الوقت - يعتبر عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أن النتائج التي حققها المنتخبون في منطقة الرباط سلا القنيطرة إيجابية ويجب الحفاظ عليها. وأكد أن الاهتمام يجب أن يكون موجهًا نحو خدمة المواطنين، وأن الهدف الأسمى للمنتخبين هو “حماية المواطن وإرضاؤه.
جاءت تصريحات أخنوش خلال مشاركته في المنتدى الجهوي الخامس للمنتخبين الأحرار بجهة الرباط سلا القنيطرة في 24 حزيران (يونيو) 2023.
وأشاد بالجهود المبذولة في المدن الجديدة بالمنطقة، ما يعكس استمرارية جاذبية حزبه، وأكد أن الحزب واضح وجلي أمام المواطنين، وأن نتائج عملهم ملحوظة وظاهرة للجميع.
وأضاف أخنوش إن الحكومة تعمل وتبذل جهودًا رغم المحاولات لإثارة المشاكل، وأنهم يتعاملون مع مشاكل المواطنين ويحلونها.
وردا على الملاحظات الموجهة من طرف المعارضة بشأن انسجام الحكومة، أكد أخنوش أن الحكومة تتمتع بأغلبية متناغمة ووزراء على المستوى المطلوب، وأن الأغلبية في منطقتهم متكاملة.
وطلب من الحضور الحفاظ على هذه الأغلبية ونجاح هذه التجربة الفريدة. وأشار إلى أنه لا يمكن لأي تشويش أن يجعلهم ينسون حصولهم على أكثر من مليوني صوت من المواطنين المغاربة في الانتخابات التشريعية، على حد قوله.
يبدو أن حزب التجمع الوطني للأحرار يتجه إلى الدخول في مواجهة ساخنة مع حزب العدالة والتنمية بقيادة أمينه العام عبد الإله بنكيران؛ وذلك بعد الردود التي صدرت عن قياديي الأول ضد رئيس الحكومة الأسبق، بسبب وصفه لحزبهم بـ”الحزب الإداري”.
محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، واحد من قياديي حزب عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، الذين أزعجتهم تصريحات بنكيران وانبروا إلى الرد عليها؛ فقد وصف وزير العدل الأسبق، في كلمة ألقاها في منتدى المنتخبين الأحرار في جهة الرباط سلا القنيطرة، هذه التصريحات بـ”الاستفزازية”.
وقال أوجار، الذي بدا غاضبا من تصريحات بنكيران المسيئة إلى حزب “الحمامة”: “استفزني كلام أمين عام لحزب نحترمه في مجموعة نيابية حول أننا حزب إداري”.
وأضاف عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار في هجوم حاد على بنكيران: “من باب التعفف لن أقول من كان يتواصل مع الإدارة في لحظة ما”، في إشارة إلى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية.
ولم يقف وزير العدل الأسبق في انتقاداته لبنكيران عند هذا الحد؛ بل ذهب إلى القول إن السياسة تمارس بـ”أخلاق، واليوم وصل الوقت لتقال الحقائق؛ لأن هناك من يوزع صكوك الغفران”.
وتابع أوجار مدافعا عن حزبه: “يكفي الثمن السياسي الذي دفعناه، فنحن ضحية تضليل إعلامي ولا نتحدث؛ لكننا في الطريق الصحيح رغم أننا نواجه ظرفية وإكراهات صعبة، مناخية ودولية وغيرها”، في محاولة للدفاع عن الحكومة وحصيلتها.
لكن انتقادات الأحرار لبنكيران في لقائهم الحزبي لم تقتصر على أوجار فقط؛ بل دخل راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، بدوره على الخط، ملوحا بتهمة الولاء إلى الخارج التي سبق أن وجهها إلى حزب بنكيران في السابق وأحدثت أزمة كبرى بين الحزبين.
