الوقت - تتصدر عملية طوفان الأقصى عناوين الصحف ومقالات الرأي العربية والعالمية ويختلف التركيز على الشق الإنساني أو السياسي تبعا لما تريد التلميح له وسائل الإعلام إضافة إلى سيطرة مجريات الأحداث وتطوراتها على الأخبار.
واليوم تتحدث معظم مواقع الصحف العربية عن الجرائم الإنسانية التي ينفذها العدو بحق الفلسطينيين وعلى الأخص في قطاع غزة.
حيث جاء في القدس العربي: يريح الغرب ضميره بتجاهل الجريمة الكبرى المكتملة فصولا ضد الفلسطينيين وبالتركيز على «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» و«القضاء على منظمة إرهابية».
وتابعت الصحيفة سيختفي ضمن هذا السيناريو التجريدي آلاف الضحايا الذين يسقطون بمعدل شهيد كل 5 دقائق، وأغلبهم، حتى الآن، من الأطفال والنساء، والمدنيين الهاربين إلى «مناطق آمنة» وسيختفي قرابة مليونين وثلاثمئة ألف فلسطيني من سكان القطاع.
أما الوطن السورية كتبت يبدو أن الشارع الغربي بعيد عن حكوماته التي تشتق قراراتها تبعاً لما تفرضه مصالح «مراكز القوى»، وهو مدرك جيداً لطبيعة الحراك الذي اختطه الشعب الفلسطيني لنفسه شأنه في ذلك شأن أي شعب استلبت أرضه وحريته وكرامته، ففي مرحلة معينة ظهرت منظمة «فتح» لتطفو على السطح كمسؤولة في الدفاع عن الهوية الفلسطينية، ثم تغيرت المعطيات فكانت حركة «حماس» جنباً إلى جنب «الجهاد الإسلامي» مسؤولتين عن هذا الفعل الأخير.
وتابعت غداً، أو بعد غد، لا أحد يعلم من سيحمل الراية التي يصر الشارع الفلسطيني على ألا تسقط، من دون أن يعني هذا الكلام ترجيحاً لنجاح "إسرائيل" في هدفها المعلن راهناً بـ«إزالة حماس»، فما قامت به الأخيرة سيجعلها أكثر انغراساً في الذات الفلسطينية الناهضة بدرجة سيصبح معها الاثنان شديدي الالتصاق إلى حدود التماهي.
فيما ترى صحيفة الصباح العراقية أنه انتهت قناعة الأنظمة السياسية العربيَّة والتيارات (الوطنية والقومية) التي تعبت من الصراع وشاخت، إلى أن الممكن حاليا هو حل الدولتين لضمان حياة مقبولة للفلسطينيين على جزء من أراضيهم، ريثما يحصل تعديل في معادلة الصراع، ومشروع حل الدولتين يقتضي اعترافا وتطبيعًا وقبولا وتعاونا وتنسيقًا مع الدولة العبرية وحماتها الغربيين، وإلا فإن المشروع الغربي -الصهيوني المهيمن والمتفوق حاليا سيدمر بقية البلدان، وينتج نخبًا وسلطات متوافقة معه، وفقا لهذه الرؤية، انطلق قطار التسوية والمبادرة العربيَّة الرسمية ليجد التيار الإسلامي الفلسطيني أن مهمته ستكون في غاية الصعوبة لجهة إقناع قسم من الفلسطينيين بخطورة هذا الحل، علاوة على عرب ومسلمين آخرين صاروا يعتقدون بـ (طوباوية) الحل الإسلامي الرامي إلى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ما لم يتغير ميزان القوى ويتعدل النظام الدولي الممالئ والمناصر لـ"إسرائيل".
كما كتبت أخبار الخليج البحرينية: في الغرب كله لا صوت اليوم يعلو على صوت تأييد الإبادة الصهيونية للفلسطينيين وتدمير غزة بالكامل، أي صوت يرتفع تضامنا مع الفلسطينيين يرتكب بالنسبة لهم جريمة لا تغتفر ويجب إسكاته ولتذهب الحريات المزعومة إلى الجحيم، الغرب كله يرقص فرحا اليوم على أشلاء الشهداء في غزة ومشاهد الإبادة الوحشية الشاملة، ولم يحدث من قبل أن كشف الغرب عن همجيته بشكل سافر مثلما يحدث اليوم، ولا يقتصر الأمر على كل ما ذكرناه، فهناك جوانب أخرى لا تقل شناعة.
وأخيرا في الشرق الأوسط كتب غسان شربل: غزة موصولة بشرايين المنطقة، والهجوم البري سيؤدي في حال حصوله إلى كارثة في صفوف المدنيين، وربما يفتح الباب لتوسيع النزاع، ولهذا تصبح المهمة الأكثر إلحاحاً التحرك لإنقاذ المدنيين من الخطر المحدق وتذكر موجبات القانون الدولي الإنساني عن طريق لجم التصعيد والتقدم نحو وقف الحرب، ليس ثمة شك أن العودة إلى الوضع السابق متعذرة، ولا بد من سياق يعيد فتح باب الحل السياسي ومراعاة الحقوق، وهذا جوهر ما سمعه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وليس سراً أن أمريكا هي الطرف الأقدر على البحث في لجم التصعيد وإعداد المواقف لتقبل وقف الحرب، وهذه المهمة تعني عملياً إنقاذ غزة من كارثة إنسانية وإنقاذ المنطقة من انهيار كبير.
فيما يرى منير شفيق الذي كتب في الأخبار اللبنانية إنّ الدخول إلى قطاع غزة من قبل الجيش الصهيوني بالدبابات والطوافات والمسيّرات وبالمشاة سوف يفقده نقطة قوّته الوحيدة، وهي القتال من خلال القصف الجوي والبحري والبري، بعيداً من أي اشتباك مع المقاتلين من أسود المقاومة.
إنّ الهجوم البري يعني أن المعركة أصبحت على الأرض، والاشتباك من نقطة الصفر، وهنا ستحسم المعركة، وسيذوق الجيش الصهيوني هزيمة عسكرية، وسيكون مداها بالقدر الذي يدخل فيها، أي إذا جعلها معركة حسم فاصلة، وهُزم فيها، فسيكون أمام القوات التي انقضّت عليه في المرحلة الأولى، مضاعفة عديدها أضعافاً، طريق مفتوحة حتى الخليل وبيت لحم وربما القدس. فالجيش الذي يُهزم في المعركة الفاصلة، ويولي الإدبار، ما على خصمه إلّا أن يلحقه بسرعة، لا تسمح له بالتقاط الأنفاس.