الوقت - بعد أيام قليلة من استشهاد اثنين من أفراد الحرس الثوري الإيراني بصاروخ أطلقه الکيان الصهيوني علی سوريا، تم الوفاء بالوعد الذي قطعه قادة الحرس الثوري بالرد بحزم على جرائم وشرور الصهاينة.
في عملية صاروخية دقيقة، تم تدمير قاعدة مهمة وغامضة لجهاز التجسس التابع للکيان الصهيوني في إقليم كردستان العراق، وحسب المعلومات الأولى المتوافرة، فقد تم إطلاق ما لا يقل عن 10 صواريخ في هذا الهجوم، بما في ذلك عائلة "فاتح 110".
وهکذا، اتضح أفضل من ذي قبل أن هذا الصاروخ أصبح العمود الفقري الرئيسي لقدرة إيران الصاروخية في السنوات الأخيرة، وهو عامل مهم في معاقبة الجماعات الإرهابية وأسيادها.
إن سلسلة صاروخ فاتح 110 هي في الواقع استجابة لحاجة جمهورية إيران الإسلامية لزيادة دقة الصواريخ الباليستية التكتيكية قصيرة المدى، وقد تم تطويرها على أساس صواريخ "زلزال" غير الموجهة.
تم اختبار هذه الصواريخ منذ 2001 فصاعداً، وحتى هذا العام لا يزال يتم إنتاج نماذج أولية تستند إلى التصميم العام لهذه العائلة في صناعة الدفاع الإيرانية.
تعتمد جميع صواريخ سلسلة فاتح 110 على تصميم وقود صلب من مرحلة واحدة، ومع تركيب مجموعة متنوعة من الأجنحة الصغيرة، فضلاً عن أنظمة مثل القصور الذاتي للألياف الضوئية والرؤوس الحربية القابلة للفك والمناورة، استمرت الدقة غير العادية لهذا الصاروخ في الزيادة في العقدين الماضيين.
والقضية الأخرى هي تطوير المواد المركبة في عائلة صواريخ سلسلة فاتح 110، والتي، مع الحفاظ على وزن هذه الصواريخ، زادت من مدى هذا الصاروخ في كل سلسلة جديدة في فترة معينة.
وإلى جانب مسألة الرؤوس الحربية القابلة للفصل، فإن قضايا مثل زيادة السرعة في المرحلة النهائية للهجوم، واجتياز الرقم المهم 5 ماخ والدخول في مرحلة السرعات الفائقة الصوت، هي من بين القضايا التي تم إجراؤها في النماذج المتقدمة لعائلة فاتح 110 مثل سلسلة "دزفول".
بعد تقديم عدة نماذج مثل فاتح 110، شهدنا إدخال صواريخ مثل سلسلة "هرمز 1 و 2" بقدرات مضادة للرادار ومضادة للسفن.
صاروخ "الخليج الفارسي" هو عضو خاص آخر من عائلة فاتح 110، والذي لديه القدرة على الاشتباك مع أهداف بحرية، وله رأس حربي بصري للمعركة في المرحلة النهائية.
حتى الآن فيما يتعلق بمسألة المدی، كانت عائلة صواريخ سلسلة فاتح في مديات تتراوح بين 200 و 300 إلى 400 كم بشكل أساسي، ولكن بسبب الإمكانات العالية لهذه الخطة، كانت مسألة زيادة المدى في عائلة الصواريخ هذه على جدول أعمال أيضًا.
صواريخ فاتح 313، ذو الفقار، فاتح مبين، دزفول، رعد 500، صاروخ الحاج قاسم وخيبرشكن، كلها منتجات في مجال الصواريخ الباليستية التكتيكية القائمة على تصميم عائلة فاتح 110، والتي وصلت أخيرًا إلى مدی 1450 كيلومترًا في هذه السلسلة بصاروخ "خيبرشكن".
الصواريخ المطورة على أساس سلسلة فاتح 110 أصبحت اليوم واحدةً من الأسلحة الرئيسية في الترسانة الصاروخية لجمهورية إيران الإسلامية وحتى محور المقاومة. والأهم من ذلك، في الحالة الأخيرة، شاركت القوات الصاروخية الإيرانية في خمس عمليات خارجية.
معاقبة داعش مرتين بصواريخ عائلة فاتح 110
عُرف اسم عائلة فاتح 110 والصواريخ التي تم تطويرها بناءً عليها لأول مرة بين الناس عام 2017، بعد الهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم داعش على مجلس الشورى الإسلامي ومرقد الإمام الخميني(رحمه الله).
