الوقت- بإسهاب، بيّن زياد النخلة بالأمس، أن المقاومة هي الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني لتأكيد حقوقه وطرد الغزاة، وحسب ما نقلت صحيفة "فلسطين اليوم" عن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ترى الحركة أن المجتمع الصهيوني هو "مجتمع قاتل ومجرم"، وبالتالي، فإن الفلسطينيين يجب أن يستمروا في القتال والمقاومة ضد العدو، حتى لو استمر الصراع لمدة 1000 عام، لأن هذا الشعب يدافع عن قيم الإنسانية جميعها، حيث تتواصل سياسة الاستيطان والعنف المروعة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية، والتي تتعارض مع القوانين الدولية والإنسانية، وتواصل "إسرائيل" التحامل على الفلسطينيين على كل المستويات، سواء داخل فلسطين أو في المجتمع العربي أو المجتمع الدولي، ويكرر النخالة دائمًا أن "كل فلسطيني هو رواية بحد ذاته بفعل العدوان الصهيوني"، وبهذه الطريقة، يعبّر زياد النخالة عن رؤية حركة الجهاد الإسلامي وموقفها الثابت في التمسك بالمقاومة كوسيلة لصمود الشعب الفلسطيني وتحقيق حقوقه العادلة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته الواضحة للقانون الدولي والقيم الإنسانية.
الشعب الفلسطيني وخَيار المقاومة
في حديث الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حول التطورات الأخيرة في الساحة الفلسطينية، ركّز على أن الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني هو المقاومة، وقد جاء هذا التأكيد في وقت تكافح الفصائل الفلسطينية فيه من أجل تحرير الشعب الفلسطيني من الظلم والاجتياح الإسرائيلي الغاصب، وقد ساهم ذلك بشكل كبير في تغيير قواعد اللعبة لصالح الفصائل الفلسطينية، وشكّل تحديًا بارزًا وخطيرًا في سياق المواجهة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي الفاشي، وإن وضع خيار "المقاومة والتحرير" في صدارة أهداف الحركة التحررية يعتبر نتيجة طبيعية لتصعيد الكيان الإسرائيلي العدواني، الذي لا يكف عن عمليات الضم والاستمرار بارتكاب أبشع الجرائم الإرهابية بحق الفلسطينيين، من قتل وإعدام وتعذيب، والنخالة أكد مرارًا أن "معركتنا مع إسرائيل طويلة وتتطلب تضحيات هائلة ونحن ملزمون بالنضال من أجل التحرير"، وذلك بسبب إدراك الفلسطينيين أن الاحتلال الإسرائيلي لن يتغير في عقليته الإجرامية والإرهابية، وخاصة مع استمرار جرائمه واستخفافه بحياة الفلسطينيين، ولذا فإن التاريخ والواقع يثبتان أن الصهاينة يستمرون في عدوانهم بشكل متزايد.
ولا ننسى أن الكيان الصهيوني يتسم بالعنصرية ويقوم بقتل الفلسطينيين بشكل مباشر وبأساليب متنوعة، دون أي رادع قانوني أو إنساني أو أخلاقي، فقد بني الكيان الصهيوني غير الشرعي على العنف المفرط والجرائم غير المسبوقة، وحتى الصهاينة أنفسهم لا ينكرون ذلك، ولذلك، يتعين على الفلسطينيين اللجوء إلى القوة والوحدة والمقاومة لمواجهة هذا العدوان والتصدي للاستعمار الصهيوني العنصري الذي لا يعرف الحدود، وفي ضوء هذه الواقعية، تدرك الفصائل الفلسطينية، وخاصة حركة الجهاد الإسلامي، أن معاناتهم مع العدو لا تزيد إلا من إصرارهم على الدفاع عن فلسطين، وذلك حتى يتم زوال الاحتلال عن كل شبر من أرضهم، وإن رسالتهم واضحة ومبسطة وثابتة للكيان الإسرائيلي وعصاباته، وتعكس حجم قوتهم وإيمانهم بالتحرير، فهم يتمتعون بمنهج مقاوم لا يمكن أن ينحرف عن أهدافه في القضاء على الاحتلال البغيض والعنصري.
الوحدة الفلسطينية ضرورة قصوى
باعتبار أن المقاومة، كما تشير الحقائق، لن تتراجع أبدًا أمام أي مواجهة مع العدو الإسرائيلي، لأنها تمتلك الأرض وتمتلك مفاتيح اللعبة، وقد أصبحت قوة رادعة بالفعل، حيث تتمتع بالقدرة على صد أعدائها وتحقيق توازن القوى المطلوب لمواجهة الكيان الإسرائيلي المحتل لفلسطين، يجب أن تكون المصالحة في مقدمة أولويات الفصائل الفلسطينية، وذلك لأن الفلسطينيين لا يمكنهم مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجههم في بلادهم من دونها، وإن هذه التحديات تتضمن تصفية القضية الفلسطينية وممارسة الاستيطان والضم وتستمر في نهب أراضي الفلسطينيين وتاريخهم، ويجب معالجة هذه التحديات من خلال تحقيق الوحدة والشراكة الحقيقية، والتوافق على استراتيجية وطنية تساعد في إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية وتمكين المقاومة من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي العسكري والعنصري.
