبرير المؤيد بالدليل والبرهان، بل كان هجوما على أشخاص، اعترضوا على ما جاء في برنامجه، وبعضهم رفع النبرة إلى حد الهجوم والنقد اللاذع، وصولا إلى الاتهام بالارتهان لمشاريع أخوانية.