الوقت - قال السيد صباح زنكنه في إشارة إلى زيارة وزير الخارجية السعودي لإيران: زيارة السيد فيصل بن فرحان لطهران حدث مهم يستحق الترحيب، ومن الواضح أن زيارة وزير الخارجية السعودي لإيران تعني اجتياز العديد من القضايا والاعتبارات التي كانت لدى الرياض تجاه طهران. والآن علينا أن ننتظر الافتتاح الرسمي للسفارة السعودية في إيران، حتى تتولى هذه السفارة مسؤولية متابعة العلاقات.
وعن تأثير هذه الزيارة على التطورات في غرب آسيا، أضاف السيد صباح زنكنه: أولاً، يجب بذل الجهود لتنظيم العلاقات بين إيران والسعودية، وبعد تعديل العلاقات واستكمال كل الاستعدادات، يتعين على البلدين أن يجلسا ويتناقشا ويتعاونا في القضايا الإقليمية.
وتابع قائلاً: عندما تتوصل الدولتان الكبيرتان في المنطقة، مثل جمهورية إيران الإسلامية والسعودية، إلى اتفاق وتنحيان الماضي جانبًا، سيكون لهذه القضية بالتأكيد تأثير إيجابي على بقية دول المنطقة، وإذا كان لدولة ما تحفظات على تطوير علاقاتها مع إيران، فسيتم رفع هذا التحفظ. وبطبيعة الحال، فإن قضايا مثل أزمة اليمن والأزمة في لبنان وأمن الخليج الفارسي وقضايا من هذا القبيل، ستتأثر بإعادة بناء العلاقات الإيرانية السعودية.
وفيما يتعلق بالتعاون بين طهران والرياض في مكافحة الإرهاب، قال الخبير في الشأن السعودي: بالنظر إلى أن الإرهاب يهدد جميع دول المنطقة، فمن مصلحة جميع الدول أن تتعاون مع بعضها البعض في مكافحة الإرهاب، وبالطبع يتطلب هذا التعاون من الدول استخدام كل قدراتها وإمکاناتها في مكافحة الإرهاب. في الوقت نفسه، فإن إيران والسعودية والعراق وسوريا وغيرها من الدول مهددة بالإرهاب. لذلك، يجب أن يتعاونوا مع بعضهم البعض ويحاربوا الإرهاب والتطرف، ويمنعوا نمو ونشاط الجماعات الإرهابية.
وفي إشارة إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات الإيرانية السعودية وانعكاساتها الإيجابية على التطورات في غرب آسيا، قال السيد زنکنه: ستكون زيارة وزير الخارجية السعودي إلى طهران، إشارةً إيجابيةً لجميع الدول التي تؤخر تطوير علاقاتها مع إيران. الآن، أعادت السعودية، كدولة كبيرة في المنطقة، علاقاتها مع إيران وهذه العلاقات تتطور، وستؤثر هذه القضية على الدول الأخرى.
کما أكد هذا الخبير في شؤون غرب آسيا أن العلاقات بين إيران والسعودية حساسة، وقال: يجب الاهتمام بهذه العلاقات. هناك من يعارض العلاقات الإيرانية السعودية. الکيان الصهيوني بالتأكيد غير سعيد بهذه العلاقات، والمعارضون يستخدمون جهودهم لمنع العلاقات الإيرانية السعودية من التكون. ولذلك، يجب الحرص على أن القوى الداخلية والخارجية لا تضر بهذه العلاقات.
وفي إشارة إلى كلام وزير الخارجية السعودي، بأن التعاون بين طهران والرياض يمكن أن يضمن أمن المنطقة بشكل لا يمكن لأي دولة التدخل فيه، قال السيد صباح زنكنه: يجب على جميع الدول أن تأخذ الدروس والعبر من اللجوء إلى القوات الأجنبية وتهتم بتعاون المنطقة وقوتها، وبهذه الطريقة يمكنها الحفاظ على الأمن. بالطبع، يجب أن يضعوا في اعتبارهم أن الأمن ليس فقط عسكريًا وسياسيًا، فالأمن مفهوم شامل يشمل الأمن الاقتصادي والسياسي والعسكري والثقافي والاجتماعي والبيئي.
وأضاف: كل هذه العناصر تشكل عناصر الأمن. فلا يمكن العبث ببيئة الخليج الفارسي. لا يمكن صب مواد سامة في تلك البيئة وتدمير الكائنات الحية في الخليج الفارسي، ومن ثم نتوقع أن يكون لدينا الأمن في مناطق أخرى. أيضًا، لا يمکن أن تقوم بعض الدول بتصدير النفط ولا تتمكن دولة معينة من تصدير النفط أو شرائه وبيعه، فالأمن بين هذه الدول أمر مترابط.
وفي الختام، قال السيد زنکنة عن التنافس الطويل الأمد بين إيران والسعودية: المنافسة والتعاون جانبان من مفهوم واحد. يمكن للدول التنافس مع بعضها البعض، لكن يمكنها التعاون في العديد من المجالات. إذا كانت المنافسة بناءةً فلا بأس بها، وستؤدي إلى نمو وازدهار القضايا الاقتصادية والاجتماعية، لكن التعاون دون تعريف واضح لن يكون له معنى كبير.