الوقت- مؤخراً، حذرت الإمارات الحكومة السورية من التدخل في الصراع بين حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس" وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وأبدت تحفظها على سماح سوريا بشن هجمات على "إسرائيل" من أراضيها، ذلك وفقًا لمصدرين مطلعين على الجهود الدبلوماسية الإماراتية.
ووفقًا لتقرير نشره موقع "إكسيوس" الأمريكي" الثلاثاء الفائت، فإن المسؤولين الإماراتيين قاموا بإرسال رسائل إلى مسؤولين سوريين بمناصب عليا في هذا السياق، وذلك في إطار القلق الدولي الذي نشأ بشأن "امتداد الصراع وتصاعده نحو صراع إقليمي". وقام الإماراتيون بمشاركة الإدارة الأمريكية تفاصيل اتصالاتهم مع المسؤولين السوريين، وفقًا للمصادر، ما يعني تهديدياً مباشرا لسوريا في حال إقدامها على دعم المقاومة الفلسطينية من خلال تدخلها بالحرب في مواجهة "إسرائيل".
تهديدات خطيرة لسوريا
سابقاً نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريراً، تحدثت فيه عن تسلم زعيم "حزب الله" اللبناني، السيد حسن نصر الله، رسائل عبر مسؤولين فرنسيين بارزين، تلك الرسائل تحتوي على تهديد باللجوء إلى استخدام القوة البحرية الأمريكية وإمكانية تسببها في أضرار للحكومة السورية ورئيسها، وذلك نظرًا لانضمام "حزب الله" إلى الصراع إلى جانب "حماس".
وأضافت الصحيفة إن المسؤولين الفرنسيين نقلوا تحذيرًا لـ"إسرائيل" بأن انضمام "حزب الله" إلى "الحملة" سيجعل تل أبيب تفكر في مهاجمة سوريا، بما في ذلك الرئيس السوري بشار الأسد شخصيًا، وقد يصل هذا التفكير إلى مرحلة النظر في إلغاء وجوده، على حد وصفهم.
وإنّ تحذيرات حذرت الإمارات الحكومة السورية من التدخل في الصراع بين حركة حماس والكيان، وإبداء أبو ظبي تحفظها على سماح سوريا بشن هجمات على "إسرائيل".
وفي الأيام الأخيرة، تناقلت مصادر مختلفة تقارير تشير إلى أن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي قد يكون ينوي استهداف قادة المقاومة وشن غزو على قطاع غزة في محاولة للتحايل على إخفاقات الكيان والتوترات والأزمات الداخلية في "إسرائيل".
وهذا يأتي في إطار استمرار العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين ومن يدعمهم، فيما يظهر الإسرائيليون عادة تهديدات ودعوات لاغتيال قادة المقاومة، على الرغم من أنهم يعلمون جيدًا أن أي اعتداء على تلك الشخصيات سيشعل نزاعًا فوريًا وكبيرًا.
وتأتي هذه التهديدات في سياق سياسة "إسرائيل" للهروب من ضعفها الذي أظهرته خلال "طوفان الأقصى"، وهي التي انتهكت حقوق ومقدسات الشعب الفلسطيني، وتجددت الرغبة الإسرائيلية في الفترة الأخيرة في استهداف شخصيات هي أساسا خلقت قواعد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، ويجب أن تعلم القيادة الإسرائيلية –رغم أنها لا تجرؤ- أن أي مساس بشخصيات بارزة في محور المقاومة سيفتح أبوابًا لمواجهة حاسمة ستكون لها عواقب وخيمة على الاحتلال.
وكعادته، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستخدم عبارة اغتيال قادة المقاومة أو الفصائل في قطاع غزة كوسيلة للتغلب على الأزمات العسكرية والداخلية التي تواجهه في "إسرائيل".
وهذا الاحتمال يأتي في ضوء الهزائم والتوترات والانقسامات السياسية والاجتماعية في "إسرائيل"، والتي تشكل تحديًا أكبر من خصوم الكيان الخارجيين، ويضاف إلى الهزائم الكبيرة الأخيرة الأزمات الداخلية التي تشمل الانقسامات بين الأيمن والأيسر، وتدهور الحكومة وانعدام الثقة في مؤسسات الدولة والمحاكم، وزيادة الجريمة، هذه التحديات الداخلية قد تكون أكبر تهديد لمستقبل الكيان، حيث يمكن أن يؤدي الضعف وعدم التماسك والتفكك الاجتماعي والاقتتال الداخلي إلى عواقب خطيرة، وتل أبيب غير مستعدة حاليا لمواجهة أحد.
هروبٌ إسرائيليّ من الفشل
في الوقت الذي تشهد فيه "إسرائيل" كرها شعبيا ضد الحكومة ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب انشغاله السابق بإصدار بعض القوانين التي اعتبرها المحتجون انقلابًا على القانون والديمقراطية، ويبدو أن نتنياهو المهزوم مؤخرا بطريقة صادمة يروج لفكرة الدخول في صراع جديد مع المقاومة في سوريا أو لبنان للهروب من مأساته في قطاع غزة بهدف التغطية على هذه الأزمات الداخلية الخطيرة وإنشاء انتصار وهمي، على أمل تخفيف الضغط على حكومته ووقف البغض الشعبي القوي ضده.
