الوقت- إن العدوان على اليمن من قبل تحالف العدوان السعودي الإماراتي كانت له نتائج كارثية على الشعب اليمني، حيث إن العدوان الظالم على اليمن أدى إلى تدهور الوضع الإنساني بشكل كبير في اليمن، فبسبب العدوان يعيش اليمن واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، فمنذ بداية العدوان شهد اليمن دماراً هائلاً ومآسي لا حصر لها.
يتحمل تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية المسؤولية الرئيسية عن استمرار القتال ورفض التوصل إلى حل سلمي، وفي ظل استمرار التعنت السعودي، يعاني الشعب اليمني من مأساة إنسانية هائلة، إذ تشير التقارير إلى أن أكثر من 20 مليون شخص بحاجة للمساعدة الإنسانية والحماية، كما تسبب النزاع في تفشي الأمراض وانتشار الجوع وتدمير البنى التحتية. ويقدر عدد القتلى بمئات الآلاف منذ بداية الأزمة، وعلى الرغم من محاولات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتوسط وإيجاد حل سياسي، إلا أن جهود السلام باءت حتى الآن بالفشل، بسبب تصلب مواقف قوى تحالف العدوان وعدم جديتهم للدخول في مفاوضات مباشرة مع حكومة صنعاء.
لذا، فإن إنهاء مأساة الشعب اليمني يتطلب ضغطاً دولياً أكبر لإجبار الأطراف المعتدية "تحالف العدوان" للعودة لطاولة المفاوضات بحسن نية، إضافة إلى تقديم مساعدات إنسانية ضخمة لإغاثة المتضررين من الحرب، وحتى يتحقق السلام العادل والدائم، لا بد من معالجة الأسباب الجذرية وهي إنهاء التدخل الخارجي وإنهاء الحصار على اليمن وفتح المطارات ومعالجة القضايا الإنسانية في اليمن.
تصريحات شديدة اللهجة
بين فترة وأخرى توجه قيادة أنصار الله تحذيرات للتحالف السعودي الإماراتي وتؤكد أن الشعب اليمني ما زال يمضي دوماً في مساراته الاستراتيجية نحو التحرر والاستقلال ورفض كل أشكال الهيمنة والوصاية والتبعية لقوى الشر والعدوان وأدواتها في المنطقة، فتضحيات الشعب اليمني وفي طليعته أبطاله منتسبو الجيش واللجان الشعبية في مواجهة المعتدين وأذنابهم، وانتصارهم لدينهم وعقيدتهم وهويتهم الإيمانية باتت اليوم واضحة، حيث إن ملاحم الاستبسال التي يسطرها أبطال الجيش واللجان في مختلف ميادين وساحات المواجهة ومواقع الشرف والفداء انتصاراً لليمن وتطلعات شعبه قد لقنت الغزاة الطامعين عبر تاريخه القديم والمعاصر دروساً قاسية لم ولن ينسوها مهما حاولوا ذر الرماد على العيون .. نعم هذه الحقائق والوقائع، والأحداث التي لا يمكن طمس مشاهدها من ذاكرة الأمة مهما حاولت قوى الاستكبار العالمي ووكلاؤها في المنطقة تزييف التاريخ.
أكدت حركة أنصار الله في اليمن أن الكرة في ميدان التحالف وعليهم استغلال الفرصة الأخيرة المتاحة لهم، وحسب تقرير وكالة أنباء تسنيم الدولية ، قال جلال الرويشان نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن بصنعاء في حديث لـ "المسيرة": "السعودية تواصل إساءة تقدير نهجنا في مواجهة التحديات"، مضيفاً: إن رسالة الأمس من قيادة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي، أسقطت الكرة في ملعب دول العدوان ، عليها أن تنتهز الفرصة الأخيرة على الفور وألا تفوتها.
وأشار الرويشان إلى أن القوات المسلحة اليمنية تعمل بجدية على تطوير قدراتها دون أن تتأثر بمرحلة التهدئة، موضحا أن دول العدوان تفهم أن القائد السيد عبد الملك الحوثي لا يتكلم دون سبب بل يتحدث انطلاقا من الحقائق الميدانية.
من خلال التصريحات السابقة من الواضح أن حركة أنصار الله في اليمن قد وجهت رسالة إلى تحالف العدوان السعودي تطالبه باستغلال "الفرصة الأخيرة" للانخراط في حل سياسي ووقف العدوان على اليمن، وذكرت أن الكرة الآن في ملعب التحالف لاتخاذ قرار بشأن ذلك.
وفي الوقت نفسه، أكد نائب رئيس الوزراء اليمني على أن دول التحالف تفهم جيدًا أن رسائل حركة أنصار الله تنطلق من واقع ميداني وليست عبثية، فالحل الأمثل هو التوصل لحل سياسي شامل ينهي العدوان سلميا.
