الوقت - قالت القوات المسلحة اليمنية في رسالة على لسان العميد الركن عابد محمد الثور مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي في الجيش اليمني إن استهداف ميناء الحديدة سيجلب معه الكثير من المشاكل وسوف يقود إلى تغيير في الاستراتيجية العسكرية اليمنية تجاه دول تحالف العدوان وخاصة تلك القريبة إلى الحدود والمياه الاقليمية اليمنية.
وأردفت القوات المسلحة اليمنية بالقول: إن أي استهداف لميناءي الحديدة وصليف سيعني أنه لن يكون هناك أي نوع من أنواع التحسن الشكلي في مفاوضات السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة لأن الجمهورية اليمنية ستعتبر أن هناك ضوء أخضر من الأمم المتحدة وموافقة من مجلس الأمن وإشراف مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركة من الكيان الصهيوني على أي استهداف لميناء الحديدة.
وأكد العميد الركن عابد محمد الثور ان أي استهداف من قوى العدوان لميناء الحديدة أو ميناء الصليف قد يكون مقدمة لعمل عسكري مشترك بين دول تحالف العدوان وهو ما سيزيد الأزمة اليمنية تفاقما وسوف يضاعف معاناة اليمنيين كون ميناء الحديدة هو الشريان الحيوي الوحيد لأبناء اليمن المحاصر وبالتالي فإن أي عمل عسكري ضد ميناء الحديدة يعني حماقة غير محسوبة النتائج من النظام السعودي وستكون عواقبها وخيمة على هذا النظام أولا وعلى النظام الإماراتي ثانيا.
كما اكد العميد الركن عابد محمد الثور أن القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الأيدي بل ستقوم بخيارات عسكرية ستعصف بالمنطقة البحرية وخاصة فيما يتعلق بالموانيء السعودية والأهداف الحساسة فيها وسوف تتجه المنطقة بشكل عام وخاصة البحر الأحمر ودول العدوان المطلة عليه إلى مزيد من التوتر والفوضى وسيكون حينها من الصعب جدا ردم الفجوة التي أحدثتها حماقة النظامين السعودي والاماراتي لأن الأحداث حينها ستنزلق إلى منطقة الخطر وستكون معها الخيارات اليمنية الرادعة قد وصلت إلى ذروتها ولن تستطيع السعودية والإمارات حينها تعويض خسائرهما لفترات طويلة قادمة.
واضاف، فإذا كانت السعودية ترى أن استهداف ميناءي الحديدة والصليف نوعا من الحفاظ على توازنها العسكري وخاصة بعد انهياراتها المتلاحقة التي تعانيها على الجبهات اليمنية كافة فإن ذلك سيؤدي لكوارث حقيقية على السعودية وسيكون رد الجيش اليمني استثنائيا وسيتمثل في السعي بكل الامكانيات المتاحة لتحقيق مستوى الردع المتبادل والسعي لتحقيق التفوق على القدرات السعودية والاماراتية خاصة في مجال القوى الصاروخية بأنواعها وسلاح الجو المسير والقوى البحرية وسوف تندرج عملية الردع العسكرية في العمقين السعودي والاماراتي تحت اسم المبادرة الخاصة للدفاع، أي أن كل جهود الدولة اليمنية ستصب في هذه المبادرة.
وتابع، ان اي استهداف لميناء الحديدة الشريان الحيوي الأهم للشعب اليمني سيجعل السعودية والإمارات تندمان على ما اقترفته أيديهما وسيضعهما تحت طائلة البرنامج الوطني الاستراتيجي اليمني للدفاع وستصبح المنطقة بشكل عام تحت طائلة البرنامج الدفاعي اليمني بما في ذلك الكيان الصهيوني وسوف يتغير نمط الحرب خلال العام 2022 وهو الأمر الذي ستزداد معه أشكال القوة العسكرية اليمنية وهو ما سيزيد الخسارة اللاحقة بالنظام السعودي.
ونوه الى ان أي محاولات أمريكية أو إسرائيلية لتدعيم الموقف الإماراتي السعودي في اليمن لن تخدم النظام السعودي وحلفاؤه بل ستزيد من الضغط عليهم ولن تخدمهم في تحسين قدراتهم العسكرية بل ستزيد من معاناتهم واذا حاولت امريكا واسرائيل تدعيم أي أعمال عسكرية ضد ميناءي الحديدة والصليف فإنها تتجه بذلك لوضع مصالحها في البحر الأحمر تحت خطر حقيقي وحينها لن ندخر جهدا في مواجهة الوجود الأمريكي في البحر الأحمر، ليس ذلك فقط بل ستتأثر مصالح أغلب دول العالم في البحر الأحمر وخاصة التجارية والاقتصادية.
واضاف ان عملية الردع ستكون الخيار اليمني للدفاع عن البلاد وستتغير معها موازين القوى وسيحمل الميزان العسكري والاستراتيجي اليمني تغييرا جوهريا من ناحية زيادة القدرات العسكرية التي ستؤثر بشكل كبير على قدرات القوات الأجنبية المتواجدة في البحر الأحمر وعلى الأرض السعودية وسيصل العدوان إلى طريق مسدود بخصوص قدرته على فرض سيطرته في البحر الأحمر.
وفي الختام قال العميد الركن عابد محمد الثور، لن يجد النظامان السعودي والاماراتي وداعمهما الأمريكي اي نوع من المهادنة اذا ما تم استهداف ميناء الحديدة وسوف ينعكس ذلك سلبا عليهم وسوف تثبت القوات المسلحة اليمنية مرة اخرى بجيشها ولجانها الشعبية أنها الحاجز المنيع أمام محاولات كل تحالف العدوان وعلى رأسه امريكا واسرائيل من النيل من اليمن وشعبه وحريته واستقلاله.