الوقت- شنّت القوات الأمريكية ضربات جوية في شرق سوريا بعد مقتل متعاقد أمريكي وإصابة 6 آخرين، بينهم 5 جنود في هجوم بطائرة مسيرة على قواتها في سوريا. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية مساء يوم الخميس الماضي، إن هجوما بطائرة مسيرة استهدف نحو الساعة 13.38 منشأة صيانة في قاعدة قرب الحسكة في شمال شرق سوريا.
وأضافت الوزارة في بيان إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تقدّر أن الطائرة المسيّرة صناعة إيرانية، وأشار إلى أن القتيل مقاول أمريكي، وأن المصابين هم 5 جنود ومقاول أمريكي آخَر
ومن جهتها أفادت قناة "برس تي في" الإيرانية نقلاً عن مصادر في سوريا، بأن الضربات الأمريكية في سوريا لم تسفر عن مقتل أي إيراني، ولم تستهدف مواقع عسكرية إيرانية، بل استهدفت مركز الحبوب والتنمية الريفية في دير الزور. ونفى المصدر الذي نقل عنه التلفزيون الإيراني استهداف موقع عسكري تابع لإيران، مؤكدًا أن الضربات الأمريكية استهدفت مركز تجميع الحبوب ومركز التنمية الريفية في منطقة هرابش الواقعة بالقرب من مطار دير الزور العسكري"
ولقد كشفت العديد من المصادر الاخبارية، عن استهدف قصف صاروخي فجر يوم الجمعة الماضي القواعد الأمريكية في سوريا فيما أعلن مسؤول أمريكي إصابة جندي أمريكي على الأقل في الهجوم وأوضحت مصادر محلية في دير الزور انه تم استهداف “قاعدة الاحتلال الأمريكي في محيط حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي ومحيط حقل كونيكو للغاز شمال شرق ديرالزور، بصليات صاروخية وسمعت أصوات انفجارات عنيف، وسط تحليق مكثف لطيران الاحتلال الامريكي في سماء المنطقة.
وتابعت المصادر إنه بعد فترة من الزمن، تجدد القصف الصاروخي على قاعدة العدو الأمريكي، تلى ذلك تحليق مكثف للطيران المروحي الأمريكي وتم استهداف كل قواعد العدو الأمريكي في شرق سوريا على طول الضفة الشرقية لنهر الفرات بعدة ضربات صاروخية.
وأوضحت المصادر ان خمس مسيرات قامت بتوجيه ضربات دقيقة، لمطار الشدادي العسكري الذي يحتله العدو الأمريكي ومواقع عسكرية أخرى. ولفتت المصادر إلى مصرع وإصابة عدد من الجنود الأمريكيين.
وقال المسؤول الأمريكي تعرضت قاعدتان لنا في شرق سوريا لهجمات بالصواريخ والمسيرات أدت لإصابة أمريكي على الأقل وردت القوات الأمريكية وقصفت أماكن في دير الزور. وجاء الهجوم بعدما شهدت المنطقة تبادلاً للقصف في أعقاب مقتل متعاقد أمريكي وجرح عدد من الجنود الأمريكيين، وكذلك استشهاد 14 مقاوما حيث كثّفت، فصائل المقاومة الشعبية فجر يوم السبت ( 25آذار 2023)، قصفها بدعم من الجيش السوري ،وفق المعلومات الأولية، حيث سقط أكثر من 20 صاروخاً على مواقع تابعة لقواعد أمريكية في حقول النفط السورية منها العمر والتنف وكونيكو للغاز.
المقاومة الشعبية تتبنى الهجوم على القواعد الأمريكية
وتناقلت مصادر مقربة من محور المقاومة في سوريا بياناً جاء فيه: "بعد الاعتداء الأمريكي الأخير على دير الزور، سارعت قوات المقاومة في سوريا للرد انتقاماً لدماء الشهداء الذين ارتقوا جراء الاعتداء، ودكّت المقاومة أماكن تمركز الاحتلال الأمريكي في دير الزور والشدادي والتنف، بصليات الصواريخ والمسيرات التي استهدفت قواعده العسكرية في حقلي العمر وكونيكو ومطار الشدادي العسكري. وأدى هذا الرد إلى سقوط ضحايا وتحقيق إصابات في صفوف جيش الاحتلال الأمريكي، وانكفائه عن الاستمرار في الاعتداء. وإذ تؤكد المقاومة في سوريا على أن العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، تعلن جاهزيتها دائماً للرد على أي اعتداء يقوم به المحتل الأمريكي على الأراضي السورية وردعه عن العبث بأمان المواطنين وحياتهم".
