الوقت- لا يخفى على أحد أن الكيان الصهيوني يعيش حالة من القلق والارتياب والتوتّر إزاء تصاعد قوة حركات المقاومة التي ترفض الاحتلال الصهيوني للأرضي الفلسطينية، القلق الصهيوني ناتج عما يمكن أن تشهده المنطقة في ضوء التحولات المرتقبة والوشيكة على مسرح الأحداث، فبعد الهزيمة التي تلقاها الكيان الصهيوني في حرب تموز على أيدي مقاتلي حزب الله في لبنان، ساد لدى الكيان الصهيوني القلق إزاء تصاعد القوة الصاروخية لحزب الله والتي بالفعل ومن خلال اخر حرب مع الكيان الصهيوني ظهرت بشكل واضح وجلي، حيث أحدثت تلك الحرب معادلة جديدة في الصراع مع الكيان الصهيوني.
وفي هذا السياق يتضح جلياً أن التصريحات التي تصدر بين الحين والاخر من قبل قادة الكيان الصهيوني هي دليل على جدية القلق الصهيوني من التداعيات التي يمكن أن تحدثها تلك المقاومة مع الكيان الصهيوني في أي حرب ٍ مقبلة، ومن جهةٍ اخرى ومن خلال وتيرة النقاشات في وسائل الإعلام الصهيونية وفي ظل قوة حزب الله المتزايدة في لبنان، وتصاعد صدى المقاومة المسلحة في فلسطين ضد الكيان الصهيوني المحتل وبالرغم من المحاولات البائسة لمنع تزايد قوة حركات المقاومة. فالكيان الصهيوني يعيش اليوم كابوساً كبيراً من أي مواجهة قادمة مع حركة المقاومة في لبنان، حيث إن الكيان الصهيوني يدرك جيداً أن حركة المقاومة في لبنان وخلال كل السنوات الماضية عملت ليلاً ونهاراً على تطوير قدراتها العسكرية والاستعداد للمواجهة مع الكيان الصهيوني وهذا في الحقيقة ليس بالامر الخفي حيث أعلنت حركة المقاومة في لبنان وعلى لسان أمينها العام السيد حسن نصر الله مرات عديدة أن الحزب أصبح اليوم أكثر قدرة وقوة على المواجهة ضد أي عدوان على لبنان.
اعترافات"صهيونية".. "إسرائيل في خطر"
في سياق الخوف والقلق من القوة التي يشكلها حزب الله والتي ردعت الكيان الصهيوني اعترفت شخصيات ودوائر استخباراتية وعسكرية وسياسية مختلفة إسرائيلية بأن جميع المراكز الحيوية لــ"إسرائيل" في مرمى نيران المقاومة.حيث إن إيهود باراك ، صرح بوضوح بقولة "إن البعض ينشر أسطورة أن الحرب الاخيرة على لبنان كانت انجازاً كبيراً لإسرائيل، لأنها أعطتنا إمكانية 16 عامًا من السلام ولم يقم حزب الله بإطلاق المزيد من الصواريخ علينا ، لكن هذه الأسطورة لم يكن لها وجود حقيقي ولم يوثقها أي شيء مادي. ،وأستطيع أن أقول إنها تبعد عن الواقع بألف سنة ضوئية" وأضاف باراك الذي تحدث في برنامج بحثي وثائقي على شبكة كان" إذا كان لدى حزب الله حوالي 14 ألف صاروخ في عام 2006 ، فإن لديه اليوم ما لا يقل عن 140 ألف صاروخ ، أي إن 10 آلاف صاروخ يتم إطلاقها.وحسب اعتراف باراك، فإن الصواريخ الدقيقة التي يمتلكها حزب الله قادرة على إصابة جميع الأهداف الحيوية في عمق إسرائيل ونسبة خطأ هذه الصواريخ 10 أمتار فقط.
وفي هذا الصدد فقد أكد محلل الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرونوت بالقول"إسرائيل كانت في سبات عميق لفترة طويلة، بينما في الوقت نفسه، اكتسبت ترسانة حزب الله المزيد والمزيد من القوة يومًا بعد يوم ، وعلى الرغم من ذلك. إن أكثر من عقد ونصف العقد قد مضى على حرب لبنان الثانية ، لكن إسرائيل لم تفعل شيئًا في هذا الصدد ، وأعتقد أن هذا النهج يُعتبر من إخفاقاتنا الأمنية الخطيرة ، والتي لم يسبق لها مثيل منذ قيام دولة إسرائيل حتى اليوم".
تصاعد قوة حزب الله
لايخفى على أحد أنه وبعد العدوان الاخير على لبنان، تضاعفت قوة حزب الله كثيراً، حيث حاول الكيان الصهيوني وخلال كل السنوات الماضية أن يغطي على هزائمه من خلال تصريحات هزيلة كانت تخرج إلى العلن بين فترة واخرى وكان الهدف منها هو فقط الاستهلاك الإعلامي داخل الكيان الصهيوني، تلك التصريحات لم تعد اليوم ذات فائدة في الأوساط الإسرائيلية حيث إنه يوماً بعد يوم تنكشف حقيقة الكيان الصهيوني وضعفه أمام حركات المقاومة، ومن الجدير بالذكر أنه يتم كشف حالة العجز التي يعاني منها الكيان الصهيوني من خلال القنوات العبرية الرسمية داخل الكيان الصهيوني، حيث تتحدث معظم التصريحات الاخيرة والتقارير حول نجاح حزب الله في الحصول على خبرات واسعة في المجال العسكري وايضاً تتحدث حول تطوير الحزب للترسانة العسكرية التي يمتلكها.
