الوقت-لا تزال الدول العربية ترتمي أكثر فأكثر في حضن كيان الاحتلال الإسرائيلي وتصر على التطبيع معه بكل صفاقة ضاربة عرض الحائط بالمواقف الشعبية العربية والإسلامية الرافضة لهذا التطبيع، حتى أن شعوب هذه الدول لا تزال تتظاهر ضده، وآخر حلقات التطبيع كانت انطلاق فعاليات مؤتمر خاص بالتعليم والتعايش، بمشاركة عدد من الدول العربية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث يهدف المؤتمر إلى إظهار ما أسماه منظموه فوائد التطبيع لمواطني المنطقة، وتم عقده في العاصمة المغربية الرباط، وشاركت فيه كل من السودان والأردن ومصر والبحرين والإمارات والمغرب الدول المنظمة والولايات المتحدة إلى جانب كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وقال منظموه إنه يجب أن يقترن هذا التقدم بالعمل على بناء برامج ومؤسسات متعددة الأطراف، تؤدي إلى تكامل إقليمي حقيقي وإظهار فوائد التطبيع لمواطني هذه الدول، وأضافوا إن حكومات المنطقة والإدارة الأميركية يعتبرون أن المؤتمر شريك رئيسي في العمل الذي يقومون به في منتدى النقب والتجمعات الأخرى، وإنه من المهم لمستقبل التطبيع أن تتفاعل الأجيال الشابة في المنطقة، وتتعلم من بعضها البعض، واشار المنظمون إلى أن المؤتمر سيخرج بتوصيات سياسية قابلة للتنفيذ لحكومة المنطقة، من شأنها زيادة التعاون وتعزيز التسامح في التعليم.
المشاركون في المؤتمر والذين يتراوح عددهم ما بين 50 و60 مشاركًا من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والولايات المتحدة، ومنظمات متعددة الجنسيات، سيبحثون مواضيع تتعلق بالتحديات المشتركة ومجالات التعاون التي تحفز الالتزام والتعايش ولا سيما في مجالات التفاهم بين الثقافات والديانات، والتعاون في مجال البحث والتلقين، والتبادل بين الأشخاص والأحداث الإقليمية من قبيل المنافسات الرياضية والمعارض الثقافية.
وسيلي المؤتمر حول التعليم والتعايش، تنظيم مؤتمر حول الزراعة والمياه والأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية سنة 2023، ومؤتمر آخر حول التجارة الإقليمية الحرة.
هذا المؤتمر جاء بهدف حرف بوصلة الشباب العربي عن فلسطين المحتلة، والترويج أساسًا إلى التطبيع مع كيان الاحتلال واعتباره شيئًا طبيعيًا في المنطقة، وليس كيانًا محتلًا مغتصبا للأراضي، ومخرجاته تريد أن تعبث في ثقافة وعلم الشباب العربي والمسلم بهدف حذف الأفكار التي يراها منظموه ضد كيان الاحتلال وتدعو إلى الجهاد ضده في مناهج التعليم كما حصل في بعض الدول العربية المطبعة أو التي على طريق التطبيع.
المؤتمر يأتي في وقت تشهد فيه فلسطين المحتلة جرائم مستمرة من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية والقدس المحتلتين أو في قطاع غزة المحاصر، وإلى الآن لم يجف دم الشهيد عمار مفلح، الذي قام جندي من الاحتلال بإعدامه من نقطة الصفر في نابلس بالضفة الغربية المحتلة، أو تدنيس المسجد الأقصى المبارك.
فصائل المقاومة الفلسطينية استغربت أن هذا الإجرام يحدث كله في وقت تفتح بعض الأنظمة العربية أبوابها للصهاينة، مثل ما فعل النظامان البحريني والإماراتي اللذان استقبلا الرئيس الصهيوني هرتسوغ بعد المواقف المشرفة للشعوب العربية وأحرار العالم الرافضة للتطبيع والمتضامنة مع الشعب الفلسطيني وقضيته الحرة وهذا ما ظهر جليًّا وواضحًا في مونديال قطر، واعتبرت أن هذا السلوك طعنة غادرة في خاصرة الشعب والأمة.
وأكدت الفصائل أن الاحتلال هو المسؤول عن الحصار الظالم الذي يطال مناحي الحياة كافة في قطاع غزّة، واستغربت الفصائل حالة الصمت تجاه ما يجري في القدس، واستقبال قادة الاحتلال المجرم الملطخة أيديهم بدماء اطفال ونساء الشعب الفلسطيني.
وشددت على أن العدوان والإجرام الإسرائيلي المتواصل يستوجب العمل الجاد لترتيب البيت الفلسطيني بكل مكوناته على أسس سليمة وواضحة، وإعادة صياغة البرنامج الوطني المشترك بما يضمن نبذ التعاون الأمني والتحلل من قيود أوسلو، ويؤكد الشعب الفلسطيني عبر عملياته ضد كيان الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلتين بانه لن يرضخ لسياسات الاحتلال ولن يقبل بشروطه. ويرى المراقبون أن ما يحدث ينذر حكومة الاحتلال المتطرفة المقبلة بايام سوداء ستعيشها إن فكرت أن تلعب بالنار وتضيق أكثر على الفلسطينيين.
الدول المطبعة زعمت أنها قامت بهذه الخطوة من أجل الشعب الفلسطيني ووقف الاستيطان ووقف التهويد في القدس ورفع الحصار عن قطاع غزّة، ولكن بعد مرور نحو عامين على هذه الخطوة المشؤومة لم يحدث أي شيء من ذلك بل على العكس تمامًا زاد الاستيطان والتهويد والاعتقالات وقتل الفلسطينيين وتجويعهم وتشريدهم، ما يؤكد أن التطبيع لم يكن من أجل فلسطين أبدًا بل على العكس كان ضدها.