متى يدرك التحالف جدية الرسائل الصادرة من صنعاء؟
بناء على التطورات الأخيرة والدعوات المتكررة لحل سياسي من قبل حركة أنصار الله، فإنه من الممكن أن تكون دول التحالف قد بدأت تفهم جدية الموقف اليمني، ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح مدى استعدادها للدخول فعليا في عملية سياسية، على أي حال، يجب على تحالف العدوان السعودي أن يعلم أن من مصلحة جميع الأطراف المعنية تسريع الجهود لإيجاد حل سياسي شامل ومستدام للحرب في اليمن، وهذا ما أكدته صنعاء خلال كل السنوات الماضية وأبدت استعدادها لإنهاء الحرب في اليمن وحفظ حقوق الشعب اليمني، ولكن في الطرف المقابل فإن تحالف العدوان يصر على استمرار التعنت والمراوغة، حيث إن تحالف العدوان السعودي وخلال كل هذه السنوات الماضية يماطل كثيراً في موضوع إنهاء المعاناة التي تسبب بها في اليمن وهذا يطرح العديد من التساؤلات عن مدى جدية رغبة السعودية في إنهاء عدوانها على الشعب اليمني.
وفي السياق نفسه يجب على تحالف العدوان الاستجابة للإرادة اليمنية والدخول في حل سياسي مع اليمن وإلا فإن التعنت السعودي ستكون له عواقب وخيمة على تحالف العدوان، حيث إن القوات المسلحة اليمنية أعلنت مرات عديدة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الصلف السعودي والتعنت السعودي وأنها حاضرة للدفاع عن الشعب اليمني وعن أرضه ولن تسمح للتحالف السعودي التمادي أكثر.
ما الذي ينتظر تحالف العدوان؟
إذا استمر تحالف العدوان السعودي في سياسة المماطلة وعدم الانخراط الجاد في عملية سياسية لإنهاء العدوان على اليمن، فإن العواقب ستكون وخيمة على تحالف العدوان السعودي، وهذا سيؤدي إلى التصعيد في اليمن من جديد، ولا يخفى على أحد أن الجيش اليمني والقوات المسلحة في الداخل اليمني أعلنت مرات عديدة أنها لن تظل مكتوفة الأيدي، وأن الرد سيكون حاسماً على التعنت السعودي، وفي السياق نفسه تكشّف يوماً بعد آخر الانقسامات الداخلية التي يعاني منها تحالف العدوان السعودي، حيث إن التحالف أصبح اليوم أضعف من أي وقتٍ مضى ويعيش حالة من التخبط.
وعلى الصعيد الآخر فإن حركة أنصار الله والجيش في الداخل اليمني عمل خلال هذه الفترة على تطوير ترسانته العسكرية وأصبحت لدية قوة هائلة لذا يمكن القول بكل وضوح في ظل استمرار التعنت السعودي فلن تكون أمام الجيش اليمني والقوات الصاروخية إلا توجيه ضربات موجعة لتحالف العدوان السعودي.
في النهاية سبق وأن أصدرت القوات المسلحة اليمنية تحذيرات لدول العدوان السعودي من مغبة الاستمرار في العدوان لأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التجاوزات من قبل قوى العدوان السعودي الإماراتي ، وسبق ذلك إقامة عروض عسكرية وخلال العروض العسكرية تم الكشف عن الأسلحة التي طورتها القوات المسلحة اليمنية والتي تم تصنيعها بواسطة القوة الصاروخية اليمنية ، حيث حذرت قيادة أنصار الله التحالف السعودي والقوات الأجنبية الموجودة في اليمن مرات عديدة من أن الجيش اليمني واللجان الشعبية على أتم الاستعداد والجاهزية لمواجهة التحالف ومن يقف معه في حال تنفيذ عمليات عسكرية من قبل التحالف في اليمن أو في فشل المفاوضات.
وفيما يتعلق بالمفاوضات يتضح جلياً، أنّ صنعاء تطرح مفاوضات تلبي مصالح أبناء الشعب اليمني حاضراً ومستقبلاً، لذلك فإن القوات المسلحة اليمنية لن تسمح للتحالف السعودي الإماراتي بالاستمرار في المراوغة ويجب على الجانب السعودي التزامه وأخذ تهديدات القوات المسلحة اليمنية على محمل الجد وأن وحدة الأراضي خط أحمر لن يتم التغاضي عنه أبداً، إضافة إلى ذلك فإن التصريحات الأخيرة للقيادي في حركة أنصار الله تؤكد قدرة القوات المسلحة اليمنية على تنفيذ ضربات موجعة وأكثر ألماً للتحالف السعودي إذا ما استمر التحالف في غطرسته تجاه اليمن.