الوقت- أعلن مقتدى الصدر في رسالة فجر الجمعة، أنه باستثناء "صلاة الجمعة وتنظيم التراث وديوان الشهيد الصدر"، سيوقف جميع أنشطة تياره للعام المقبل، وسيغلق أبواب قبر والده حتى عيد الفطر. كما أعلن حساب المستخدم الشهير "صالح العراقي" إلغاء برنامج اعتكاف مقتدى الصدر في مسجد الكوفة. وقد أعلن أن ذلك جاء بسبب فتنة جماعة تسمى "أهل القضية".
من هم "أهل القضية"؟
عموماً لهذه الحركة عدة أفرع يعرف أحدها بـ "حركة النبأ العظيم" التي تؤمن بإمامة مقتدى الصدر. طبعا نوع الاعتقاد المنحرف لهؤلاء الناس لا ينتهي هنا، لكن برأيهم أن مقتدى الصدر قُتل على يد الأمريكيين خلال الاشتباكات بين قوات "جيش المهدي" والغزاة الأمريكيين، وفي ذلك الوقت، كان الإمام المهدي (ع) في منزل آية الله الشهيد السيد، وكان محمد صادق الصدر (قدس سره) مختبئاً، وبعد وفاة مقتدى الصدر تجسد الإمام المهدي (ع) في شخص مقتدي الصدر الحالي!
والظاهر أن هذه الطائفة الضالة انتشرت بشكل أكبر في جنوب العراق وخاصة في محافظة ميسان. وحسب هذه الطائفة، فإن من العلامات الأخرى على أن مقتدى الصدر هو المهدي الموعود أن والده خاطبه بـ "ابن الزهراء"! كما يقال إن معاملة مقتدى الصدر الشديدة مع هذه الطائفة المنحرفة كانت بسبب الخلافات بين بعض الشخصيات السياسية لهذه الحركة بسبب انسحاب مقتدى الصدر من المشهد السياسي واستخدام هذه الطائفة لإعادته إلى السياسة.
رأي الصدر في هذه القصة
ووفقًا للصدر، فإن هذه الطائفة المنحرفة ليس لها نفوذ في العراق فقط، بل يشمل نفوذها أيضًا لبنان وإيران. في العراق أيضًا - وفقًا لروايات شخصيات ومحبي هذا التيار، فإن هذه الطائفة موجودة منذ عهد والد مقتدى الصدر، أي الشهيد الصدر، ولكن منذ عام 2003 توسعت أنشطتها وأنصارها.
وفقًا لمؤيدي هذه الحركة، فإن أفراد هذه الطائفة المنحرفة ليسوا مجرد مواطنين عاديين أو غير متعلمين أو عمومًا من الطبقات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا، بل يشملون أيضًا طبقات اجتماعية واقتصادية مختلفة - حتى شخصيات سياسية رفيعة المستوى من حركة الصدر.
كما أن سبب سد أبواب قبر محمد صادق الصدر من وجهة نظرهم هو أن أتباع هذه الطائفة الزائفة سيلجؤون إلى ضريح الشهيد الصدر إذا تعاملت معهم الحكومة وحدثت موجة اعتقالات. وفي هذا السياق، كتب "حيدر الجابري"، رئيس الدائرة الإعلامية للتيار الصدري، في ملاحظة: "هذه الأقلية بدأت عملها من الحوزة وبعض طلاب الدين كانوا ضالين وغير منضبطين، ثم نشروا فكرهم المنحرف لباقي الشيعة من ابناء التيار الصدري". وحسب حيدر الجابري فإن هذه الطائفة المنحرفة تحاول تحقيق الأهداف التالية:
1- تدمير التيار الصدري واظهاره كحركة أيديولوجية فاسدة
2- استقطاب الناس من حولهم لكسب الشهرة والشؤون الدنيوية
3- إثارة نار الفتنة والخلافات الداخلية بين أبناء التيار الصدري وإشغالهم بالأمور الجانبية.
4- إضعاف مقتدى الصدر زعيم هذه الحركة وتشويه سمعته
رد فعل مجلس القضاء الاعلى
وفي هذا الصدد، وبعد إعلان مقتدى الصدر، أعلن مجلس القضاء الأعلى العراقي أنه سيتخذ إجراءات لاعتقال أعضاء هذه الطائفة الضالة تحت مسمى جنائي "الإخلال بالأمن الاجتماعي". بالنظر إلى أن أبناء هذه الطائفة حسب زعماء هذه الطائفة ينتمون إلى طبقات مختلفة من المجتمع، يجب أن نرى ما إذا كان من الممكن إلقاء القبض على الشخصيات المهمة في هذه الطائفة، وماذا سيكون موقف قادة هذه الطائفة؟.
بشكل عام لا ينبغي أن ننسى أن ظهور مثل هذه الطوائف في التيار الصدري ليس بجديد، وقبل ذلك خرجت طوائف منحرفة تتمحور حول "مهدوية" من هذه الحركة، على سبيل المثال "تيار الصرخي" وتيار "جند السماء" و " تيار الممهدون". ولعل من أسباب ظهور هذه الظواهر بين التيار الصدري مسألة التقديس والطاعة المطلقة لأنصار هذه الحركة لقادتهم.