الوقت- أوكرانيا تعترف بتقدّم روسي في أرتيوموفسك (باخموت) ومحيطها، والجيش الروسي يستولي على كراسناغورا ويتقدّم في اتجاه قطع طرق الإمداد واستكمال الحصار على المدينة.
اعترفت أوكرانيا، اليوم الإثنين، بأنّ الوضع شمالي مدينة أرتيوموفسك (باخموت) "معقّد للغاية".
وتُعَدّ المدينة، التي يتحصّن فيها مقاتلون أوكرانيون وآخرون من جنسيات متعددة، محوراً مشتعلاً للمعارك غربي وسط دونباس منذ نحو شهرين، بحيث أعلن الجيش الروسي، في وقت سابق اليوم، استيلاء قواته على بلدة جديدة في محيطها، مواصلاً تقدّمه وعملية تطويقه للمدينة التي تُعَدّ عقدةً للمواصلات غربي دونباس.
وكان عدد سكان مدينة أرتيوموفسك (باخموت) يقدَّر بنحو 70 ألف نسمة قبل الحرب، ودُمّرت، إلى حدٍّ كبير، خلال أكثر من 6 أشهر من القتال، الذي خلّف أيضاً خسائر بشرية فادحة.
وتركّز القتال في اتجاه باخموت، منذ بداية الشتاء الحالي، على القصف المدفعي مع تقدّم روسي بطيء على الأرض. وأحرزت القوات الروسية تقدماً ملحوظاً في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما شمالاً، بحيث سيطرت على مدينة سوليدار الشهر الماضي، وتستمرّ في التقدّم نحو تطويق تام لشمالي باخموت.
وأقرت الرئاسة الأوكرانية، اليوم الإثنين، بأنّ الوضع "معقّد" في بلدة باراسكوفيفكا جنوبي سوليدار، الواقعة على بعد 10 كلم من وسط باخموت، مؤكدةً أنها "تتعرّض لقصف وهجمات روسية مكثفة".
وبعد نحو عام على بداية العملية العسكرية، باتت قوات روسيا تعتمد تكتيكات متطوّرة أثبتت نجاعتها في مقابل الدفاعات الأوكرانية المتحصنة في المدن والأنفاق والمناجم السوفياتية، وفي ظروف مناخية يصعب فيها القتال بصورة كبيرة بالنسبة إلى القوات المهاجمة.
وأكّدت وزارة الدفاع الأوكرانية أنّ "القوات الروسية تبدّل تكتيكاتها باستمرار"، موضحةً أنها "تشنّ أحياناً هجوماً، عبر مجموعات صغيرة، ثمّ تتقدّم مجموعات قتالية من المشاة في هجوم آخر مباغت، وأحياناً تكثّف القصف الليلي وتقصف المدن الخلفية بالصواريخ بصورة منهجية، وتبدأ هجوماً بأعداد أكبر وقوات وعتاد أكثر قوة".
كما أعلن المتحدث باسم القيادة "الشرقية" للجيش الأوكراني، سيرغي تشيريفاتي، أنّ "قطاع باخموت لا يزال المنطقة الرئيسة لهجمات العدو"، مع تسجيل 167 عملية قصف و41 اشتباكاً مسلحاً، خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وأشار إلى "عدد قياسي من عمليات القصف" قرب ليمان شمالاً، وهي المدينة التي انسحب منها الروس في تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
الجيش الروسي يستولي على كراسناغورا
من جهته، أعلن الجيش الروسي الاستيلاء على بلدة كراسناغورا قرب باراسكوفيفكا، مؤكداً أنّ "وحدات هجومية من المتطوعين، بمساندة سلاح المدفعية من المجموعة الجنوبية، حرّرت البلدة"، وذلك بعد أن أعلنت قوات "فاغنر" القتالية الخاصة، قبل يوم، اقتحام معظم أحيائها.
ونتيجة ذلك، باتت قوات موسكو تسيطر على 3 من قنوات الإمداد الـ 4 الاوكرانية في اتجاه باخموت.
وبيّنت مواقع إعلامية روسية أنّ "فاغنر" والجيش الروسي بدآ هجوماً في اتجاه بلدة باراسكوفيفكا، من أجل السيطرة على الطريق السريع "أم - 3"، الذي يربط باخموت بسلافيانسك شمالاً، والذي بات مقطوعاً بسبب السيطرة الروسية النارية عليه.
جبهة أوغليدار "متوترة" والهجوم الروسي مستمرّ
وأكّدت الرئاسة الأوكرانية أنّ الوضع "متوتّر" قرب أوغليدار جنوباً، حيث تشنّ القوات الروسية هجوماً من دون توقف منذ أكثر من شهر.
وتعتمد القوات الروسية القصف المدفعي للتغطية على الاختراقات التي تحاول قوات خاصة شقّها نحو مركز المدينة، ويبدو أنّ سيناريو شبيهاً بمعارك مناجم الملح شمالي سوليدار، والمدينة الصناعية "آزوفستال"، قد يتكرر في أوغليدار.
تقدم نحو مارينكا جنوباً وقصف على كوبيانسك شمالاً
وفي مارينكا جنوباً، تتقدم القوات الروسية نحو المدينة. ونشر الإعلام الروسي صوراً لسيطرة القوات على مواقع ومبانٍ وعلى مدرعات تابعة للقوات الأوكرانية.
وفي مدينة كوبيانسك، شمالي خط الجبهة، هزّ انفجار قوي، فجر اليوم، المدينة المهمة، والتي بدأت تتزايد وتيرة قصفها، بينما يتوقع محللون عسكريون هجوماً روسياً وشيكاً نحوها.
زيلينسكي يقوم بغييرات في القيادة الأمنية والعسكرية
وفي سياق متصل، عيّن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، فاسيل ماليوك رئيساً جديداً لأجهزة الأمن الأوكرانية، كما عيّن وزير داخلية جديداً هو إيغور كليمنكو، ستكون مهمته تشكيل ألوية هجومية جديدة، فيما يبدو أنه استعداد لعمليات عسكرية مرتقبة.
من جهته، وضع وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف، الذي طالته فضيحة فساد مؤخراً، أهداف الاجتماع المقبل مع حلفاء كييف الغربيين، والمقرر الثلاثاء في بروكسل.
وكتب، اليوم الإثنين، في حسابه في موقع "فيسبوك"، أنّ "الأهداف هي أنظمة المضادات الجوية للتصدي للصواريخ الروسية، وتسليم كييف دبابات وذخيرة حديثة، وتدريب جنود وخدمات لوجستية".
ستولتنبرغ: كييف تستهلك ذخيرة أكثر مما ننتج
من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إنّ "القوات الأوكرانية تستهلك كمية ذخائر أكبر كثيراً من تلك التي تنتجها الدول الأعضاء في الحلف".
وقال، خلال مؤتمر صحافي عشية اجتماع لوزراء دفاع دول الناتو، إنّ "الوتيرة الحالية لاستخدام الذخائر في أوكرانيا أكبر كثيراً من وتيرة إنتاجنا الحالية"، وأضاف أنّ "هذا الأمر يضع صناعاتنا الدفاعية تحت الضغط".