الوقت- منذ ما يقارب الشهرين بدأت عملية الرمادي، و لكنّها لم تستمر، فقد عطلت و أوقفت بأوامر أمريكية التي أخرت الهجوم على داعش و منعت الاستفادة من الزخم الشعبي بعد تحرير صلاح الدين و بيجي، اعتقاداً منها أن مشاركة الحشد الشعبي العراقي سیؤدي الى فتنة سنية شيعية. ها هي اليوم تتكاتف جميع القوى العراقية من الجيش و الشعب و المقاومة، "المعادلة الذهبية" من أجل تحرير الرمادي.
تحرير الرمادي
في یوم الاثنين أعلن التلفزيون العراقي الرسمي أن الجيش العراقي مسنداً بعشائر الأنبار و قوات الحشد الشعبي، سيبدأ هجوماً على الرمادي في الساعات المقبلة. ويأتي ذلك، بعدما ألقت طائرات الجيش العراقي منشورات على مدينة الرمادي غربَ البلاد تطلب فيها منَ السكان مغادرتها خلال اثنتين وسبعين ساعة.
وقد كشف "عثمان الغانمي" رئيس اركان الجيش الاثنين، أن عملية اقتحام مدينة الرمادي التي تقع على بعد 110 كم غرب بغداد ستنطلق خلال الساعات المقبلة.
و أكد وزير الدفاع "خالد العبيدي" لرئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية "حاكم الزاملي" أن وزارة الدفاع على أعتاب إعلان تحرير مدينة الرمادي، مُثمناً دور الحشد الشعبي وأبناء العشائر في تحرير المدينة والتقليل من معاناة النازحين.
أما في الأنبار فقد أعلنت قيادة الحشد الشعبي عن صد هجوم كبير
لتنظيم داعش، و قد احبطت محاولة من قبل التنظيم الارهابي من جهة البودعيج و البومناحي
و مقبرة البودعيج حيث تم قتل احد عشر إرهابيا وإصابة ارهابيين اثنين وحرق عجلاتهم،
فيما استهدفت مدفعية قيادة عمليات الجزيـرة مجموعة ارهابية في منطقة جبة، ما ادى
الى مقتل ثلاثة إرهابيين وجرح اثنين آخرين أثناء محاولتهم القيام بزرع عبوات ناسفة
وتدمير منصة صواريخ.
مخاوف من عرقلة أمريكية جديدة
من جهة أخرى، كشف المتحدث باسم التحالف الأميركي عن وصول 100 مقاتل أجنبي الى العراق بطلب من الحكومة العراقية للقيام بعمليات سرية. هذا الاعلان تلقته الساحة العراقية ب "اعتراضات كبيرة"، حيث قال مصدراعراقي رفيع أنه "لسنا مرتاحين لأنباء وصول قوة متعددة الجنسيات إلى العراق تحت عنوان التحالف ضد داعش".
و قد اعتبرت "فردوس العوادي" النائبة عن ائتلاف دولة القانون ممّا سمّته "إيديولوجية جديدة تقودها الولايات المتحدة الأميركية بمساعدة إيطاليا وكندا". وقالت "العوادي" إن "التسريبات الإعلامية حملت إلينا تحالفاً عسكرياً جديداً يضم (أميركا وإيطاليا وكندا)، بدعوى تحرير مدينة الموصل، خارج عن إرادة الحكومة العراقية"، مضيفة أن "هذا التحالف باطل من الناحية الشرعية، وخارج عن إرادة العراقيين، ومحاولة من أميركا وهذه الدول لمدّ حدود نفوذها في داخل العراق عن طريق العزف على أوتار إثارة التوتر بين العراقيين". واستغربت العوادي موقف وزارة الخارجية العراقية من هذه التداعيات التي من غير المعقول أن لا تعلم بها الحكومة قبل الإعلام.
و قد تخوف عشائر الرمادي من أن يعود و يتدخل الأمريكيون و يمنعون تحرير الرمادي من جديد، و في تصريح سابق لعضو بمجلس "شيوخ عشائر الأنبار المنتفضة ضد الإرهاب" قال: أن أمريكا لا تريد تحرير الأنبار.
اعلان ساعة الصفر لبدأ الهجوم على الرمادي بات بين قوسين أو أدنى من ذلك، و وقوف العراقيين من جيش و عشائر(شعب) و حشد شعبي(مقاومة)هو بمثابة "معادلة ذهبية"، المعادلة الذهبية التي أثبتت جدارتها و نجاحها في لبنان في كسرها لشوكة الكيان الاسرائيلي، يمكن أن تسهم أيضا في تحرير الأراضي العراقية من تنظيم داعش الارهابي، و من اجل نجاحها يجب على العراقيين أن يمنعوا التدخلات الأمريكية المشبوهة الهادفة الى كسر وحدة العراقيين و تقسيم العراق الى دويلات و الحاق الهزيمة في محور الممانعة.