الوقت - أحدثت الرياض وأبو ظبي، خلال الأيام القليلة الماضية، كوارث إنسانية مروعة في مناطق متفرقة من اليمن انتقاماً من عملية "اعصار اليمن" الواسعة النطاق في عمق الإمارات، حيث استهدفت مقاتلات التحالف السعودي، يوم الجمعة، السجن المركزي في صنعاء.
وذكرت وسائل إعلام يمنية أن العدوان أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح خطيرة، وفي السياق غرد رئيس اللجنة الثورية العليا اليمنية محمد علي الحوثي على تويتر عن القصف في مختلف مناطق اليمن، وقال، ان استهداف المدنيين جريمة حرب ولا شيء ينكر هذه الحقيقة.
من الواضح أن سلسلة الجرائم الهستيرية التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي بحق المدنيين في اليمن ، وخاصة آخر جريمته، قصف سجن صعدة المركزي وقتل المئات من اليمنيين، نابعة من غضبهم من الهجمات التي هزت قلب الامارات. يعد تصعيد جرائم التحالف السعودي ضد المدنيين في اليمن العامل المهم الوحيد الذي يظهر مدى نجاح عملية اعصار اليمن في قلب أبوظبي.
وفي هذا الصدد أجريت مقابلة مع الكاتب والمحلل السياسي اليمني طالب الحسني.
حيث قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني طالب الحسني تعليقا على ما يرتكبه العدوان السعودي الإماراتي من مجازر ضد المدنيين في اليمن إن تصعيد العدوان بدأ منذ شهر لكنه بلغ ذروته اليوم وامس بضوء أخضر أمريكي للضغط على صنعاء للقبول بما تطرحه ادارة الرئيس الأمريكي جورج بايدن من رؤية للحل في اليمن.
وأكد الحسني أنه في الفترة الأخيرة كان هناك استخدام لألوية العمالقة الإرهابية التي تدين بالولاء للإمارات في الساحل الغربي لليمن وهي ألوية ارهابية تتطابق في توجهاتها وايديولوحيتها مع جبهة النصرة في سوريا، مردفا ان هذه الالوية شنت هجمات على مأرب وشبوة أفشلتها القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية وهذا ما أوصل الإمارات إلى طريق مسدود بعد ان اعتقدت أن الضغط الميداني سيحقق لها ولدول العدوان ما لم تحققه الغارات التي استهدفت المطارات والجسور والمرافق الحكومية وهو ما دفع العدوان للانتقام من المدنيين اليمنيين عبر هذه المجازر التي ترتكب اليوم ويندى لها جبين الانسانية.
واعتبر أن الرد المزلزل الذي استهدف العمق الإماراتي إطار صواب حكام أبو ظبي التي استجابت للأمريكيين لتحريك الجبهات لإجبار اليمن على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بالشروط الأمريكية ولكن الرد الصاعق من الجيش والقوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية احبط مساعيها لذلك جاء هذا التصعيد للتغطية على الفشل العسكري البري الميداني.
وبين المحلل السياسي اليمني أن الإمارات تحاول تشكيل ضغط على اليمن باستهداف المدنيين، مضيفا انه مما يثير السخرية أن مجلس الأمن اجتمع لإدانة الضربة اليمنية على الإمارات المعتدية وتجاهل الجرائم والمجازر التي ترتكب بحق المدنيين اليمنيين، مشددا على أنه سيكون هناك رد حازم وقاسي على هذه الجرائم، ومؤكدا أن الإمارات لا تستطيع التعايش مع ردود عسكرية متواصلة من القوات المسلحة اليمنية ولذلك فهي تسعى لتأليب المجتمع الدولي حتى يوقف الردود اليمنية في العمق الإماراتي، مضيفا أن اليمن لا يرضخ لهكذا ضغوط لأنه يعلم أن المجتمع الدولي منحاز للعدوان ولن ينفع دول العدوان اليوم كما لم ينفعها في الماضي.
وختم الكاتب والمحلل السياسي اليمني طالب الحسني حديثه بالتأكيد على أن الرد اليمني قادم ولن تكون لا الإمارت ولا دول العدوان الأخرى قادرة على استيعابه.