الوقت- إن إخلاء الضفة الغربية من السكان الفلسطينيين هو أحد أهداف الکيان الصهيوني على المدى المتوسط، والذي يسعى إلى تحقيقه منذ اتفاقيات أوسلو عام 1993.
تضم الضفة الغربية أكبر تجمع سكاني فلسطيني، ولهذا السبب يحاول الصهاينة إخلاء هذه المنطقة من السكان بسياسات مختلفة.
إن تدابير مثل بناء طرق نقل غير سالكة للفلسطينيين بين المدن الفلسطينية، الجدار الحائل الذي يفصل الضفة الغربية عن أراضي 1948، عدم إصدار تصريح لإعادة إعمار المباني الفلسطينية، إقامة العديد من الحواجز على طول الطرق التي يسلکها الفلسطينيون، جزء من محاولات الصهاينة لإعادة توطين الفلسطينيين بالقوة.
ومؤخراً سجل معهد أبحاث صهيوني اعترافات العسكريين في دراسة ميدانية، أقروا فيها بارتكابهم أعمالاً غير إنسانية من أجل الضغط على الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني.
کما أجرى موقع "سيحا-ماكوميت" التابع للتيار اليساري في الکيان الصهيوني، بحثاً ميدانياً لجنود الجيش الصهيوني وطلبة فلسطينيين في أطراف مدينة "رام الله" الفلسطينية، يزعم فيه الجنود بأنهم يفرضون عقوبات عامة على سكان قرى وبلدات الضفة الغربية، من أجل تحسين الظروف المعيشية للمستوطنين الصهاينة.
إغلاق مداخل القرى والمدن
من الإجراءات العقابية التي يقرها جيش الکيان الصهيوني، إغلاق مداخل البلدات والقرى حتى لا يصل سكان هذه الأماكن إلى أماكن عملهم في الوقت المناسب.
على سبيل المثال، في مدينة "دير نظام" قرب رام الله، يقول جندي يعمل في إحدى الحواجز الثلاثة: "نحن نؤجل رحيل كبار السن، ونحاول أن نجعل الحياة صعبةً على الناس هنا".
ويدعي أنهم ينفذون هذا العقاب الجماعي لمنع الأطفال الفلسطينيين من رشق الدوريات التي تقوم بالدوريات في شارع 465 بالحجارة. ويضيف: "نسعى للضغط على سكان هذه المناطق ليمنع كبار السن الأطفال الفلسطينيين من رمي الحجارة".
عمليات تفتيش طويلة
اعتراف آخر لجنود الجيش الإسرائيلي على الحواجز، هو توقيف سيارات سكان المنطقة لفترات طويلة وتفتيش هذه السيارات، الأمر الذي يستغرق وقتاً طويلاً، وأحياناً يؤدي إلى إغلاق مداخل منطقة ما بشكل كامل. وتهدف هذه الخطوة إلى الضغط على الفلسطينيين في المنطقة.
الهجوم على المدارس
في مقابلات أجراها الموقع الصهيوني مع طلاب مدرسة ابتدائية، قال الطلاب الفلسطينيون إن جيش الکيان الصهيوني يهاجم المدارس ويلقي الغاز المسيل للدموع على المدارس. ويكون هذا الإجراء شديدًا في بعض الحالات، لدرجة أن بعض الطلاب يفقدون وعيهم.
وسجلت الدراسة وثائق من جنود إسرائيليين، تظهر أن المعلمين كانوا يدافعون عن الطلاب عندما هاجمت القوات الإسرائيلية المدارس. لكن الجيش بدأ بإخلاء المدرسة.
اعتقال طلبة المدارس
حسب طلاب فلسطينيين مسجلين في الدراسة، فإن قوات الاحتلال تختطف طلاب مدرسة ابتدائية فلسطينية؛ طلابٌ يشتبه في مشاركتهم في رشق الدوريات الصهيونية بالحجارة.
کما قام الجيش الإسرائيلي بإخراج الطلاب من المنطقة وضربهم ثم إعادتهم إلى القرية. وفي بعض الحالات، يتم القبض عليهم.
ويظهر هذا البحث أن هذه الأعمال التي يقوم بها جيش الکيان الصهيوني لها نتائج عكسية، بحيث أن معدل إلقاء الحجارة على دوريات الکيان الصهيوني قد تزايد.
وتكشف بيانات هذه الدراسة بوضوح عن أمرين: أولاً، انخرط الصهاينة في أعمالهم اللاإنسانية لدرجة أنهم لا يترددون في التعبير عنها علنًا، والاعتراف بالأفعال التي لا يقرها أي ميثاق بشري.
وثانياً، المقاومة والنضال ضد اغتصاب الأرض ليسا من الأمور التي ستهدأ، لكنها ستشتعل أكثر فأكثر كل يوم.