وعلى الرغم من جهود الفصائل الفلسطينية في التأكيد على أهمية توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة الاحتلال ومقاومة التهويد والضم والاستيطان، يجب أن يتم تبني أي مبادرة للتوحيد بما يعزز إعادة ترتيب الصفوف لمواجهة الاحتلال، ويتعرض الفلسطينيون بأكملهم وقضيتهم لتهديدات في المنطقة، ولذلك يجب تعزيز الجهود لتوحيد الصف الوطني وإعادة تنظيم الأمور الداخلية لمواجهة الاحتلال ومشاريع حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، التي تهدف إلى التوسع الاستيطاني وتهويد القدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، وإضافة إلى ذلك، يجب على فصائل المقاومة الاستجابة بشكل كامل لأي دعوة أو خطوة تهدف إلى توحيد الفلسطينيين، فهي تعبر باستمرار عن رفضها التنازل عن حقها المشروع في المقاومة كمسألة أساسية، وتعلن رفضها للتسوية السياسية وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني القاتل، وتعارض أي تنسيق أمني بين حركة فتح والعدو، الذي يعتبر ضربة لأي شراكة وطنية في عمق الشعب الفلسطيني ويتعارض مع التفاهمات الداخلية، ويجب أن ندرك أن الأمة تباد وتنهب ثرواتها، ما يجعل الكيان الصهيوني سيدًا في المنطقة، والدليل على ذلك هو استمرار تصرفات تل أبيب العدوانية في جميع المجالات.
ومن جهة أخرى، تسعى "إسرائيل" بكل قوتها لتحقيق واقع على أرض الواقع من خلال إقامة الدولة العنصرية المزعومة على أراضي الفلسطينيين وإنهاء وجودهم، وهذا يتطلب تمسكًا كاملاً بالحقوق والمبادئ الوطنية الفلسطينية، ورفضًا لمشاريع التطبيع والتوطين، ويجب أن يكون للم الشمل الفلسطيني دورًا في تعزيز الوحدة الوطنية ومواصلة النضال من أجل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والعودة والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ولتحقيق ذلك، فإن الوحدة الفلسطينية على جميع المستويات أمر ضروري.
ومن المعروف للجميع أن الكيان الصهيوني المعتدي قد أعلن بشكل متكرر معارضته الشديدة لأي اتفاق يمكن أن يؤدي إلى المصالحة الفلسطينية، وبشكل حاد، رفضت تل أبيب أي تعاون أو حتى لقاء بين الفلسطينيين، لأنها تعتبر نفسها الخاسر الوحيد من فشل المصالحة بين الأطراف الفلسطينية، فكلما نجح العدو الصهيوني في شق الصفوف الفلسطينية الداخلية وتفريق الفصائل الفلسطينية، كلما تمكن من إضعاف القضية الفلسطينية وتقليص مدة وتكاليف خططه لتنفيذ محاولاته الاستعمارية.
والحل الأمثل في الوقت الحاضر هو أن تتحرك الفصائل الفلسطينية بسرعة وجدية نحو تحقيق الوحدة والتضامن وتشكيل جبهة موحدة، ويجب إفشال مشاريع المحتل الغاشم في ظل واقع اتفاقات العار التي تم توقيعها في المنطقة، وهذه الوحدة والتضامن سيكون لهما تأثير كبير في إحباط مخططات الاحتلال ومنع تحقيق أهدافه، ويجب على الفصائل الفلسطينية العمل بقوة وقرار لتحقيق هذه الوحدة والتضامن، وتعزيز المقاومة والصمود في وجه التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية.
في الختام، يجب أن نؤكد على ضرورة مقاومة كيان الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة لإنقاذ الأسرى من شرور الاحتلال، فالقضية الفلسطينية ليست صراع أرض، بل هي صراع عادل للكرامة والحرية والعدالة، ويجب أن ندرك أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم القوة العسكرية والاستيطان والقمع لتهميش وتهجير الفلسطينيين وتجويعهم في أرضهم الأم، وإن المقاومة الفلسطينية تأخذ أشكالًا متعددة، بدءًا من المقاومة المسلحة والتظاهرات السلمية والمقاطعة الاقتصادية والثقافية وحتى الدبلوماسية، ويجب أن نتحدى التحديات والمصاعب التي تواجهنا ونواجه الاحتلال بقوة وثبات، ويجب أن نعمل على تعزيز الوحدة الفلسطينية وتوحيد الجهود لنواجه تحديات الاحتلال والتصدي لسياساته العدوانية.
وعلى المستوى الدولي، يجب أن نعمل على تعزيز المساندة الدولية للقضية الفلسطينية والضغط على كيان الاحتلال الإسرائيلي للامتثال للقانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة، ويجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في حماية حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، لأن مقاومة كيان الاحتلال الإسرائيلي ليست مجرد واجب وطني، بل هي مسؤولية إنسانية وأخلاقية، ويجب أن نواجه التحديات بقوة وإصرار، وأن نبقى متحدين ومتضامنين في سبيل تحقيق حرية وعدالة الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها.