الوقت- منذ بدایة العدوان الغاشم على اليمن والتحالف السعودي يرتكب الجرائم تلو الاخرى بحق الشعب اليمني وحتى على الرغم من الهدنة التي تم الإعلان عنها برعاية الأمم المتحدة ، مارس التحالف السعودي الإماراتي انتهاكات جسيمة وخروقات عديدة لبنود الهدنة المعلنة في اليمن، حيث إن التحالف السعودي عرقل مسار الهدنة ورفض تشغيل الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء لفترة طويلة تحت ذرائع واهية، بعد أن تبين للجميع أن التحالف هو من يعرقل مسار الهدنة خضعت السعودية وسمحت لعدد قليل من الرحلات بالهبوط في مطار صنعاء الدولي، وفيما يخص بنود الهدنة حول وصول السفن ودخول المشتقات النفطية إلى اليمن ايضاً تعنتت السعودية كثيراً، السعودية ايضاً لم تكتفِ بعدم الالتزام ببنود الهدنة وإنما استمرت في تجاوزها حيث نقضت الهدنة المعلنة من خلال التحركات العسكرية بين الحين والاخر.
حكومة الإنقاذ الوطني في الداخل اليمني وحرصاً منها على نجاح الهدنة دعت مراراً وتكراراً الجانب السعودي إلى الالتزام بالهدنة والتوقف عن الخروقات العسكرية، لكن تحالف دول العدوان (التحالف الذي تقوده السعودية) استمر في السير بخط معاكس للجهود السياسية والاممية لوقف الحرب على اليمن، حيث إن تصرفات دول العدوان أكدت عدم التزامها بتنفيذ الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن، خلال الهدنة الثانية والتي تم تمديدها للمرة الثانية برعاية الأمم المتحدة والتي لم يمضِ عليها سوا فترة قليلة جداً عاد التحالف السعودي من جديد ليسجل خروقات عديدة في اليمن، الخروقات التي قام بها التحالف نقلتها وسائل الإعلام اليمنية على نطاق واسع.
السعودية تخرق الهدنة في اليمن
في الواقع فإن التحالف السعودي الإماراتي خلال الفترة الماضية سجل العديد من الخروقات للهدنة المعلنة في اليمن، وفي هذا السياق أفادت وسائل الإعلام في اليمن بأن تحالف العدوان السعودي مستمر في خرق الهدنة المعلنة في اليمن، حيث إن التحالف انتهك وقف إطلاق النار في الحديدة 53 مرة خلال الـ24 ساعة الماضية.إضافة إلى ذلك فقد أفادت وسائل إعلام يمنية ايضاً بأنه إضافة إلى انتهاك تحالف العدوان السعودي لوقف إطلاق النار في الحديدة ، حلقت طائرات التجسس المسيرة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي على نطاق واسع فوق المحافظة.
إضافة إلى انتهاك تحالف العدوان السعودي لوقف إطلاق النار في الحديدة ، وتحليق طائرات التجسس المسيرة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي على نطاق واسع فوق المحافظة، انتهك التحالف السعودي وقف إطلاق النار ايضاً في المحافظات اليمنية الأخرى.
رداً على الخروقات السعودية
من الواضح أن صبر اليمنيين بدأ ينفد حيال الخروقات المستمرة التي ترتكبها قوى تحالف العدوان على اليمن برًا وبحرًا وجوًا، غير عابئة بالهدنة الإنسانية والعسكرية، التي تم التوصل إليها بوساطة الأمم المتحدة، قوى تحالف العدوان الأميركي - السعودي - الإماراتي تواصل خرق الهدنة، وبشكل يومي ومتتالٍ، على الرغم من التزام الطرف اليمني ببنودها، إلاّ أن قوى العدوان ارتكبت على مدى شهر من زمن الهدنة نحو ستة آلاف خرق على مختلف المستويات، ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى وأضرار مادية مختلفة.
وفي هذا السياق وجّه عضو المكتب السياسي لحركة "أنصار الله" اليمنية علي القحوم تحذيرًا جديدًا عبر موقع "العهد" الاخباري بأنّ القوات اليمنية لن تبقى مكتوفة الأيدي حيال هذه الخروقات، مؤكدًا أنّ لدى القوات المسلحة اليمنية الكثير مما تقدمه للسعودية ردًا على عدوانها، ومشيرًا إلى أنّ هناك أسلحة استراتيجية طوّرتها القوات اليمنية، يمكن أن تستخدمها في الرد على العدوان والخروقات. القحوم ، لفت إلى أنّ "قوى تحالف العدوان منذ البداية لم تلتزم بالهدنة، وواصلت ارتكاب الخروقات.."، وأضاف "الهدنة أساسًا بُنيت على مراعاة الوضع الانساني، وموضوع الأسرى، لكن السعودية تحاول وضع العراقيل وتحاول إفشال كل الجهود الهادفة للحفاظ على الهدنة، سواء الجهود الأممية أو الجهود المحلية وفيما يخص الأسرى".
