الوقت - كشف موقع “مينا ديفنس”، أن الجيش الجزائري تمكن مؤخرا من الحصول منظمومة صينية متطورة للحرب الإلكترونية، مشيرا إلى أن هذا النظام الجديد هو عبارة عن منظومة متكاملة للحرب الإلكترونية، أنتجته شركتا ELINC وCEIC الصينيتان.
ووفق ذات المصدر، فإن من مميزات هذا النظام هي كشف رادارات العدو لمسافة 600 كم وتحديد المواقع وتصنيف تحركات العدو على هذه المسافات وحماية الرادارات والأنظمة المضادة للطائرات من الصواريخ المضادة للإشعاع من خلال “تغطية” ترددات الرادار ومنع الاتصالات لمسافة 300 كم ومنع العدو في الجو والبحر والبر من استخدام أنظمة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية لمسافة 300 كم وترددات التدافع من 0.5 إلى 40 جيغا هرتز.
كما من مميزاته أيضا كشف الطائرات والسفن الشبحية وكشف الطائرات بدون طيار التي يتم توجيهها عن بعد وإزالة ارتباط البيانات الخاص بهم بالأرض وكشف طائرات AEW على مسافة 500 كلم وحرق وإتلاف بعض المعدات اللاسلكية بقوة نقل موجهة تبلغ 500 كيلو واط.
وقالت وسائل إعلام تابعة لجبهة “البوليساريو”، إن النظام الجزائري قادر على التصدي للطائرات الحربية بدون طيار “درون” التي يمتلكها الجيش المغربي.
ويأتي حصول الجزائر على هذا النظام من الصين، بعد حصول المغرب على العديد من المنظومات الحربية المتطورة، وآخرها إبرامه لصفقة مع شركة “Aselsan” التركية المصنعة للأسلحة، بقيمة 50,7 مليون دولار، من أجل الحصول على منظمومة “Koral-EW” أو “منظومة كورال للحرب الإلكترونية”.
وتضمنت الصفقة حصول الجيش المغربي على هذه المنظومة المكونة من وسائل اتصال عسكرية حديثة، وردارات، وأسلحة إلكترونية وأجهزة التحكم وإعطاء الأوامر، إضافة إلى نظام الملاحة وأسلحة أخرى، وسيحصل عليها المغرب ابتداء من العام المقبل.
وتُعتبر هذه المنظومة العسكرية الإلكترونية قابلة للتنقل البري على متن الشاحنات العسكرية، وتُستعمل في التشويش على ردارات الأعداء وتحديد أماكنها وتعطيلها، إضافة إلى القيام بهجمات عسكرية إلكترونية، وتصل قدرة هذه المنظومة على الوصول إلى أهداف في محيط 200 كيلومتر.
كما أن القوات المسلحة الملكية المغربية، قامت في الأسابيع الأخيرة، بافتتاح أول قاعدة عسكرية مخصصة للدفاع الجوي تعتمد على نظام البطاريات الدفاعي الصيني المعروف برمز “FD-2000B”، وفق ما أكده موقع “ديفينسا” المتخصص في أخبار التسلح والدفاع العالمي السبت.
وحسب ذات المصدر، فإن المغرب كان قد تسلم هذا النظام الدفاعي الصيني في منتصف العام الجاري، وتمكنت القوات المغربية من تثبيته وتفعيله مؤخرا، ليكون بذلك أول نظام دفاعي يمتلكه المغرب موجه للتصدي للتهديدات الجوية البعيدة المدى.
وأضاف المصدر نفسه، إن هذا النظام الصيني المخصص للدفاع الجوي، تصل قدرات وصوله إلى 250 كيلومتر، وقد جرى تثيبته في منطقة سيدي يحيى الغرب على بُعد 60 كيلومترا من العاصمة الرباط، وهو واحد من أربعة أنظمة دفاع طلبها المغرب من الصين منذ سنة 2017.
يشار إلى أن المغرب تمكن في العامين الأخيرين من الحصول على عدد من طائرات “الدرون” الحربية، من إسرائيل وتركيا، ويمتلك سربا يصل إلى حوالي 20 طائرة درون.
