الوقت- إن مفهـوم تدويـل القضيـة الفلسـطينية بـات مطروحـا للتـداول على نطـاق واسـع، إلا أنـه يبـدو أقـرب إلـى الشـعار، دون توافـر رؤيـة وطنيـة شـاملة لمضاميـن وأهـداف "التدويـل" بالنسـبة لقضيـة طالمـا كان البعـد الدولـي حاضـراً فيهـا.
وهذا يوجب البحــث فــي البعــد الدولــي للقضيــة الفلســطينية مــن حيــث الفــرص والمتطلبـات اإلسـتراتيجية، لإحيــاء وتفعيــل دور البعــد الدولــي كرافعــة أساســية فــي الكفــاح الوطنــي التحــرري للشــعب الفلســطيني حيث اختلفت وجهات النظر حول هذا الموضوع وأصبح هناك ادعاءات كثيرة، بالاضافة الى بعد الدول العربية عن دعم القضية الفلسطينية، حتى انهم قاموا بقطع التبرعات لمظمة الأنروا لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى.
فالمجتمـع الدولـي عاجـز فـي ظـل الانحيـاز الأميركـي لإسـرائيل، والازدواجيـة الدوليـة فـي المعاييـر، وغيـاب ارادة الواحـدة لأوروبـا، والضعـف العربـي لـن يحـل الصــراع، بــل ســينعكس أو يتجانــس، فــي أغلــب الألحــوال، مــع مــا يتــم فرضــه علــى الأرض، ومــا يحصــل الآلن هــو تكريــس الاحتــلال، وتوســيع الاســتيطان، وتهميــش القضيــة الفلســطينية.
وفي هذا الصدد أجرت مراسلة موقع الوقت الاخباري التحليلي مقابلة مع الكاتب والخبير في الشؤون العسكرية الاستراتيجية العمید "امين حطيط"، واليكم نص المقابلة:
الوقت: منذ انشاء الکیان الصهیوني نشهد تغیراً في مواقف الدول العربیه أمام الکیان الغاصب وابتعدت بعض الدول العربیة من الدعم العملي لقضیة فلسطین و نری تواطؤ بعض الدول العربیة مع الکیان الصهیونی علی حساب الفلسطینیین، لماذا نری هذا التغیر فی مواقف الدول العربیة.
أمين حطيط- منذ قيام العدو الاسرائيلي مغتصبا لفلسطين كانت هناك مواقف عربية مواتية أو مناسبة له، لكن في البداية كانت الامور بعضها ظاهر حقيقي وبعضها باطن مخفي وعلى سبيل المثال السعودية لم تكن تعادي العدو الصهيوني في العمق.
أما الان فالأمر تغير بسبب الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية وتغير في المشهد الدولي و ونجاح المجتمع الرسمي الغربي في فرض متغيرات على المشهد الاقليمي، هذا الأمر بدأ في احداث خرق في مصر فأنشأت اتفاقية كامب ديفيد ثم كان وادي عربة ومن ثم أوسلو فقسم ظهر القضية الفلسطينية من جهة اعتراف6 الفلسطينيين باسرائيل والتنازل عن معظم أرض فلسطين.
ما شجع الآخرين على الدخول في اتفاقات تطبيع وقبول وحتى التلويح للدخول في تكتلات وتحالفات مع العدو الاسرائيلي، لكن هذا المسار له مسار مضاد وهو مسار المقاومة ومحور المقاومة الذي يرفض أي نوع من أنواع التنازل للعدو الاسرائيلي ويبقى متمسكا بمقولة أن اسرائيل غدة سرطانية واجبة الاجتثاث.
الوقت: قال لارزینی"مساهمات الدول العربية لا تزيد على 4 في المئة من إجمالي ميزانية الأونروا وتواجه "أونروا" عجزا مزمنا في التمويل يقوض جهودها لتقديم الدعم الإنساني والتنمية البشرية جراء تراجع الدعم العربي لها، ودعم بعض الدول الأوروبية. لماذا قلت المساعدات العربیة لانروا؟
أمين حطيط- المؤامرة على الانروا لها شقين: الشق الأول والأساس هو الرغبة في تصفية هذه المنظمة ليتلوها اسقاط صفة اللاجئ وأخيرا حق العودة، والمسألة الثانية هناك تراجع بالاهتمام الدولي بقضية اللاجئين الفلسطسنيين وحقهم في البقاء كلاجئ ثم العودة الى فلسطين والتحول الى البحث عن كيفية توطين هؤلاء في المناطق التي يلجؤون اليها في هذه الأثناء.
وبما أن الاهتمام بالقضية الفلسطينية عربيا ودوليا تراجع بالنسبة للبعض فان هذا التراجع واكبه تراجع في قضية اللاجئين وتراجع في دعم منظمة الأنروا.
الوقت: الدول المطبعة مع الکیان الصهیونی کیف تستطیع ان تدعی أنها من الداعمین لقضیه فلسطین و کیف سیکون نهایة هذا الموقف المزدوج؟
أمين حطيط- من يعترف باسرائيل ويطبع مع العدو الصهيويني ويفتح له الأبواب مشرّعة أمامه لا يستطيع أن يدعي بأنه مناصر للقضية الفلسطينية، القضية الفلسطينية حتى تُنصر ينبغي أن يُتمسك بدعم الشعب الفلسطيني ومنع توطينه وتمكينه من العودة الى دياره، وكل عمل لايؤدي الى هذا الأمر فانه كذب ونفاق وبالتالي التطبيع هو تمكين للعدو الاسرائيلي في الثبات في الأرض المحتلة واطاحة بحق العودة واهدار للحقوق الفلسطينية وبالتالي التطبيع ودعم القضية الفلسطينية هما عبارتان ومصطلحان نقيضان لا يمكن أن يجتمعا، ومنافق من يدعي نصرة القضية الفلسطينية وهو يدعي التطبيع مع العدو الاسرائيلي.