وفي الحقيقة فإن التقارير التي تصدر من الكيان الصهيوني تؤكد أن حزب الله أصبح اليوم رقماً صعباً في المعادلة القائمة مع الكيان الصهيوني، لأن تضاعف قوة حزب الله جعل الكيان الصهيوني يعيش حالة من القلق خوفاً من أي موجهات قادمة مع المقاومة في جنوب لبنان، إضافة إلى ذلك فإن الخبرة العسكرية التي اكتسبها حزب الله خلال السنوات الاخيرة الماضية جعلت الكيان الصهيوني يشعر بالاخفاق والهزيمة فالبرغم من الدعم المالي واللوجستي الذي قام به الكيان الصهيوني لدعم المجموعات المسلحة ضد حزب الله الا أن المقاتلين من حزب الله قد استطاعوا ان يحققوا انتصارات كبيرة وهزموا مشروع الكيان الصهيوني الذي كان يهدف بالأساس لإسقاط دول المقاومة.
"مراكز حيوية حسّاسة" تحت مرمى نيران المقاومة
إن القلق والخوف الذي يعيشه الكيان الصهيوني يطرح العديد من التساؤلات عن الأسباب الحقيقة وراء تلك المخاوف الذي يعيشها الكيان الصهيوني. وفي الواقع فإن المعادلة التي فرضها حزب الله ضد الكيان الصهيوني جعلت الكيان الصهيوني يشعر بالخوف والقلق ويكمن الرعب الإسرائيلي من قدرة حزب الله في استهداف المراكز الحيوية والحسّاسة التي تملكها "إسرائيل"، مثل المفاعلات النووية، والمطارات والقواعد العسكرية، حيث إنه سيترتب على استهدافها نتائج وتبعات وخيمة على الكيان الصهيوني، فتلك المنشآت، تحظى بأهمية فائقة لدي كيان الاحتلال، والتي سيشكّل استهدافها أيضاً، ضربة قاسية على الكيان الصهيوني.
في هذا السياق يمكننا أن نخرج بخلاصة عامة تفيد بأنه في حال جرى استهداف المراكز الحيوية والحساسة التي هي داخل الارضي الفلسطينية المحتلة فإن هذا الكيان التي اعتاد الرخاء الاقتصادي، والتفوق العسكري، والتقدم التكنولوجي، والسماوات المفتوحة سيجد نفسه أمام واقع جديد لم يشهده من قبل، واقع سيترك آثاراً كارثية على مختلف مجالات الحياة داخل الكيان الصهيوني، وسيشكل انتكاسة حقيقية للمشروع الصهيوني في المنطقة، انتكاسة قد تدفع المستوطنين الصهاينة إلى هجرة عكسية في اتجاه مناطق أكثر أمناً واستقراراً في مناطق أخرى من العالم، وهذه الهجرة في حال حدوثها ستكون بداية النهاية للمشروع الصهيوني في المنطقة، إضافة إلى ذلك فإنّ صورة "إسرائيل" القوية والمقتدرة والمتفوقة ستتعرض لهزة عنيفة لم تشهدها من قبل. وفي هذا السياق وبالتأكيد فـ"إسرائيل" لن تكون وحدها عند حدوث مواجهة من العيار الثقيل، فهي تملك حلفاء في مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية، ولكن ايضاً يمكن القول إن المقاومة اليوم أصبحت ، دولاً وفصائل وجماعات وسيأتي اليوم الذي تُكسر فيه شوكة هذا الكيان اللقيط، وإن هذا الأمر سيحدث بفعل الإرادة، وتوحد الجهود.
في النهاية يمكن القول إن التصريحات التي تصدر عبر وسائل الإعلام الصهيونية والتي تصدر من بعض العسكريين داخل هذا الكيان الصهيوني تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن لدى الكيان الصهيوني تخوف كبير من أن أي مواجهة قادمة مع حزب الله ستكلفة الكثير وخاصة أن جميع المراكز والأماكن المهمة داخل الكيان الصهيوني أصبحت اليوم تحت نيران المقاومة وفي حال تم استهداف تلك المواقع الحساسة التي تحظي بأهمية لدى الكيان الصهيوني فإنها سوف تشل حركته وستكون هناك عواقب وخيمة على الكيان الصهيوني. من جهةٍ اخرى يدرك الصهاينة أن قدرات حزب الله تتصاعد وأنه خلال الفترة القادمة إذا ما اقدم الكيان الصهيوني على أي عدون ضد لبنان فإن الكيان الصهيوني سوف يدفع الثمن غالياً.