وتعليقا على الضربات الأمريكية في سوريا، قال بايدن "أعطيت تعليماتي بالرد السريع بعد الهجوم على قواتنا الخميس في سوريا". وجاءت تصريحات بايدن بشأن التصعيد في سوريا في وقت نقلت فيه مصادر اخبارية عن مسؤول عسكري أمريكي قوله إن القوات الأمريكية في شرق سوريا تعرضت لهجومين منفصلين مساء أمس الجمعة بالصواريخ والمسيرات الانتحارية أسفرا عن إصابة جندي أمريكي. وأوضح المسؤول الأمريكي أنه قبيل الساعة 11 مساء بالتوقيت المحلي في سوريا، تعرضت قاعدة كونوكو لقوات التحالف في دير الزور (شرقي سوريا) لهجوم صاروخي أسفر عن إصابة جندي أمريكي وصفت حالته بالمستقرة.
جدوى الوجود الأمريكي؟
في هذا الوقت، اعتبر الباحث في شؤون السياسة الخارجية مضر إبراهيم أن ما يحدث “يأتي في موازاة ارتفاع أصوات في الداخل الأمريكي تتساءل عن جدوى هذا الوجود العسكري ولا سيما بعد تصويت الكونغرس بأكثر من 100 نائب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري برفض سحب هذه القوات، واستهداف هذه القواعد بعد التصويت ليس كما قبله لناحية انعدام دورها على أكثر من صعيد”، ورأى إبراهيم أن “خروج واشنطن من سوريا أو توقع حدوث أي تغير بالمشهد الميداني مرهون بأمرين أساسيين، أولهما تغيير مفاجئ لأجندة السياسة الخارجية الأمريكية في ظل ما تتكبده القوات الأمريكية من خسائر من دون استثمار مناسب، والأمر الثاني استمرار الاستهداف المباشر لهذه القواعد، ما يستنزف الأصوات الداعمة لهذا الوجود أمريكياً”.
ودخلت القوات الأمريكية إلى سوريا في أعقاب الحرب الإرهابية التي شنت على العراق وسوريا وظهور تنظيم داعش الإرهابي من رحم السجون الأمريكية وبحجة محاربة هذا التنظيم الإرهابي احتلت القوات الأمريكية حقول النفط السورية وبدأت باستثمارها مع ميليشيا قسد المدعومة أمريكيا وحرمت الشعب السوري من ثرواته الطبيعية والذي يعاني من أزمة حادة في الوقود.
وبعد إلحاق الهزيمة بالتنظيم المجرم على الأراضي العراقية والسورية، في منتصف (آذار) عام 2019، علت الأصوات في الداخل الأمريكي تتساءل عن جدوى بقاء هذه القوات بما يقارب في 28 قاعدة وموقعاً عسكرياً أمريكياً، ما دفع بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب لسحب جزء كبير من هذه القوات والإبقاء على حوالى 900 جندي. وسط هذه الأجواء، جزم المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بات رايدر بأن قوات بلاده المنتشرة في سوريا تنفذ مهماتها في دعم التحالف الدولي لهزيمة “داعش “لا نهتم بأي نزاع مع إيران، والولايات المتحدة على ثقة من أن المسيّرة التي هاجمت قواتنا في سوريا إيرانية الصُنع”.
اهتمام أمريكي
واللافت، في الأيام الأخيرة، الاهتمام الأمريكي في الشرق السوري، وتأتي في هذا السياق، الزيارة المفاجئة لرئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي، في الرابع من آذار الأمر الذي أدانته سوريا بشدة ووصفت الزيارة بغير الشرعية ، وأكدت أنها انتهاك صارخ لسيادة وحرمة ووحدة أراضيها. وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية: "قام رئيس هيئة الأركان الأمريكي بزيارة غير شرعية إلى قاعدة عسكرية أمريكية غير شرعية في الشمال الشرقي من سورية، وتذرع المسؤول العسكري الأمريكي بأن سبب هذه الزيارة هو تقييم فاعلية الحرب ضد تنظيم داعش".
وأضاف المصدر: "لقد سقطت هذه الادعاءات قبل أن تبدأ الإدارات الأمريكية بالترويج لها، فالمجتمع الدولي يعرف جيداً أن “داعش” هو وليد غير شرعي للاستخبارات الأمريكية، كما أن العمليات الإجرامية التي قامت ويقوم بها “داعش” لم تستهدف القوات الأمريكية وأدواتها، بل إن عملياتها الدموية تمت ضد المواطنين السوريين الأبرياء، حيث استشهد منهم ما يزيد على الستين شخصاً خلال الأيام القليلة الماضية، وهم يقومون بمتابعة جني رزقهم على مرأى من القوات الأمريكية الغازية في المنطقة الشمالية الشرقية".