الوقت - كتب مراسل موقع "والا" الإخباري أمير بوخبوط بهذا الشأن قبل بضع دقائق: هناك تساؤلات بهذا الشأن من قائد فرقة الضفة الغربية:
1. كيف فوجئت القوة المهاجمة بهذه القنبلة القوية؟ هل نحن أمام دردشة استخباراتية؟ أم إن هناك مشكلةً في تحليلنا الميداني؟
2. هل ستؤثر قوة القنبلة التي انفجرت في مخيم جنين، على حرية عمل الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية؟
3. ماذا نقول لسائق هذه السيارة المصفحة وللجنود الذين سيستقلون هذه المدرعة في العملية القادمة للقيام بعملية في جنين؟
وتعليقاً على استشهاد 5 فلسطينيين في جنين، قال يوآف زيتون، المحلل في القناة 12 التابعة للکيان الصهيوني: "في هذا النزاع، أصيبت طائرة أباتشي بعدة رصاصات، وبينما كان الجيش في حالة تأهب قصوى خوفاً من عملية انتقامية، تم الكشف عن أن القنبلة كانت مصنوعةً يدويًا بالكامل ومصنعةً محليًا في نفس المنطقة. ومن أجل حل هذا الصراع والكمين، كان علينا استدعاء المئات من العسكريين، بما في ذلك قوات النخبة من ماجلان وغولاني، إلى المنطقة، واستدعاء جميع القوات الموجودة قرب جنين لإنقاذ الوحدات والجنود المحاصرين في جنين".
كان هذا مجرد جزء من تحليلات الخبراء الصهاينة لهذه الهزيمة المشينة، فيما وصفت بقية وسائل الإعلام الكمين الذي نصبه المقاتلون الفلسطينيون في جنين، بأنه هزيمة مؤکدة للجيش الإسرائيلي، وعلى وجه الخصوص وصفت عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على إخلاء جنوده وآلياته العسكرية المحاصرة في هذا الصراع، بأنه رمز لهذا الفشل.
کما كتب روعي شارون، المحلل العسكري في الشبكة الوطنية التابعة للکيان الصهيوني (كان)، في هذا الصدد وقت العملية: "لقد وقعنا في مأزق كبير، فبعد 7 ساعات من انفجار القنبلة وبعد 13 ساعة من دخول الجيش الإسرائيلي إلى جنين، لا تزال مركباتنا العسكرية عالقةً في ساحة الصراع".
وحسب هذا المحلل: "المشكلة مرتبطة بعملية معقدة خلف خطوط العدو، لكن ظهور هذه المشكلة يشير إلى حدوث اضطراب وازدياد حدة الصراع على الجانب الآخر، وهذا يوضح أننا بحاجة إلى إجراء تغييرات هيكلية في مفهومنا التشغيلي بأكمله".
ويعترف بأن الجيش الإسرائيلي عالق وسط إطلاق نار ورصاص لمدة 8 ساعات مع ناقلات الأفراد التابعة له، والتي، وفقًا للخبراء، "هي أسهل جبهة للهيكل العسكري والأمني لإسرائيل. نحن نتحدث عن شمال الضفة وليس عن لبنان أو سوريا أو إيران، فنحن في ورطة خطيرة".
کذلك، أشار كرميل دنقور، مراسل آخر لـ "كان"، إلى استدعاء مروحية لمساعدة الجيش الصهيوني في مخيم جنين، وقال: لأول مرة منذ عام 2002، كان على الجيش الإسرائيلي طلب دعم جوي لإخلاء جرحاه ومركباته المدمرة.
في غضون ذلك، قال المحلل العسكري في القناة 12 التابعة للکيان الصهيوني نير دفوري لجمهور هذه القناة العبرية: "ما نشهده اليوم هو تغيير الواقع الذي يحدث أمام أعيننا، وقد حدث هذا بطريقة عملية خلال الأشهر القليلة الماضية، ويمكننا أن نرى بوضوح ونشعر بتدهور الوضع في الميدان".
وحسب دفوري، فإن القنابل الفلسطينية محلية الصنع تطورت من إلقاء قنابل على المركبات العسكرية، إلى تفجيرات على جانب الطريق، وهي قنابل تزن عشرات الكيلوجرامات وتستهدف عربات مصفحة.
وأضاف: "من الآن فصاعدًا، علينا التفكير أکثر من مرة قبل دخول جنين، لأنهم سيجهزون جميع الطرق التي من المحتمل أن يمر بها الجنود بهذه الأفخاخ المتفجرة، لتفجيرها في الوقت المناسب، وعلينا أن ننتظر هذه القنابل في كل مكان وكل شارع".
كما كتب المحلل العسكري في يديعوت أحرنوت يوسي يهوشوع في هذا الصدد: إن كمين اليوم في جنين يذكرنا بأعمال حزب الله في لبنان.
من جهته وصف أفير هيلر، المراسل العسكري للقناة 13 التلفزيونية الصهيونية، عملية الأمس التي قام بها المقاتلون الفلسطينيون في جنين، بأنها عمل غير عادي ومؤلم ومعقد للغاية، وقال لجمهور هذه الشبكة: "إن القنبلة انفجرت بجوار سيارة جيب عسكرية مصفحة، لكن على ما يبدو تمكنت هذه القنبلة من المرور عبر الهيكل المدرع للمركبة وإصابة ركابها".
وفي هذا الصدد، أفاد المحلل العسكري في صحيفة معاريف، طال ليو رام، أنه على الرغم من شدة الانفجار الذي أحدثته قنبلة جنين، إلا أنه لا يمكن وضعها على مستوى تطوير القنابل التي يستخدمها حزب الله في جنوب لبنان.
وفي الوقت نفسه، اعترف أنه مع ذلك لا يمكن تجاهل تقدم المقاومة في الأشهر الأخيرة، ولا سيما في جنين، بحيث يمكن القول إن جنين تتحول تدريجياً إلى لبنان آخر.
وحسب هذا المحلل الصهيوني، فقد رصدت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس مؤخرًا بدقة نقاط ضعف القوات الإسرائيلية، وحاولتا ضرب هذه القوات من خلالها أثناء الهجوم على المدن الفلسطينية.
وأضاف: "لقد أدركت الفصائل الفلسطينية المسلحة أن الجيش الإسرائيلي يسلك طريقاً معيناً في تقدم آلياته العسكرية، وأنهم يستغلون ذلك كفرصة جيدة لإلحاق أكبر عدد من الضحايا به".
وحسب ليو رام، فإن فصائل المقاومة الفلسطينية ما زالت في بداية صنع القنابل، لكن يمكن القول إن المقاتلين الفلسطينيين قرروا إلحاق أكبر عدد من الضحايا بالجيش الإسرائيلي.
