الوقت - قالت وزارة الخارجية المغربية، السبت، إن بيان السلطات التونسية حول استضافة زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، "لم يزل الغموض الذي يكتنف الموقف التونسي بل ساهم في تعميقه".
ونقلت وكالة الأنباء المغربية الرسمية عن الناطق (لم يذكر اسمه)، أن البيان الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية بالجمهورية التونسية "ينطوي على العديد من التأويلات والمغالطات".
وأضاف إن "منتدى تيكاد ليس اجتماعا للاتحاد الإفريقي، بل هو إطار للشراكة بين اليابان والدول الإفريقية التي تقيم معها علاقات دبلوماسية"، مبرزا أنه "يندرج ضمن الشراكات الإفريقية على غرار الشراكات مع الصين والهند وروسيا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهي شراكات مفتوحة فقط في وجه الدول الإفريقية التي يعترف بها الشريك". وأردف: "بناء عليه، فإن قواعد الاتحاد الإفريقي وإطار عمله، التي يحترمها المغرب بشكل تام، لا تسري في هذه الحالة".
وتابع الناطق: "تم الاتفاق منذ البداية وبموافقة تونس على أن تقتصر المشاركة على الدول التي تلقت دعوة موقعة من قبل كل من رئيس الوزراء الياباني (فوميو كيشيدا) والرئيس التونسي (قيس سعيد)".
وزاد أن البيان الصادر عن تونس "ينهج "نفس التأويل فيما يتعلق بالموقف الإفريقي، الذي ظل على الدوام قائما على المشاركة الشاملة للدول الإفريقية، وليس أعضاء الاتحاد الإفريقي، وهو يستند إلى قرار قمة الاتحاد الإفريقي رقم 762، الذي يوضح أن إطار عمل تيكاد ليس مفتوحا في وجه جميع أعضاء الاتحاد الإفريقي، وأن صيغة المشاركة مؤطرة بالقرار نفسه ومن خلال ترتيبات مع الشريك".
وبخصوص مسألة الحياد بشأن قضية إقليم الصحراء، قال الناطق إن "امتناع تونس المفاجئ وغير المبرر عن التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 2602 الذي اعتمد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي يثير شكوكا حقيقية ومشروعة بشأن دعمها للمسار السياسي ولقرارات الأمم المتحدة".
كما اعتبر الناطق "استقبال قيس سعيد لغالي وإشارة البيان التونسي إلى تأمين استقبال لجميع ضيوف تونس على قدم المساواة مبعث اندهاش كبير، مع العلم أنه لا الحكومة ولا الشعب التونسي يعترفان بهذا الكيان الوهمي".
وشدد على أن الاستقبال "تصرف ينطوي على عمل عدائي صارخ وغير مبرر، لا يمت بصلة إلى قواعد حسن الوفادة المتأصلة لدى الشعب التونسي التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنطبق على أعداء الأخوة والأصدقاء الذين لطالما وقفوا إلى جانب تونس في الأوقات العصيبة".
والجمعة، استدعى المغرب سفيره لدى تونس حسن طارق، على خلفية استقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم "البوليساريو"، معتبرا في بيان لوزارة خارجيته أن ذلك "عمل خطير وغير مسبوق".
وردا على ذلك أعربت الخارجية التونسية في بيان، عن "استغرابها الشديد مما ورد في بيان المملكة المغربية من تحامل غير مقبول على الجمهورية التونسية، ومغالطات بشأن مشاركة (البوليساريو) في القمة".
وأكد البيان، أن تونس "حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء.. التزامًا بالشرعية الدولية، وهو موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلاّ سلميًا يرتضيه الجميع". وشدد على "التزام تونس بقرارات الأمم المتحدة وقرارات الاتحاد الإفريقي الذي تعدّ تونس أحد مؤسسيه".
وأردف البيان: "خلافًا لما ورد في البيان المغربي، فقد قام الاتحاد الإفريقي في مرحلة أولى بصفته مشاركًا رئيسيًا في تنظيم (تيكاد 8)، بتعميم مذكرة يدعو فيها كل أعضاء الاتحاد الإفريقي" بينهم البوليساريو". وأوضح أن "رئيس المفوضية الإفريقية، وجّه في مرحلة ثانية دعوة فردية مباشرة للبوليساريو".
ولفت إلى أن "تونس احترمت جميع الإجراءات الترتيبية المتعلقة باحتضان القمة، وفقًا للمرجعيات القانونية الإفريقية ذات الصلة بتنظيم القمم والمؤتمرات واجتماعات الشراكات وأعلنت حرصها على المحافظة على علاقاتها الودّية والأخوية والتاريخية العريقة التي تجمعها بالشعب المغربي".
ورفض البيان "رفضا قاطعا ما تضمنه البيان المغربي من عبارات تتهمها باتخاذ موقف عدواني تجاه المغرب ويضر بالمصالح المغربية".
ويتساءل متابعون لماذا يصر المغرب على الأزمة مع تونس عقب استضافتها زعيم البوليساريو ؟ حيث يرد البعض ذلك إلى أن الملك المغربي لم ينس الموقف التونسي الذي امتنع عن التصويت في مجلس الأمن في شهر أكتوبر من السنة الماضية على قرار له علاقة بالنزاع الصحراوي و هو ما اعتبرته المغرب موقفا تونسيا عدائيا منحازا للجزائر ستكون له تبعات سلبية على العلاقة بين تونس و المغرب. اذ يرى المغرب أن تونس قد حشرت نفسها في الزاوية و فضلت الاقتران بالجزائر لتزيد من عزلتها الإقليمية و القارّية و الدولية عموماً.
كما طرحت العديد من الأسئلة، حول حضور المغرب عدة فعاليات شارك فيها الوفد الصحراوي وانسحاب المغرب من إحدى القمم الإفريقية ثم عاد للجلوس مجدداغير بعيد عن الوفد الصحراوي، وهل من حق المغرب أن يعترض أو يندد بزيارة الوفد الصحراوي للحضور في مؤتمر تنظمه اليابان و هي من تحدد قائمة المدعوين له مع الإتحاد الأفريقي؟ ولماذا امتنعت المغرب عن الحضور قبل مجيء الوفد الصحراوي وهل كان حضور هذا الوفد مجرد ذريعة لتصفية حسابات قديمة؟ ولماذا يريد ملك المغرب فتح معركة سياسية تحت يافطة خيانة تونسية لما يسمى بالحياد الدبلوماسي التونسي؟ .
لم يعد سراً أن النظام المغربي و منذ انضمامه للاتحاد الإفريقي قد حضر جنباً إلى جنب مع الوفد الصحراوي كل المؤتمرات أو الأنشطة التي يشرف عليها الاتحاد الإفريقي و قد حضر الملك المغربي شخصياً إلى جانب الرئيس الصحراوي أعمال القمة الخامسة للشراكة الإفريقية الأوروبية التي تمت بساحل العاج سنة 2017 كما حضر الوفد المغربي مع الوفد الصحراوي قمة “التيكاد 7 ” في اليابان سنة 2019 ولذلك يتحدث كثير من المتابعين أن المغرب بافتعاله هذه المشكلة مع الرئاسة التونسية قد أحرج نفسه أمام الشعب التونسي، ولربما التطبيع مع الكيان الصهيوني والخضوع لضغوط الإدارة الصهيونية الأمريكية كان الدافع وراء هذا الإصرار.