الوقت-أعلنت وسائل إعلامية أمريكية أن مجلس النواب الأميركي قد بدأ اليوم الأربعاء مناقشة تشريع لمساءلة الرئيس دونالد ترامب، واتهامه بتشجيع الهجوم على الكابيتول الذي أوقع 5 قتلى.
وبحسب تقارير أمريكية فانه من المقرر أن يصوت المجلس أولاً على تحديد القواعد الخاصة بالنقاش. وإذا تمت الموافقة عليها مثلما هو متوقع، فسيمهد ذلك الطريق أمام تصويت في وقت لاحق اليوم على إقرار بند للمساءلة يتهم ترامب بالتحريض على التمرد في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، حيث دعا أنصاره للمسير نحو الكابيتول للاعتراض على مصادقة الكونغرس لنتائج الانتخابات الرئاسية التي خسرها أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، والتي يصر أنها "انتخابات مزورة".
وفي السياق أعلن ستيني هوير، زعيم الأغلبية الديموقراطية بمجلس النواب الأميركي، وهو ثاني أهم شخصية ديموقراطية في ذلك المجلس، إن مجلس النواب "يعتزم رفع بنود مسائلة الرئيس دونالد ترامب لمجلس الشيوخ في أقرب وقت ممكن هذا الأسبوع"، مشيراً لمناقشات مع رئيسة المجلس نانسي بيلوسي.
مجلس النواب الأميركيّ صوّت بالعفل بالموافقة على قرار يدعو نائب الرئيس مايك بنس إلى تفعيل المادة 25 لعزل الرئيس دونالد ترامب، رغم أن بنس كان أعلن سابقاً رفضه تفعيل المادة المذكورة، وقد صوّت لمصلحة القرار 222 نائباً فيما عارضه 204.
ويعتبر ترامب أن مساعي عزله في الكونغرس الأميركي "سخيفة تماماً" وتتسبب بـ"غضب هائل"، وقال إن إجراءات عزله المحتملة في مجلس النواب، هي "استمرار لأكبر حملة مطاردة في تاريخ السياسة"، مؤكداً أنه يستبعد أي خطر لعزله استناداً إلى التعديل الـ25 في الدستور الأميركي.
ومساء الثلاثاء، أعلن 5 جمهوريين دعمهم قرار العزل من بينهم ليز تشيني، إحدى أبرز الشخصيات في الأقلية الجمهورية في مجلس النواب وابنة نائب الرئيس الأميركي السابق، وقالت في بيان اتّسم بنبرة لاذعة "سأصوّت لمصلحة توجيه قرار اتّهامي إلى الرئيس"، مضيفة أن "هذا التمرّد تسبّب بسقوط جرحى وقتلى وبحصول دمار في قدس أقداس جمهوريتنا".
وأعلن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل، الذي يتمتّع بنفوذ كبير في الحزب، لمقربين منه أنه ينظر بشيء من الرضى للاتهامات الموجهة لترامب، معتبراً أنها "تستند إلى أسس وأنه قد يساعد الحزب الجمهوري في طي صفحة ترامب نهائياً".
ووضعت العاصمة الفدرالية واشنطن تحت حماية أمنية مكثفة، حيث نصبت حواجز اسمنتية لسد أبرز محاور وسط المدينة، كما أحاطت أسلاك شائكة بعدد من المباني الفدرالية بينها البيت الأبيض، فيما كان الحرس الوطني متواجداً.
من جهته، ندّد رئيس هيئة الأركان الأميركية مارك ميلي، بما وصفه بـ"غزو الكابيتول"، مطالباً القوات الأمنية بالقيام بواجباتها في حماية الدستور ورفض التطرّف.
ومن المقرر أن يؤدي جو بايدن اليمين تحت حراسة مشددة في 20 كانون الثاني/يناير، مباشرة على درجات مبنى الكابيتول، مقر الكونغرس الأميركي، وأجاز البنتاغون نشر 15 ألف جندي للحفاظ على الأمن خلال مراسم التنصيب، بعدما انتقد لتأخره الأربعاء الماضي في إرسال الحرس الوطني.
وبدأ عناصر الحرس الوطني المنتشرون في شوارع واشنطن تسيير دوريات مسلحة في ساعة متأخرة الثلاثاء. وقال جو بايدن الاثنين "لست خائفاً" رغم خطر تنظيم احتجاجات جديدة مؤيدة لترامب.