الوقت- تقارب واضح يجمع حركة الجهاد الإسلامي و حماس في الأونة الأخيرة، اذا قالت حركة الجهاد الإسلامي إن تعزيز العلاقات مع حماس على رأس أولوياتنا، وبالفعل تم اجتماع الطرفين قبل أيام في مصر لبحث ملفات عدة من بينها التهدئة في قطاع غزة حول أبعاد هذا اللقاء ومضامينه.
أجرت مراسلة موقع الوقت الإخباري التحليلي مقابلة مع ممثل حركة الجهاد الاسلامي في سورية السيد إسماعيل السنداوي ابو مجاهد ودارت المقابلة حول التالي:
الوقت- لماذا تمت دعوة قادة الحركتين إلى مصر تحديدا؟
أبو مجاهد: وجهت مصر دعوة للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الأخ زياد النخالة أبو طارق لزيارة القاهرة وجاءت الدعوة بعد معركة ثأر الأحرار وبعد خمس أيام من القتال مع العدو الصهيوني، وكانت اللقاءات إيجابية من الجانب المصرى و اتفق الطرفان بأن العدو الصهيوني هو الذي خرق الهدنة، ومن حق سرايا القدس أن ترد على هذا العدوان والذي أدى الى اغتيال ثلاثة من قادة المجلس العسكري .
واكدت الحركة الالتزام بالتهدئة مادام العدو ملتزم بها ومتمسكون بوحدة الساحات والرد على جرائم الإحتلال على الأرض الفلسطينية المحتلة ودعوة حركة حماس كطرف مهم في المعادلة والذي يدير الشأن المدني في قطاع غزة . ودعوت الحركتين لما لهما من دور مهم في الملف الفلسطيني وخاصة العمليات في الضفة الغربية والمواجهة من غزة ودورهما وشعبيتهما المتزايدة والمتصاعدة بين الشعب الفلسطيني .
الوقت: ما كانت ضرورة هذا الاجتماع بعد الاجتماع في الجزائر؟
أبو مجاهد: الاجتماع في القاهرة ليس له علاقة بملف المصالحة الفلسطينية كما روج اعلام السلطة في رام الله، وموضوع غياب السلطة الفلسطينية لأنها هي غائبة عن الفعل المقاوم، وتقوم باستجداء الاحتلال من خلال المنابر الدولية، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ويجب الحذر من الصفحات الصفراء وما تقوم بالترويج له من حق أي فصيل أن يلتقى ويجتمع مع الشعوب العربية والدول العربية مادام السلطة ومنظمة التحرير مفتاحها في يد فصيل يفرض سياسته بقوة المال والإبتزاز . فالاجتماع هو لبحث العلاقات البينية بين فصائل المقاومة الفلسطينية والقاهرة .
اجتماع الجزائر له علاقة بالمصالحة التي تخص المشاركين بالسلطة والذين يقومون بإدارة غزة وإدارة الضفة الغربية وهذا الموضوع لا علاقة لحركة الجهاد الاسلامي به، لأنها ليس طرفاً في إدارة السكان، ونحن كحركة مقاومة موقفنا واضح بضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية لمواجهة الحكومة الصهيونية وسياساتها العدوانية على شعبنا في القدس والضفة الغربية .
الوقت: هل أثمر اللقاء عن تصالح تم أم مازال الحديث عن المصالحة بعيدة المدى وما السبب؟
أبو مجاهد: لقد أوضحت اللقاءات في القاهرة أن لا علاقة لها بملف المصالحة الفلسطينية، وخاصة غياب حركة فتح التي تدير السلطة والمهيمنة على منظمة التحرير الفلسطينية، ففي الأفق القريب لا يوجد مصالحة بسبب إصرار أبو مازن على الاعتراف والقبول بالشرعية الدولية، والتي تطالب بالاعتراف بالاحتلال والتنازل عن أرض فلسطين التاريخية وسقف الشرعية الدولية دويلة فلسطينية في ما تبقى من الضفة الغربية وقطاع غزة. حيث يريد العدو الإسرائيلي الفصل بين غزة والضفة الغربية ليسهل له السيطرة على الوضع الفلسطيني .
الوقت: ما هو الهدف الاساسي من تعزيز العلاقات في المجال السياسي بما يخص الساحة العسكرية لحركة المقاومة برمتها والأمة الفلسطينية على وجه الخصوص؟
أبو مجاهد: تعزيز العلاقات السياسية والعسكرية من أهم أسباب الانتصار والمواجهة مع العدو الصهيوني وهي دعوة من الله بالوحدة والاعتصام بحبل الله .
ولقد حاول العدو في معركة ثأر الأحرار زرع الانقسام بين حركة الجهاد الاسلامي وحماس وكتائب القسام و سرايا القدس ،واجتماع القاهرة أكد على العلاقات القوية بين حماس والجهاد الاسلامي، واللقاء هو رسالة للعدو بأن فصائل المقاومة الفلسطينية موحدة في مواجهة العدوان ونحن نتقاسم الأدوار ونحن شركاء في إدارة المعركة مع العدو، وهذا الملف الأهم في اجتماع القاهرة .