يأتي هذا في سياق تصاعد التوترات داخل الكيان وعدم وجود استقرار عسكري ولا سياسي فيه، ويشير الكثيرون إلى أن الكيان الصهيوني يواجه تحديات تاريخية، بعد طوفان الأقصى.
محور المقاومة بأكمله إضافة إلى الفصائل الفلسطينية أكدوا في أكثر من مناسبة للعالم أنهم جاهزون للرد بقوة على أي عدوان من قبل "إسرائيل" سواء في غزة والضفة الغربية والقدس أو في غيرها من مدن المحور، وهذا التصعيد الإسرائيلي في التهديدات يأتي في سياق تصاعد التوترات بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، ويشير المقاومون إلى أن أي مساس بقادتهم سيؤدي إلى رد فوري وقوي، وأن التهديدات الإسرائيلية باغتيال أي من قادة المقاومة لن تثني المقاومة عن الرد حتى إنهاء الوجود الإسرائيلي، ويظهر أن الوضع في المنطقة متوتر ومعقد، وهذه التصاعدات تعكس التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها "إسرائيل" في الوقت الحالي.
ودول المقاومة تظل صلبة وملتزمة بحقوقها وتهزم الإسرائيليين وتؤكد أن أي محاولة للعبث بقادتها ستؤدي إلى رد فوري ومزلزل.
و يُظهر الوقت الحالي تصاعد التوترات في المنطقة وتصاعد التحديات التي تواجهها تل أبيب، أيضًا يتحدث المقاومون عن أهمية الوحدة والتماسك لمواجهة التحديات والضغوطات، والقادة الفلسطينيون يلعبون دورًا حيويًا في هذا السياق، ومن الواضح أن المقاومة لا تزال ملتزمة بمواصلة النضال من أجل حقوق الشعب العربي والفلسطيني، وما من شك في أن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي لقيادات المقاومة تعبر عن استمرار التوتر والصراع الطويل لإنهاء الاحتلال، وإن تصاعد التوترات والتهديدات الصهيونية تسبب في تعقيد الوضع الإقليمي وزيادة الضغط على "إسرائيل" نفسها.
فعلاً، تُظهر تهديدات الاحتلال الإسرائيلي للقيادات الفلسطينية عزيمة الفلسطينيين ومن خلفهم داعمي المقاومة في الدفاع عن حقوقهم وأرضهم، هؤلاء القادة يعبرون دائما عن وحدة وتماسك الفلسطينيين في وجه التهديدات والضغط الإسرائيلي، إضافة إلى ذلك، تُظهر تلك التهديدات أيضًا ضعف وفشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافه وفي مواجهة المقاومة وبالأخص الفلسطينية، وإن المقاومة واصلت مسيرتها بقوة وتصميم، وهي تمتلك رغم التحديات الكبيرة مفاتيح المعركة والقدرة على مواجهة الاحتلال بفعالية.
وعلى الرغم من التهديدات، فإن معظم الفلسطينيين يؤمنون بالمقاومة كوسيلة لتحقيق العدالة والحرية، وهم يستمرون في النضال من أجل تحرير أرضهم وتحقيق حقوقهم، والتهديدات التي تطلقها القيادة الصهيونية ضد قادة المقاومة تعكس حالة الضعف العسكري والانقسام الداخلي داخل "إسرائيل"، وتظهر هذه التهديدات أيضاً عزيمة وقوة الفلسطينيين ومن معهم في مواجهة الاحتلال واستمرارهم في الدفاع عن حقوقهم وأرضهم، وإذا ما تجرأت "إسرائيل" –ولن تجرؤ- وقامت بمحاولة اغتيال أحد قادة المقاومة، فإنها ستواجه عواقب وخسائر كبيرة، وقد تفقد الأيام القليلة المتبقية لها في المنطقة.
في النهاية، إن محاولة "إسرائيل" اللجوء إلى تصريحات العنف والاغتيالات لحل المشكلات الجمة فلن تكون حلاً فعّالاً لمصابها، بل ستزيد من تعقيد الأوضاع وستزيد من المقاومة، ويجب على "إسرائيل" أن تدرك أن مستقبل السلام والاستقرار في المنطقة يأتي فقط من خلال رضوخها لمطالب الشعب العربي الفلسطيني واحترام حقوقهم وكرامتهم.
وفي هذا السياق، يظهر أن أبناء فلسطين والفصائل الفلسطينية ومن يدعمهم مصممون على مواجهة الاحتلال والدفاع عن حقوقهم وكرامتهم بكل الوسائل المتاحة، وتزداد عزيمة المقاومة في مواجهة التصاعد العدواني للكيان الصهيوني، ويتزايد التأكيد على أن السياسات الإسرائيلية الإجرامية تتنافى مع القوانين الدولية وتنتهك حقوق الإنسان، ما يعني أهمية تضافر الجهود الدولية للضغط على تل أبيب وفرض القانون فيما يتعلق بممارساتها العدوانية وانتهاكات حقوق الإنسان وخاصة في غزة.