الوقت - في ليلة 23 مارس، حضر الجنرال مايكل كوريلا، رئيس القيادة المركزية للجيش الأمريكي (سنتكوم)، الكونغرس الأمريكي وأجاب على أسئلة ممثلي هذا البلد، والتي تضمنت إحصائيةً مثيرةً للاهتمام.
قال كوريلا: منذ كانون الثاني(يناير) 2021 (رحيل ترامب ودخول بايدن إلى البيت الأبيض)، هاجمت الميليشيات التابعة لإيران حتى الآن القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا 78 مرة.
وبعد ساعات قليلة من إعلان هذا الخبر في وسائل الإعلام، أفادت مصادر محلية بالهجوم على قاعدة للجيش الأمريكي في شرق الفرات ومحافظة دير الزور السورية.
حيث ضربت طائرة انتحارية دون طيار ادعى مسؤولون أمريكيون أنها أطلقت من قبل جماعات مدعومة من إيران بدقة المقر غير القانوني للجيش الأمريكي، ما أسفر عن مقتل متعاقد عسكري وإصابة عدد آخر.
بعد هذه الحادثة، شنت مدفعية وطائرات مروحية للجيش الأمريكي هجمات انتقامية على مقار المقاومة في شرق سوريا. لكن بعد إصابة عدة جنود أمريكيين آخرين في الجولة الثانية من هجمات المقاومة بمزيج من طائرات مسيرة انتحارية وصواريخ مدفعية على قواعد مثل كونيكو والعمر والقرية الخضراء شرق الفرات، توقفت هجمات الجيش الأمريكي.
عجز غريب للدفاع الجوي الأمريكي عن صد الهجوم
كشف موقع نيويورك تايمز الأمريكي في تقرير عن السر الغريب وراء عجز الدفاع الجوي الأمريكي أمام هجوم المقاومة بطائرة مسيرة، بينما تم إطلاق طائرة دون طيار واحدة نحو الهدف المحدد فقط.
وجاء في تقرير هذا المصدر نقلاً عن المسؤولين الأمريكيين:
في حديث مع صحيفة نيويورك تايمز، ذكر مسؤولان أمريكيان أن نظام الدفاع المنتشر في القاعدة الأمريكية لم يكن يعمل بكامل طاقته (لم يكن منتشرًا بالكامل وجاهزًا للقتال) عندما وقع الهجوم.
وقد تسببت هذه القضية في طرح سؤال جوهري وهو، هل عرف المهاجمون بهذه القضية وضعف القاعدة في ذلك الوقت وقاموا بالهجوم؟ (أي عمليات استطلاع ومعلومات احترافية للغاية لمعرفة الوقت الدقيق للإصلاحات أو استراحة نظام الدفاع).
وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض أن نظام الرادار كان نشطًا في ذلك الوقت، لكنه رفض تقديم مزيد من التفاصيل (أي جزء من النظام لم يكن نشطًا).
ليس من الواضح سبب عدم تفعيل النظام بالكامل؛ وأضاف مسؤول أمريكي إن نظام دفاع أونجر، الذي كان في القاعدة، ربما کان يخضع للصيانة بسبب مشكلة.
وفقاً للمسؤولين، تمتلك القاعدة الأمريكية بالقرب من الحسكة أيضًا أنظمة دفاع أخرى، لكنها أيضًا لا تخلو من العيوب. ورفض المسؤولون تقديم أي تفاصيل أخرى حول نقاط الضعف أو الإخفاقات المحتملة في طبقات الشبكة الدفاعية.
تاريخ الهجمات وإهمال أمريكا الغريب في الدفاع عن قواتها
إذا كانت الهجمات السابقة على القواعد العسكرية الأمريكية قليلةً وغير فعالة، فربما يمكننا قبول تبرير عدم إنفاق ما يكفي لإرسال أنظمة دفاع كافية ونشرها شرق الفرات، لكن بينما تحدثت قيادة القيادة المركزية عن 78 هجومًا خلال عامين، وبعض هذه الهجمات كانت مصحوبةً أيضًا بخسائر وإصابات، فلم يعد هناك أي مبرر منطقي.
ومن أهم الهجمات التي شهدتها سوريا خلال العامين الماضيين ما يلي:
_ في 28 يونيو 2021، ورداً على الهجوم الجوي الأمريكي، أطلقت قوات المقاومة 34 صاروخاً مدفعيًا باتجاه قاعدة القرية الخضراء، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالمبنى الرئيسي لهذه القاعدة وإصابة عدد من الأمريكيين.
_ في 15 آب 2022، استهدفت 3 طائرات مسيرة انتحارية على الأقل تابعة للمقاومة مقر الجيش الأمريكي في قاعدة التنف، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بمنشآت هذه القاعدة.
- كما زعمت القوات الأمريكية في 20 كانون الثاني(يناير) 2023، أنها اعترضت عدة طائرات مسيرة للمقاومة خلال هجومها على القواعد الأمريكية شرق الفرات.
هذه بعض الهجمات التي حدثت في سوريا فقط، كما حدث عدد كبير من الهجمات بالطائرات دون طيار والصواريخ على المقرات العسكرية الأمريكية في عين الأسد وأربيل في العراق.
وفي مثل هذه الظروف، بدت مسألة إنشاء أنظمة دفاع كافية وفعالة حول كل قاعدة مسألة حيوية؛ وإذا اعتبرنا كلام المسؤولين الأمريكيين صحيحًا، فإن الإهمال الغريب ونشر نظام دفاع واحد فقط وهو أيضاً قيد الإصلاح، تسبب في مقتل جندي وإصابة عدة أشخاص بجروح بطائرة انتحارية دون طيار.
كما أن هناك فرضيةً أخرى مفادها بأن السلطات الأمريكية، ولتبرير عجز نظامها الدفاعي عن اعتراض طائرة واحدة فقط للمقاومة، أعلنت أن الهجوم وقع خلال الساعات التي كان يتم فيها إصلاح هذا النظام الدفاعي واستراحته.