الوقت - ماذا يحدث في دماغك يا ترى عندما تقرأ هذه السطور الآن؟ إجابة هذا السؤال تنطوي على فوائد مهمة للغاية؛ فعندما يقرأ الشخص جملة ما، يتم تنشيط شبكتين متميزتين في الدماغ، تعملان معاً لدمج معاني الكلمات الفردية؛ للحصول على معنى أكثر تعقيداً وأعلى ترتيباً.
هذا الاكتشاف المهم نُشر مؤخراً في دراسة جديدة بدورية “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم”، أجرّاها باحثون من كلية ماكغفرن الطبية بجامعة تكساس في هيوستن.
ما الذي يحدث في الدماغ؟
الدكتور أوسكار وولنو، قائد الدراسة، أوضح أهمية الدراسة، والفوائد التي تعود من وراء نتائجها، إذ يقول: في معظم الأوقات عندما يدرس الباحثون مراكز اللغة في الدماغ، فإنهم يستخدمون إجراءات غير جراحية، مثل قياس نشاط الدماغ باستخدام فحص التصوير بالرنين المغناطيسي. تخبرنا هذه الطريقة بمكان حدوث النشاط، ولكننا نحصل فقط على صورة محدودة جداً لما يحدث في بضع ثواني.
وأضاف، في الدراسة الجديدة، جمعنا البيانات من خلال العمل مع الأشخاص الذين لديهم أقطاب كهربائية مزروعة في أدمغتهم كجزء من علاج الصرع، واستطعنا من خلالها تحديد مكان النشط والأهم، التوقيت، بدقة نصف ميلي ثانية، مما يسمح لنا بدراسة كيف تتواصل مناطق الدماغ هذه مع بعضها البعض، ويعطينا صورة أكثر ديناميكية لتدفق المعلومات عبر الدماغ أثناء القراءة.
وتابع، وجدنا شبكتين متميزتين للدماغ، موزعتان عبر الفصوص الأمامية والصدغية، لكل منها دور منفصل في معالجة اللغة.
وبين أن الشبكة الأولى أظهرت التنشيط التدريجي عندما يقوم الشخص ببناء معنى معقد عند قراءة الجملة. تستخدم الشبكة الثانية سياق الجملة لتسهيل فهم ومعالجة كل كلمة جديدة تتم قراءتها.
ما أهمية الاكتشاف؟
يقول قائد الدراسة إنّ جهدهم البحثي وثيق الصلة بالأشخاص المصابين بالحبسة الكلامية، وهو اضطراب في القدرة على فهم اللغة بدقة أو إنتاجها بطلاقة.
ولفت إلى أن الحبسة الكلامية على واحد من كل ثلاثة على الأقل من بين أكثر من 10 ملايين حالة سكتة جديدة في جميع أنحاء العالم كل عام.
وأضاف، يمكن أن تحدث الحبسة الكلامية أيضاً نتيجة لأورام الدماغ أو إصابات الرأس، وهي ذات الحالة المرضية التي أصابت الممثل الأميركي بروس ويليس مؤخرًا عن إصابته بها، كما أن الممثلة الإنجليزية إميليا كلارك إحدى بطلات العمل الدرامي الشهير لعبة العروش، كانت لديها مشاكل مع فقدان القدرة على الكلام في الماضي.
وتابع، من خلال فهم أفضل لكيفية عمل مراكز اللغة في الدماغ، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل العمليات التي يتم تعطيلها في أنواع مختلفة من فقدان القدرة على الكلام، ونأمل في تطوير علاجات أكثر فعالية لمساعدة الأشخاص على استعادة قدرتهم على استخدام اللغة.