في هذا الهجوم، كان الصاروخ الرئيسي المستخدم هو سلسلة صواريخ "ذو الفقار". إنه صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب ويبلغ مداه 700 كيلومتر، وقادر على حمل رأس حربي يزيد وزنه عن 500 كيلوجرام. الصواريخ الإيرانية استهدفت التنظيم الإرهابي شرقي سوريا.
لكن تنظيم داعش الإرهابي نفذ هجوماً إرهابياً مجدداً خلال عرض عسكري في 22 أيلول/سبتمبر 2017 في مدينة أهواز. ورداً على هذا الهجوم، فجر يوم 30 أكتوبر، استهدفت مجموعة من صواريخ "ذو الفقار" و"قيام" وطائرات بدون طيار تابعة للحرس الثوري شرق سوريا مرةً أخرى.
الجولة الأولى في شمال العراق
بالطبع، منطقة شمال العراق مألوفة لعائلة فتح 110؛ حيث في منتصف سبتمبر 2016، وردًا على الهجوم والاستشهاد المظلوم لعدد من أعضاء الحرس الثوري في تموز من العام نفسه بغرب إيران، تم هجوم صاروخي بصواريخ فاتح 110 - ربما من الأجيال الأولى - استهدف مقر الجماعة الإرهابية في "كوي سنجق" بإقليم كردستان. ونتيجةً لهذا الهجوم الدقيق للغاية، قُتل 15 عضوا من الكادر القيادي للحزب الديمقراطي الكردستاني.
وعلى الرغم من أن الصواريخ المستخدمة في هذا الهجوم اعتبرت نماذج أصلية من عائلة سلسلة فاتح، إلا أن الدقة العالية لهذه الصواريخ ثبتت في الصور التي نُشرت بعد الهجوم، ووجهت ضربة قوية لقيادة وتماسك هذه المجموعة الإرهابية.
عین الأسد؛ الحرس الثوري في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة
بعد الاغتيال الجبان للقائد المحبوب للشعب الإيراني وشعول المنطقة، أي اللواء سليماني، في مطار بغداد، نفذ الحرس الثوري الإيراني عملية الانتقام، والتي يمكن القول إنها أهم عمل عسكري في تاريخ إيران.
وبعد عدة أيام من الهجوم، تم نشر صور الأقمار الصناعية الأولى ثم صور من داخل القاعدة، ما أثبت الدقة العالية والقوة التدميرية للصواريخ الإيرانية.
في الهجوم علی عين الأسد، تم استهداف أهداف مثل الحظائر المؤقتة للطائرات العسكرية الأمريكية بدون طيار، وحتى أماكن الإقامة والمعدات اللوجستية للجيش الأمريكي. وكشفت تقديرات دقة الهجوم، أن الحرس الثوري الإيراني استهدف بالضبط النقاط المحددة سلفاً.
عائلة "فاتح" ذاهبة للحرب مع الصهاينة
تعدّ مسألة وجود عناصر من الکيان الصهيوني في شمال العراق وداخل إقليم كردستان العراق، من القضايا التي طالما ذكرها المسؤولون الإيرانيون وحتى بعض المسؤولين العراقيين في السنوات الأخيرة سراً وعلناً.
إن سنوات من الاحتلال المباشر وغياب حكومة مركزية قوية في العراق، أدت إلى تحويل جزء من الأراضي المجاورة لإيران إلى بؤرة لبعض العناصر الصهيونية. وبالطبع، تسببت هذه العناصر في العديد من المشاكل والإجراءات المزعزعة للأمن ضد جمهورية إيران الإسلامية في السنوات الأخيرة.
أخيرًا، وصلت هذه الإجراءات الإرهابية إلى نقطة لا تطاق بعد استشهاد اثنين من المستشارين الإيرانيين في سوريا علی يد الجيش الصهيوني. وبالتالي، في الساعات الأولى من فجر الأحد 13 آذار، أطلقت 10 صواريخ على منطق أربيل بينها صواريخ من عائلة فاتح 110، استهدفت ودمرت منطقةً مهمةً واستراتيجيةً في الخطط الأمنية للکيان الصهيوني في المنطقة.
تظهر الصور الأولية أن الصواريخ التي تم إطلاقها من عائلة فاتح 110، مثل العمليات الأربع السابقة، أثبتت هذه المرة أيضًا بفخر دقتها العالية وقوتها التدميرية.
والآن ولأول مرة يتذوق الکيان الصهيوني دقة وقوة هذا الصاروخ الإيراني الشهير، الذي جاء نتاج جهود وإخلاص الشهيد "تهراني مقدم" ورفاقه الشهداء. وبالتأكيد، إذا لزم الأمر، سيتذوقون مرةً أخرى قوة صواريخ إيران ومحور المقاومة.