الوقت- عادت التطورات التي شهدتها محافظة الحسكة في الأيام الأخيرة إلى واجهة اهتمام وتحليلات وسائل الإعلام تجاه سوريا، وأصبحت أنباء جهود بعض الدول لإعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي في هذا البلد والمنطقة أكثر واقعية.
وأشار مصدر ميداني يتابع عن كثب التطورات في شمال شرقي سوريا إلى تفاصيل ما يجري جنوب مدينة الحسكة، قائلاً إن الاشتباكات في حي الغويران بدأت عندما حفر عناصر سرية لتنظيم داعش نفقاً بطول 4 كيلومترات.
وحسب هذا المصدر الميداني المطلع، فقد حفر إرهابيو داعش هذا النفق وتمكنوا من الوصول إلى مدخل سجن حي الصناعة جنوب مدينة الحسكة، واجتازوا المرحلة الأولى من العملية لفتح الطريق للمرحلة الثانية.
وقال المصدر الميداني إن المرحلة الثانية من العملية نفذتها مجموعة إرهابية أخرى بسيارة انتحارية وسترات ناسفة عند مدخل السجن، مضيفاً: "بعد الهجمات الانتحارية شن إرهابيو داعش عملية اقتحام ليدخلوا السجن ويطلقوا سراح رفاقهم. وأشار إلى مفاجأة ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية (تحت قيادة أمريكية) وقال: "القوات الديمقراطية التي تعرضت لصدمة الهجمات المفاجئة بذلت قصارى جهدها لمنع إرهابيي داعش من دخول السجن".
وأضاف المصدر الميداني: "لم يمض وقت طويل على بدء الاشتباكات على مدخل سجن الصناعة حتى فوجئت قوات سوريا الديمقراطية مرة أخرى، وهذه المرة استُهدفت من الخلف (داخل السجن)." وبحسب المعلومات التي قدمها هذا المصدر الميداني، ففي نفس الوقت الذي اندلعت فيه الاشتباكات عند مدخل السجن، دخلت مجموعة من إرهابيي داعش السجن عبر نفق وهاجمت قوات سوريا الديمقراطية من الخلف.
وحسب بعض المصادر الميدانية في مدينة الحسكة، فقد استغل عدد كبير من الإرهابيين الأسرى الفرصة الذهبية بعد الهجمات الانتحارية وتصاعد الصراع وتمكنوا من الفرار عبر النفق المحفور. وبذلت قوات أمن السجون جهودًا كبيرة لاستعادة الأمن خلال الاشتباكات، لكن تنظيم داعش الإرهابي خطط لعدة عمليات جانبية على المحور وانهارت قوات سوريا الديمقراطية بتكرار وزيادة الهجمات.
خلال الاشتباكات العنيفة في حي وسجن الصناعة جنوب مدينة الحسكة، استشهد عدد من قوات سوريا الديمقراطية وأسر عدد منهم، وأصبح الوضع صعبًا عليهم لدرجة أن قوات جديدة من عدة مدن منها الرقة تم إرسالهم لمساعدتهم في الحسكة. وقُتل ما لا يقل عن 28 جنديًا كرديًا وجُرح العشرات في اشتباكات على طول المحور، وحسب ما ورد نُقل معظم الجرحى إلى مستشفيات الحسكة والقامشلي لتلقي العلاج.
وتستمر الاشتباكات بين الجانبين في منطقة سجن الصناعة وضواحيها، وقد وصلت مروحيات التحالف الغربي إلى المنطقة لدعم ومساعدة القوات الكردية، لكن الإرهابيين يواصلون المقاومة وإفشال الجهود الرامية للسيطرة على الموقف. على الجانب الآخر، علينا أن ننتظر ونرى ما الذي تبحث عنه داعش في الحسكة وما إذا كانت لديها خطة تتجاوز حدودها مهاجمة السجن وتحرير الاسرى.