وقال الطالبي العلمي، في رسالة واضحة منه إلى بنكيران وحزبه، “نحن حزب سياسي تاريخي. لا مشكلة لنا مع أي هيئة سياسية؛ بل لدينا مشكلة مع الولاءات لخارج الوطن”، في إشارة إلى التهمة التي ظلت تلاحق حزب العدالة والتنمية بكونه فرعا لتنظيم الإخوان المسلمين، وهو الأمر الذي ظل ينفيه بشدة.
وأضاف إن المشكلة مع الولاءات لخارج الوطن، مشددا خلال الجولة الخامسة من المنتديات الجهوية للمنتخبين بجهة الرباط سلا القنيطرة، التي احتضنتها مدينة سلا السبت، على أن المغرب دولة برصيدِ 12 قرنا من التعايش، والتجمع الوطني للأحرار ناجح لأنه نابع من القاعدة الشعبية للمغاربة ومن تربتهم، ولا يتبجح بإنجازاته الكبرى كما يفعل البعض، ورئيس الحكومة يضرب المثل بالإنجازات ومواجهة الأزمة دون نسيان التزامات الحزب.
وقال الطالبي العلمي، إن هذه المحطة رئيسية، لأنها تجمع المنتخبين التجمعيين الذين وصفهما بركائز الحزب الذين يحملون مشعله. وذكر بأن عدد الرؤساء المنتمين للحزب هو 52 رئيسا، لكنه تأسف أن ليس من بينهم سوى خمس نساء، معربا عن أن الأمل كان هو أن تكون النسبة على الأقل هي ربع العدد الإجمالي لرؤساء الجماعات، وهو ما سيشكل هدفا للحزب في المرحلة المقبلة.
وشدد رئيس مجلس النواب، على أن حزبه يشتغل ويستهدف الانتخابات المقبلة، وسيستمر في هذا النهج ليكون الحزب من الأوائل في انتخابات سنة 2026 وكذا في سنة 2032. وسجل المتحدث كيف أن الحزب حصد أربع رئاسات للجماعات خلال الشهرين الأخيرين فقط، وكذا الانتخابات الجزئية التي اكتسح غالبها، ومثل لها بالانتخابات التي شهدتها مدينة بني ملال وحصل فيها الحزب على 15 ألف صوت في ظرف خاص.
ونسب المتحدث، لرئيس الحزب عزيز أخنوش، الفضل في التنسيق بين أعضاء المكتب السياسي للحزب، وخلق انسجام وانضباط بينهم يخضعهم جميعا للخط السياسي خدمة للحزب والوطن.
وفي تعليق أولي على الموضوع، قال إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن الحزب “لم ولن يسكت، ولسنا حائطا قصيرا كما يتوهم البعض، وأمينه العام لا يجيب بالوكالة ويرسل الصف الثاني أو الثالث”.
وأضاف الأزمي الإدريسي، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية: “بنكيران يجيب وسنجيب ولن نسكت عما يجري”، معتبرا أن حزب التجمع الوطني للأحرار يعيش في “ورطة حقيقية ولم يستطع أن يبين بأنه حزب الكفاءات، والتنمية التي تحدث عنها ما زال المواطنون ينتظرونها”.
وتابع رئيس برلمان حزب “المصباح” موضحا: “يقولون إن الحزب انتهى وله 13 برلمانيا فقط، لماذا يقلقكم ويزعجكم وتذكرونه في لقاء حزبي داخلي؟”، مشددا على أن حزب العدالة والتنمية “دوره أن ينبه إلى ما يجري، وعمرو ما كان حائط قصير، ومن يؤمن بهذا ينبغي أن يراجع دفاتره؛ لأن الحزب سيدافع عن نفسه، ولن يسكت أمام الاختلالات الحقيقية في السياسات العمومية”، وفق تعبيره.
ويرى البعض الهجوم الواضح لقادة “الأحرار” على أمين عام حزب العدالة والتنمية، خطوة ستفتح الباب على مصراعيه أمام الحزبين للدخول في لعبة الردود والردود المضادة، إذ يتوقع أن يحشد لها كل طرف أسلحته ويوظف ما بجعبته من معطيات وأوراق رابحة.