الوقت- سياسة كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعوب التي يحتل أراضيها هدفها الدائم تدمير هذه الشعوب إنسانيًا وعلميًا واجتماعيًا، لذلك تفرض القوانين الجائرة والقاسية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين والأراضي المحتلة عام ثمانية وأربعين، إضافة إلى الحصائر الجائر وغير الإنساني والقانوني بحق أهالي قطاع غزّة، أما في الجولان السوري المحتل فتفرض قوانين بحق أبنائه الرافضين لها بهدف إضعافهم وإنهاكهم وهم يقاومون في وجهها ووجه قوانين الاحتلال ويرفضون الهوية الإسرائيلية التي يحاول الاحتلال دائمًا منحهم إياها ويؤكدون أنهم سوريون وسيبقون كذلك ولن يقبلوا بهوية المحتل لأنها غير قانونية، ولن يقبلوا بسياسة الأمر الواقع وسيبقون في مقاومتهم في وجه هذا الكيان حتى يخرج من أراضيهم.
كيان الاحتلال منذ سنوات يُغلق معبر القنيطرة الذي يفصل بين الجولان السوري المحتل والأراضي السورية، والآن بدأت أطراف دولية تمارس ضغوطاتها على كيان الاحتلال لفتح هذا المعبر أمام الطلبة من أبناء قرى هضبة الجولان السوري المحتل والسماح لهم بالدراسة في الجامعات السورية، كما كان الحال عليه قبل إغلاق المعبر بعد اندلاع الحرب في سوريا، حيثُ كان يقدر عدد طالبي الدراسة الوافدين إلى مناطق الدولة السورية من أبناء الجولان المحتل بالعشرات سنويًا. والضغوطات على تل أبيب تمارس بشكل خاص من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك وبالتعاون مع القيادة الدينية للمواطنين السوريين في الجولان المحتلة وقيادة الطائفة الدرزية في كيان الاحتلال والرئيس الروحي لها الشيخ موفق طريف.
هذه الضغوطات بدأت بعد أن فتحت قوائم التسجيل للدراسة في سوريا أمام الطلبة في الجولان السوري المحتل وذلك تزامنًا مع الضغوط الرامية لإعادة فتح معبر القنيطرة. وأكدت مصادر مقربة من الشيخ موفق طريف، أن المحادثات أجريت في هذا الشأن مع الجانبين الروسي والإسرائيلي. وأضافت إن هذا الملف يتابعه الشيخ مع الجهات الرسمية طوال الوقت، فيما نفت وزارة الأمن الصهيونية تلقيها أي توجهات رسمية بهذا الشأن خلال الأشهر الأخيرة.
هذا المعبر لا يُفتح بشكل دائم طوال أيام السنة، إنما في أوقاتٍ معينة، وذلك بناءً على اتفاقٍ بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والدولة السورية على جانبي الحدود، وذلك بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة الموجودة هناك، لمراقبة اتفاقية فضّ الاشتباك الموقعة عام 1974 بين سوريا وكيان الاحتلال. ويستخدم المعبر من جانب الطلاب السوريين من أبناء الجولان السوري المحتل، الذين يدرسون في مختلف الجامعات السورية، إضافة إلى الزيارات بين العائلات التي تقطن على طرفي الشريط الحدودي، فضلًا عن استخدامه لتسويق بعض المنتجات الزراعية في الجولان المحتل باتجاه الأراضي السورية، وخاصة التفاح إضافة إلى استخدامه لأغراض اجتماعية، مثل الزيجات التي تحصل بين شطري الجولان. وفي الفترة الأخير بات المعبر يستخدم من قبل عناصر قوة الأمم المتحدة المكلفون بمراقبة فض الاشتباك. وتتألف قوة أندوف من نحو ألف جندي يقومون بمراقبة خط وقف إطلاق النار الذي يفصل الأجزاء التي يحتلها كيان الاحتلال الإسرائيلي من مرتفعات الجولان والأراضي السورية.
خلال سنوات الحرب على سوريا استخدم كيان الاحتلال الإسرائيلي معبر القنيطرة وغيرها من المعابر لدعم الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا، حيث كان يمد الإرهابيين بالأسلحة والعتاد الحربي ويُسعف جرحى الإرهابيين، وكان مسلحو جبهة النصرة يستهدفون الجيش السوري من خطوط جيش الاحتلال الإسرائيلي حيثُ إن الجيش السوري يتقدم للمنطقة فينسحب الإرهابيون لخطوط جيش الاحتلال ومنه يستهدفون الجيش السوري.
كيان الاحتلال الإسرائيلي حاول عبر هذا المعبر الضغط على أهالي الجولان السوري المحتل وابتزازهم من خلاله بهدف الحصول على مزايا في المناطق المحتلة، ومنع مقاومة الأهالي، ولكن أبناء الجولان المحتل دائمًا ما يؤكدون وقوفهم إلى جانب دولتهم السورية ويرفضون جميع المزايا التي يحاول كيان الاحتلال منحهم إياها مقابل التنازل عن مواقفهم الوطنية، بالمقابل الدولة السورية لا تخذل أبناء الجولان المحتل وتمنحهم مزايا كبيرة سواء في الدراسة أو التجارة بهدف إبقائهم على مقاومتهم، ومن يخرج من أبناء الجولان السوري المحتل للدراسة أو الزواج أو العيش في مناطق الدولة السورية لا يستطيع أن يعود مرة أخرى إلى الجولان المحتل وبالتالي هناك آلاف الأشخاص الذين لم يستطيعوا رؤية أهاليهم منذ عام 1974 حيث يمنعهم كيان الاحتلال من العودة ويمنع أهاليهم من السفر وبالتالي لا يستطيعون التواصل فيما بينهم، إلا أنهم يصرّون على المقاومة في وجه الكيان الغاصب.