تزداد وتيرة التسلح في الجزائر في ضوء ما يبدو توجّهاً داخل مجلس الدولة الأعلى في الجزائر نحو عسكرة الموقف إزاء الجار الغربي. وقد قال الرئيس تبّون، في مقابلة تلفزيونية فرنسية في يوليو الماضي، إنه “لا يؤكّد ولا ينفي” عزم حكومته بناء قاعدتين عسكريتين قرب الحدود مع المغرب. وتسعى الجزائر إلى اقتناء معدات متقدمة مثل طائرات سوخوي 57 و34 من روسيا بقيمة سبعة مليارات دولار، وهو ما ركز عليه رئيس أركان الجيش الجزائري، سعيد شنقريحة، خلال حضوره مؤتمرًا عن الأمن، والذي استضافته موسكو في يوليو/ تموز الماضي، وسط مساومات الكرملين بشأن سماح الجزائر لروسيا بالتمركز في منطقة الساحل.
يفيد موقع “أفريكا إنتليجنس” أن الجزائر وقعت صفقة لشراء 12 طائرة من طراز سوخوي 32، وهي نسخة من سوخوي 34 التي تبيعها روسيا، فيما تحاول أن تكون الأولى في اقتناء سوخوي 57 التي لم تبعها موسكو بعد إلى أي دولة. وتعد الجزائر أكبر مستورد للأسلحة الروسية في أفريقيا بعد مصر والسودان وأنغولا. وتكتب مؤسسة “غلوبال باور” أن الجزائر، التي أضحت في المرتبة 28 من حيث القوة العسكرية من أصل 138 دولة عام 2020، تسعى إلى الحفاظ على مكانتها من خلال عمليات شراء متعددة لتحديث أجهزتها العسكرية وتوزيعها، وقد قامت بتوسيع ترساناتها من الأسلحة بنسب مختلفة: روسيا بنسبة 69%، وألمانيا 12%، والصين 9.9%.
في المقابل، زاد هذا التسلح لدى الجزائر وقرارها القطيعة الدبلوماسية مع المغرب، وتحلل جبهة البوليساريو من اتفاق إطلاق النار الذي وقعته عام 1991، في مستوى قلق القيادة العسكرية المغربية. وتحاول الرباط اقتناء نظام الدفاع الجوي باتريوت أميركي الصنع، الذي يشمل نظام صواريخ أرض – جو متوسط المدى، مصمم لتحييد التهديدات الجوية وطائرة الاستطلاع من طراز G550 بعد أن وافقت وزارة الخارجية الأميركية على الصفقة أوائل العام، فضلًا عن اقتناء المغرب 25 طائرة جديدة من طراز F-16 بميزانية إجمالية قدرها 2.8 مليار دولار، و24 طائرة هليكوبتر جديدة من طراز Apacheattack بقيمة 1.6 مليار دولار. وقد طلبت القوات المسلحة الملكية المغربية تخصيص تسعة مليارات دولار لشراء 25 طائرة F-16، و36 مروحية أباتشي ستساعدها على تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية. وتخطّط الرباط لامتلاك 48 طائرة من طراز F16 في المجموع، تكون مجهزة برادارات من الجيل الخامس، و36 مروحية أباتشي بحلول عام 2028.
يعزو المغرب هذا التسلح إلى احتراسه من أن الجيش الجزائري يملك منظومة S-300 الروسية. ويعلق أهمية خاصة على الاتفاقية العسكرية الاستراتيجية التي وقعها مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، يستمر سريانها حتى عام 2030. وثمة مؤشر آخر على تزايد التصعيد جاء ضمن تقرير صادر عن استخبارات الدفاع الاستراتيجي Strategic Defense Intelligence، وهي مؤسسة أبحاث في مجال التكنولوجيا العسكرية، يفيد بأن “المغرب يستعد ليصبح الجيش الرائد في أفريقيا عام 2022 بفضل ما يقتنيه من معدات متقدمة، وهو استشراف يرجح احتمال أن يغدو أقوى جيش في أفريقيا بما يتجاوز مرتبة الجيش الجزائري”.
وضع جديد قديم في التنافس والتهافت على أحدث الأسلحة والمعدّات المتقدّمة الممكنة من الدول العظمى، لكن الأهم هو إلى أين ستنتهي كرة التسلح المتدحرجة بين البلدين الجارين وتحالفاتهما الإقليمية والدولية؟