وأوضح القحوم أنّ "الخطوات الأخيرة التي قامت بها السعودية بالأفراج عن بعض المعتقلين اليمنيين الذين زجّت بهم في سجونها ممن يبحثون عن لقمة العيش في السعودية، وتتحدث بشكل مضلّل على أنّهم أسرى.. كانت (الخطوات) مجرد محاولة للمزايدة"، معتبرًا أنّ هذه التحركات السعودية تنبّئ أنّهم يريدون إفشال الهدنة".وأضاف "العميد سريع كان واضحًا في رسالته، وهي أنّه على السعودية أن تفهم، أنّنا لن نفرّط بكرامتنا ولا باستقلالنا، وإنْ أرادوا إفشال هذه الهدنة، فعلى السعودية ودول العدوان، أن يتحملوا مسؤولية ذلك، لأننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام استمرار خرقها".وأكّد القحوم، أنّ الجانب اليمني ملتزم ببنود الهدنة منذ اليوم الأول لإعلانها، وبدأ العمل بموجبها، ولم يصدر من جانبه أيّ نوع من الخروقات للهدنة.وشدّد على أنّ السعودية هي التي تبادر إلى محاولة إفشال الهدنة، وكذلك تتعنت وتحاول إفشال الجهود الإنسانية، وقال: "لذلك فهي بالتالي تتحمل المسؤولية عن هذه الخروقات، وصبرنا لن يطول".
القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الأيدى
من جهةٍ اخرى قال عضو المكتب السياسي لحركة "أنصار الله" اليمنية علي القحوم : "طبعًا نحن لن نظلّ مكتوفي الأيدي أمام الخروقات السعودية ودول العدوان، وافقنا على هذه الهدنة على أساس أنها ستراعي الجوانب الإنسانية، وأن تكون هناك رحلات جويّة للمرضى إلى وجهة معروفة وواضحة، وهي الأردن، إلّا أن السعودية رفضت ذلك بعد الاتفاق على الهدنة ووضعت العراقيل، وما زال المطار إلى اليوم مغلقًا".وأردف: "أيضًا بالنسبة للميناء، كنّا اتفقنا على دخول السفن المحملة بالدواء والغذاء والمواد النفطية، ولكن لم يسمحوا إلّا لبعض السفن بدخول الميناء، فيما لا تزال هناك العديد من السفن محتجزة إلى اليوم، وكل ذلك ينبّئ أن السعودية لا تريد الاستمرارية لهذه الهدنة".
وحول الخروقات أيضًا، تابع القحوم: "هناك الغارات الجوية التي تنفّذها قوى العدوان على كثير من المناطق، وأيضًا هناك الخروقات الميدانية للمرتزقة في كثير من الجبهات.. وهناك ترتيبات وتحركات من قبل السعودية والإمارات وكذلك من قبل الأميركيين في البحر الأحمر بشكل واضح ومعلن. وهذه التحركات نحن نرصدها ونتابعها ونفهم منها أن لديهم نوايا مبيّتة للتصعيد".وحذّر القحوم من أنّه "في حال استمرت السعودية في عدوانها وخرقها للهدنة، نحن لن نظل مكتوفي الأيدي، بل سندافع عن كرامتنا وسيادتنا، ولدينا الكثير مما نقدمه للسعودية ردًا على عدوانها.. هناك تطوير للسلاح الاستراتيجي، ولدينا ترتيبات كبيرة جدًا، وعلى السعودية أن تعتبر من 7 سنوات من العدوان على اليمن برًا وبحرًا وجوًا".وقال: "هذا العدوان لن يجني لها إلاّ الخيبة والخسران، وعليها أن تفهم أنّ الاستمرار في العدوان وفي التآمر على اليمن، لن يفيدها ولن يجلب لها إلاّ الخيبة.. ولذلك عليها أن ترفع يدها عن اليمن".وختم القحوم قائلاً: "نحن ملتزمون بالهدنة وسنهتم ببلادنا، وبأمورنا، لكن إذا استمروا بعدوانهم واحتلالهم فنحن مضطرون للدفاع عن بلدنا وكرامتنا وسيادتنا، وردّ العدوان والإجرام"
في الختام يبدو أن الانفراجات للوضع في اليمن والتحول نحو الحلول السياسة التي أمل الكثير بحصولها لإيقاف الحرب في اليمن ضئيلة بسبب التجاوزات السعودية وعدم التزامها بالهدنة المعلنة وما لا يخفى على أحد أن السعودية لا تلتزم أبدا بالاتفاقات التي توقع عليها، فخلال كل السنوات الماضية خرقت السعودية العديد من الاتفاقات، من جهةٍ اخرى لا شك أن اليمن مُعتدىً عليه، ويحق له الدفاع عن نفسه، بكل السبل والوسائل. وهذا حق كفلته كل القوانين الدولية. وهو في ذلك، ينتصر للقانون الإنساني. فالمعتدي هو السعودية وتحالفها المدعوم من الصهيو - أميركية في المنطقة، ولا يحق للسعودية التدخل بهذه العنجهية في الشأن اليمني، أو التغوُّل العسكري، البري تارة والجوي تارة أخرى، وإذا كانت السعودية تبحث عن مَخرج للصراع، فإن السبيل الوحيد أمامها هو الانصياع للمبادرات التي أطلقتها قيادات حركة "أنصار الله" مراراً وتكراراً، عبر وقف العدوان العسكري عن الشعب اليمني فوراً والالتزم بالهدنة المعلنة.