الوقت - وافق البرلمان المصري نهائيًا على مشروع القانون المقدم من الحكومة بتعديل مسمى أكاديمية ناصر العسكرية إلى الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، حسب صحيفة الأهرام المصرية.
وأقر مجلس النواب مشروع القانون المقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام قانون نظام أكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا الصادر بالقانون رقم 128 لسنة 1981.
ورفض النائب عاطف مغاوري ممثل الهيئة البرلمانية لحزب التجمع اليساري تغيير مسمى أكاديمية ناصر العسكرية مطالبا الحفاظ على كلمة ناصر ، مشيرا إلى أن حذفها يعكس دلالات سياسية سلبية قائلا: وهذا له دلالة غير مقبولة .
فيما عقب اللواء أحمد العوضي، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، مؤكدا أن الغرض ليس تغيير الاسم فقط، وإنما أيضا تغيير الأهداف بأن تكون ليس للدراسات العليا فقط، إنما الأهداف الاستراتيجية أيضا. وقال النائب: إن هذا التعديل يأتي في إطار تحديث القوات المسلحة، وأن يكون العمل على المستوى الاستراتيجي.
من جهته أكد المهندس أشرف رشاد الشريف، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، أنه يجب أن يتذكر الشعب المصري للدور الذي تقوم به القوات المسلحة، ولا سيما نحن نقترب من الاحتفال بذكرى 30 يونيه. وقال رشاد، إن كل زعماء مصر السابقين تحفظهم القلوب ولا تحفظهم الأوراق والمسميات.
وكشف اللواء يحيى الكدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، تفاصيل تغيير مسمى أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إلى الأكاديمية العسكري للدراسات العليا والاستراتيجية، قائلًا إنه تعديل لبعض أحكام القانون 128 لسنة 1981 الخاص بالأكاديمية.
وأضاف «الكدواني»، الثلاثاء، إن فلسفة التعديل تهدف لتطوير منظومة الدراسة بالأكاديمية وإعطاء إمكانيات وصلاحيات في أداء هذا الصرح.
وأشار «الكدواني»، إلى أنه تم الاعتماد على الأكاديمية في تطوير القوات المسلحة حتى أصبحت في الوقت الحالي في مقدمة جيوش العالم، لافتًا إلى أن المعاهد العلمية ترفع الكفاءة القتالية للقادة العسكريين، وأيضًا من القادة المدنيين في قطاعات مختلفة لدراسة المجالات المدنية التي تخدم الأمن القومي.
وأوضح عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن هذه الأكاديمية لديها العديد من العلوم والفنون القتالية والعسكرية تم جذبها من الشرق والغرب، منوهًا بأن لها علاقاتها مع نظرائها في الشرق والغرب.
من جانبه أكد اللواء إبراهيم المصري، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن القوات المسلحة تستهدف تغيير القوانين واللوائح التي تعوق المسار الرامي إلى استخدام أسلحة حديثة وكليات حديثة. لافتا إلى أن القوات المسلحة بدأت في إنشاء معاهد ووضع استراتيجيات شاملة للعلوم لمواكبة العصر.
كما أكد النائب محمد أبو هميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، أن الأكاديمية تستهدف دعم وتطوير الخطوات الاستراتيجية لمصر، مشيرا إلى أن أكاديمية ناصر العسكرية تقوم بدور كبير في توثيق الثقافات مع الأكاديميات المناظرة. وأشار إلى، أن تعديل مسمى أكاديمية ناصر، إلى مسـمى “الأكاديمية العسـكرية للدراسـات العليا والاسـتراتيجية”، يتماشى مع الأهداف والدور الذي تقوم به في تطوير العمل ورفع كفاءة القوات المسلحة.
في المقابل، أبدى النائب عاطف المغاوري، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، رفضه مشروع القانون، بسبب تغيير الاسم ورفع اسم “ناصر”، قائلا: وهذا له دلالة غير مقبولة. نحن نقدر الدور الذي تقوم به الأكاديمية، إلا أن إزالة اسم ناصر ما علاقته بأهداف الاستراتيجية؟
وأضاف: قبل ذلك تم تغيير اسم “بحيرة ناصر” إلى “بحيرة السد”.
وكان قد صدر القانون رقم ۱۲۸ لسنة ۱۹۸۱ لتنظيم أحكام إنشاء أكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا بهدف تأهيل وتنمية قدرات ومهارات كبار ضباط القوات المسلحة لشغل المناصب العليا بعقد دورات استراتيجية تعبوية بكلية الحرب العليا.
وكذلك تأهيل وتنمية قدرات ومهارات من ترشحهم جهات عملهم من عسكريين ومن كبار العاملين المدنيين بالدولة بعقد دورات دراسية في كلية الدفاع الوطني، للمساهمة في كل ما يتعلق بالدراسات العسكرية العليا والبحث العلمي في المجال العسكري، والمجالات الأخرى التي ترتبط بتدعيم المتطلبات الاستراتيجية لمصر.
وتعد أكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا أكبر معهد عسكري علمي في الشرق الأوسط وقبلة الباحثين عن العلم العسكري والبحث العلمي، وكان التطوير في مقدمة اهتماماتها وتوجهاتها، لاستمرار تصدرها قمة المعاهد العسكرية في الشرق الأوسط.
وأثارت موافقة البرلمان المصري على تغيير اسم “أكاديمية ناصر” إلى “الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا” عاصفة هائلة من الجدل المصحوب بغضب الناصريين الذين وصفوا القرار بأنه تنكّر لإرث الزعيم الوطني.
السياسي المصري سيد مشرف وصف عبد الناصر بأنه الغائب الحاضر، مؤكدا أن قرار البرلمان المصري مسخرة. وصب مشرف جام غضبه على متخذي القرار.
وتابع متسائلا: هل يقض مضاجعكم اسمه ويُرعب من أصدر لكم الأوامر لهذه الدرجة؟ هل عرضوا عليكم مشاريعهم التي تسببت في تراكم الديون وفوائدها وانهيار سعر الجنيه؟
من جهته قال جمال طه الكاتب السياسي والباحث في شؤون الأمن القومي إن “ناصر” لم يكن مجرد اسم على بحيرة أو استاد أو اكاديمية أو بنك، لكنه تعبير عن وفاء شعب لمن حرر وشيّد وحلق بالوطن عاليا على المستوى الدولي.
وفاء القناوي قالت إنه بتغيير اسم “أكاديمية ناصر” بعد تغير اسم استاد ناصر وبحيرة ناصر، يمسح أي أثر لجمال عبد الناصر من التاريخ، مشيرة إلى أن اسمه لن يمسح حبه من القلوب، بل سيبقى في شغاف القلوب
أحد محبي عبد الناصر وصفه بأنه زعيم ابن بلد حبيب الفقراء ناصر العمال والفلاحين، عدو مصاصي دماء الشعب من الإقطاع والرأسمالية.
وأضاف: “لن أنساك يا من تعلمت وعولجت وتعينت في وظيفة من اختياري مجانا وبعد ذلك بقيت عضو مجلس إدارة عن العمال وعضو اتحاد عمال مصر الله يرحمك يا ناصر” .
وقال آخر إن الهدف إزالة عصر ناصر ورجاله من العقيدة العسكرية المصرية لمواكبة عصر العمالة والتطبيع.