الوقت-أقرّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اليوم الثلاثاء، أنّ "سعر الصرف الرسمي لم يعد واقعياً"، بعدما فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار، فيما تتعدّد أسعار الصرف داخل المصرف المركزي وفي السوق الموازية.
وقال سلامة لوكالة "فرانس برس" اليوم الثلاثاء، إن "سعر 1507 ليرات للدولار المعتمد رسمياً منذ العام 1997 لم يعد واقعياً اليوم، بعدما خدم الاقتصاد وجعل الوضع الاقتصادي والاجتماعي جيداً في لبنان خلال 27 عاماً".
ووضح سلامة أنه "لا يمكن توحيد سعر الصرف بمعزل عن استقرار سياسي وقبل اتفاق مع صندوق النقد الدولي".
وقال سلامة "الاحتياطي الإلزامي اليوم هو حوالى 12,5 مليار دولار" بعدما كان 32 مليار قبل بدء الأزمة الاقتصادية منذ عامين.
ورفع المصرف المركزي تدريجاً خلال الأشهر الأخيرة الدعم عن استيراد سلع رئيسية خصوصاً المحروقات التي باتت تسّعر وفق سعر الصرف في السوق السوداء الذي لامس عتبة 30.000 في مقابل الدولار خلال الشهر الحالي. كذلك، رفع الدعم جزئياً عن استيراد الأدوية، وهو ما يرتب كلفة مرتفعة على المواطنين الذين يكافحون لتأمين احتياجاتهم الرئيسية.
ومن خلال فائض متبقٍ لديه بقيمة 1,5 مليار دولار، يمكن لمصرف لبنان، وفق سلامة، تمويل ما تبقى من سلع مدعومة لفترة تراوح "بين ستة وتسعة أشهر على الأقل"، ما لم يصار الى اتخاذ اجراءات إضافية للجم ارتفاع الدولار في السوق الموازية.
ويشهد لبنان منذ العام 2019 أزمةً اقتصادية غير مسبوقة، صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي.
ويترافق مع أزمة سياسية تحول دون اتخاذ خطوات إصلاحية تحدّ من التدهور وتحسّن من نوعية حياة السكان الذين بات أكثر من 80% منهم تحت خط الفقر.