الوقت- انتهت الجولة الثانية من مفاوضات عمّان الهادفة إلى فتح الطرقات والممرات الإنسانية، من دون تحقيق إنجاز حقيقي في هذا الملف، باستثناء تشكيل لجنة عسكرية مشتركة من الطرفين، بهدف متابعة المناقشات، فضلاً عن مراقبة وقف إطلاق النار. وجاء ذلك في أعقاب إعلان المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، التقدم بمقترح جديد يأخذ في الحسبان مخاوف الطرفين، وضرورة إرفاق أي آلية بنوع من الضمانات.
ووفق مصادر دبلوماسية تحدثت إلى «الأخبار»، فإن المقترح يدعو إلى فتح خمسة طرقات، منها طريق إمداد رئيس يربط مدينة الحوبان بمدينة تعز، إضافة إلى الطرق الثلاثة التي كان وفد صنعاء اقترح تشغيلها (الحوبان - الزيلعي - صالة، الستين - الخمسين - الدفاع الجوي - بير باشا، والراهدة - كرش - عدن، فضلا عن طريق خامس يربط بين دمت والضالع.
وبعد إعلان انتهاء المفاوضات، وصل غروندبرغ، برفقة رئيس الوفد المفاوض التابع لحركة «أنصار الله»، اللواء يحيى عبد الله الرزامي، وأعضاء الوفد، إلى صنعاء ظهر أمس، على متن طائرة أممية، حيث أكد المبعوث الأممي أنه يتطلع إلى «تعاون مثمر من القيادة، يعزز فرص ثبات الهدنة، ويسهم في إنجاح الجهود الأممية لفتح الطرقات»، مشيرا إلى أن مباحثاته في العاصمة اليمنية سوف تشمل الملف الاقتصادي أيضا.
ومن جهته وعد وفد صنعاء بتقديم مقترح غروندبرغ الأخير إلى القيادتين «الثورية» والسياسية من أجل إبداء الرأي فيه، لهذا سيحاول المبعوث الأممي إقناع «المجلس السياسي الأعلى» بالموافقة على الخطة الجديدة، مع ضمانات بعدم استخدام ميليشيات «الإصلاح»، تبة سوفتيل الاستراتيجية، لأغراض عسكرية.
كما طرح غروندبرغ، أثناء زيارته الأخيرة لمدينة عدن، على رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، فتح ثلاثة طرقات في تعز، وهو ما أعاد وفد صنعاء اقتراحه في الجولة الأولى من مفاوضات الأردن، إلا أن الوفد الموالي للتحالف السعودي - الإماراتي رفض التعاطي مع تلك المقترحات، بوصْفها، كما قال، محاولة من قبل حكومة الإنقاذ للاكتفاء بـ«فتح طرقات ترابية».
ولكن الوفد نفسه عاد، مساء أول من أمس، عقب إعلان غروندبرغ خطته المعدلة، ليعلن قبوله بذلك باعتباره يمثل «الحد الأدنى من مطالب أبناء تعز، على أن يتم تزمين فتح بقية الطرق خلال الأشهر القريبة القادمة».