الوقت_ تعود القضية الفلسطينيّة بقوّة إلى الواجهة الإعلاميّة، بعد تصاعد المواجهة مع الاحتلال في الضفة الغربية والخلافات بين سلطات تل أبيب، حيث حذرت وسائل الإعلام ومراكز الدراسات العبرية الكيان الصهيوني من أنه إذا بدأت أي حرب بين محور المقاومة والعدو الغاصب للأراضي العربية، فسيتم قصف آلاف الصواريخ إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة كل يوم، وتأتي تلك التحذيرات الجدية لتل أبيب، في ظل هجماتها الأخيرة وحملتها المسعورة على الفلسطينيين، وإثباتها بأنّها ليست أهلاً سوى للقتل والإجرام، وقد كشفت الأخبار القادمة من الأراضي الفلسطينيّ المحتلة أنّ العدو الصهيونيّ القاتل لا يملك سوى بضعة تبريرات مخجلة ومكشوفة للتغطية على فشله وارتباكه في إدارة الأزمات، بيد أنّ المقاومة الفلسطينية سجلت انتصارات عظيمة تبرهن على قوتها وثباتها في مواجهة هذا العدو العنصريّ.
مع ارتفاع احتماليّة اندلاع مواجهة عسكريّة كبرى مع العدو الإسرائيليّ القاتل، يتزايد الرعب الإسرائيليّ من تنامي القوة الصاروخيّة لمحور المقاومة بشكل عام، في ظل التخوف الصهيونيّ الذي ينبع من استمرار تطوير مشروع الصواريخ الدقيقة للمقاومة، والذي يهدّد الجبهة الداخلية للكيان بصورة عامة، إضافة إلى منشآت استراتيجية صهيونيّة، وقد تحدث مواقع عبريّة مراراً وتكراراً أنّ ترسانة المقاومة تحتوي على صواريخ وصفت بأنّها "التهديد الاستراتيجيّ" للكيان، وأن تل أبيب قبلت عملياً بهذا أمراً واقعاً.
ومع تصاعد قوة "محور المقاومة" بشكل لا يوصف في السنوات الأخيرة مع تحقيق انتصارات مهمة في مختلف النواحي، بدءاً من إيران ومروراً بالعراق وسوريا ولبنان وليس انتهاءً عند فلسطين واليمن، تعيش "إسرائيل" قلقاً عارماً على وجودها أكثر من أيّ زمن مضى بسبب ما يجري في المنطقة والداخل الفلسطينيّ، وخاصة عقب الأحداث الأخيرة على الساحة الفلسطينيّة والتي تركت الكيان المعتدي وآلته الاحتلاليّة العسكريّة في صدمة من نتائجها على مختلف المستويات بعد الرد الحازم للمقاومة الشبابيّة الفلسطينيّة.
كذلك، تزداد تلك التنبؤات بـ "حرب كبرى" في ظل الحكومة الجديدة للكيان الصهيوني برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهذا ما دفع وسائل الإعلام العبرية لتحذير تل أبيب من "أمطار الصواريخ"، مع استمرار إجرام وعنصريّة العدو الصهيونيّ الوحشيّ بحق الفلسطينيين وخطة “الإبادة الجماعيّة” التي تنتهجها تل أبيب بحقه، والتعدي السافر على مقدسات وممتلكات المدنيين الشخصيّة ومحاولة تهجيرهم قسريّاً لمصلحة المستوطنين، ناهيك عن التاريخ الإسرائيليّ الحافل بالقتل والدماء، لذلك فإن المواقف الجادة للمقاومة يدفعها لتكون جاهزة لمواجهة التحديات السياسية والأمنية.
وفي تقرير حول هذه التحذيرات، كتب معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: يجب أن يستعد جيش المحتل للحرب على جبهتين (في إشارة إلى حزب الله اللبناني والجماعات الفلسطينية في غزة)؛ حرب يرجح وقوعها مع محور المقاومة ويمكن أن تؤدي إلى إطلاق آلاف الصواريخ بشكل يومي باتجاه الأراضي المحتلة، بالتزامن مع إشعال المنطقة بالحرائق، في لبنان أو سوريا أو العراق، فالمهم حماية "إسرائيل” بالنسبة لأمريكا والغرب، والتي تغييب القرارات الدوليّة بفرضها سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين واستباحتها للدم الفلسطينيّ والعربيّ وخرقها الفاضح لكل القوانيّن والمواثيق الدوليّة المتعلقة بحقوق الإنسان، إضافة إلى مخطط الضم امتداداً لعملية التوسع على حساب الأرض والحقوق الوطنيّة للشعب الفلسطينيّ الأعزل، في إصرار واضح من حكومة العدو على قتل آخر رمق للسلام الذي يتحدث عنه البعض.
إضافة إلى ذلك، قال المعهد البحثي: خلال الحرب، ستكون "إسرائيل" مستهدفة بقوة نيران غير مسبوقة من اتجاهات مختلفة وتقديرنا أن حزب الله سيطلق أكثر من 1000 صاروخ في اليوم، إضافة إلى العشرات أو المئات من الصواريخ الدقيقة والبعيدة المدى التي يمكن إرسالها إلينا من سوريا وربما من العراق، وإنّ الشعب الفلسطينيّ ومقاومو المنطقة جاهزون دوماً لصد أي مساعٍ إسرائيليّة لسلب حقوق أصحاب الأرض والمقدسات، باعتبار أنّ قوات العدو القاتل ماضية في حملتها الإجراميّة المنظمة لتهجير ما تبقى من أبناء الشعب الفلسطينيّ والعربي، ونهب أرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم، إضافة إلى استماتة تل أبيب لتغيير معالم المدينة المقدسة وتهويدها، بهدف بسط السيطرة الصهيونيةّ الكاملة على المسجد الأقصى المبارك، والمقدسات التاريخيّة للشعب الفلسطينيّ.
لهذا، فإنّ التصعيد الإسرائيليّ ربما يفرز اشتعال "مقاومة شاملة" في فلسطين والمنطقة، لردع الكيان ولاستعادة الحقوق وتحرير الأرض والمقدسات، وإنّ انتفاضة الشعب الفلسطينيّ في الضفة الغربية التي أطلقتها مجموعات من الشبان الثائرة تصدياً للعدوان الصهيونيّ الهمجيّ على الأبرياء، أكّدت أنّ عمر هذا السرطان بات في الخواتيم، وإنّ المقاومة في منطقتنا حققت انتصارات كبيرة على "إسرائيل" وفرضت معادلاتها وغيّرت المحاور القتالية، بالاستناد إلى القوة العسكريّة بأبعادها المختلفة، وأحدثت وقعها وصخبها على المستوى المحليّ وعلى امتداد المنطقة، كما أن "إسرائيل" ليست قادرةً على حسم المعركة لا ضدّ حزب الله على الجبهة الشماليّة للأراضي الفلسطينة المحتلة، ولا ضدّ حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزّة المحاصر، حتى تستطيع فرض قوتها على كامل محور المقاومة، وخاصة في ظل الخلافات التي أشارت إليها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية ووصفتها بـ "غير الآمنة" بين مسؤولي الكيان الصهيوني بقولها: بيني غانتس، وزير الحرب السابق في كيان الاحتلال، يعارض أفكار وسياسات خليفته بتسلئيل سموتريتش، و يتهم نتنياهو بإدخال السياسة في عمق الأمن، وهو يفعل.