الوقت- إن قاعدة "كامان دريمز" الأمريكية ناقشت إمكانية اندلاع حرب أهلية أخرى في أمريكا في تقرير كتبه "اومير هيك" الخبير الاستراتيجي وخبير الشؤون الدولية.
فيما يلي نقرأ أجزاء من هذا التقرير: أنا لا أطرح هذا السؤال (وقوع حرب أهلية أخرى في أمريكا) دون تفكير ومجرد التخويف أو المبالغة. اسمحوا لي أن أشرح لماذا أعتقد أنه من الضروري طرح هذا السؤال.
آخر التطورات في النضال المستمر للحفاظ على الديمقراطية الأمريكية هو أن المرشحين المعتمدين من قبل ترامب قد تم انتخابهم لغالبية المناصب الإدارية في البلاد تقريبًا لمناصب مثل وزارة الخارجية والحاكم وما إلى ذلك. هناك شيء واحد مشترك بينهم وهو أنصار ترامب المتشددين والمتحمسين والمتعصبين.
إنهم يؤمنون بأكاذيب ترامب الكبيرة ويؤيدونه؛ أكاذيب مثل أن الانتخابات زورت وأن ترامب وحده قادر على إنقاذ أمريكا! هؤلاء أناس قذرون ولئيمون ومسؤولون عن معاناة الأمريكيين الحقيقيين والأصيلين!
كل هذا ينذر بالخطر بدرجة كافية ، لكن المشكلة الأكبر هي أن هذه الحركة هي الآن حركة فاشية جديدة تتزايد في قوتها، وتندمج في المنظمات ، وتوطد مكانتها، وتقوي أهدافها وتحاول الوصول إلى القمة المضيفة. بالطبع، هذه ليست القصة كاملة.
ويبدو أن كل هؤلاء الأشخاص الذين يرشحون لمناصب مهمة يتبعون خطة محددة، وهي انتقال سلمي للسلطة في الانتخابات المقبلة. لهذا السبب يتنافسون لتولي مناصب مثل وزارة الخارجية. وعلى سبيل المثال مارك فينشام في أريزونا، ولاية متأرجحة رئيسية في الانتخابات، وهذا ما حرم بايدن من الفوز في الانتخابات الأخيرة.
كان فينشام أيضًا في حشد 6 يناير/كانون الثاني وهو على وشك أن يصبح أكبر مسؤول انتخابي في ولاية أريزونا وسيوقع على بطاقات الاقتراع في الولاية؛ جانب يدفع مثل هؤلاء المرشحين للتشكيك بل حتى تجاهل الديمقراطية باستغلالها والتدخل في الانتخابات.
لم يعد هذا مجرد هجوم للفاشية الجديدة، بل هو شيء أكثر من ذلك. والآن، شُكّلت كتلة سياسية فاشية استبدادية منظمة ومعقدة تسعى بوضوح إلى تحقيق أهداف فاشية ثيوقراطية.
الآن علينا أن نرى كيف تجعل هذه المشكلة أمريكا أقرب إلى حرب أهلية؟ ودعونا نفكر للحظة في كيفية انهيار المجتمعات والمجتمع؟
بالوقت الراهن يتم ترك المجتمع في نوع من "ديمقراطية شرودنغر". من ناحية أخرى، يزعم المتطرفون أن مرشحهم هو الرئيس حقًا لأن أصوات الانتخابات الأخيرة تم تزويرها أو أن الأشخاص الذين أطلقوا اسم الحزب المنافس لم يكونوا أشخاصًا على الإطلاق. ومن ناحية أخرى أيضاً، يَدّعي الحزب الذي لا يزال على ما يبدو ملتزمًا بالمعايير الديمقراطية، أن انتصاره كان عادلاً وحقيقيًا، وهو ما كان كذلك. لكن من يستطيع حل هذه الخلافات؟
هذه الاختلافات ستسبب الفوضى في أمريكا. قد ينشأ فراغ في السلطة وفي هذه الحالة يتهم كل طرف الآخر بالكذب والغش والسرقة في الانتخابات. كما أن المحاكم فاسدة ومنحازة. والناس خائفون ويبقون في المنزل. يبدأ رجال مسلحون بالسَيّر في الشوارع والاستيلاء على الأحياء والمدن، وهنا تبدأ الدبابات بالدخول.
في مثل هذا الوضع، نشهد انهيارًا واسعًا وعميقًا للديمقراطية لأن شرعية الانتخابات أصبحت موضع تساؤل. وأيضاً في هذه الحالة، تبقى مؤسسة واحدة فقط للحفاظ على الديمقراطية ونقل السلطة سلميا، وهذا ليس سوى استخدام للقوة العسكرية.