الوقت- في كل عام، تنشر وزارة الخارجية الأمريكية قائمة الجماعات الإرهابية والبلدان التي تدعم الإرهاب في عمل تقليدي ومتكرر بالطبع. هذه الخطوة، التي تتماشى مع الدبلوماسية الرسمية والعامة للحكومة الأمريكية وبهدف الدبلوماسية للضغط على الرأي العام العالمي وتحويله، كانت موضع انتقاد دائمًا؛ وتراوحت الانتقادات من نهج الولايات المتحدة تجاه الإرهاب إلى إدراج الجماعات والدول الإرهابية.
أدوات الخيوط المضادة للمقاومة الغربية والأمريكية
وفي هذا السياق، فإن إدراج مجموعات المقاومة الإقليمية في قائمة المنظمات الإرهابية من قبل الدول الغربية هو تكتيك قذر تلجأ إليه الولايات المتحدة وحلفاؤها عندما تشعر بالتهديد من جهة معينة، وتتماشى الإجراءات الأخيرة التي قام بها الغرب وحلفاء الولايات المتحدة ضد حركات المقاومة الإسلامية مع هذا. بالطبع، كانت هذه الخطوة الرثة من قبل واشنطن وحلفائها ضد جماعات ودول المعارضة رمزية في السنوات الأخيرة. وتبين الحقائق على الأرض أن قدرة هذه الفصائل، وخاصة مجموعات المقاومة على مختلف المستويات، لم تتأثر عملياً. وفي السياق ذاته، أفادت مصادر خلال أسبوعين بأن بريطانيا تبحث إدراج حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على قائمة الإرهاب. وعليه، أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، حظر نشاط حركة حماس في هذا البلد بموجب قانون "مكافحة الإرهاب"، وبناء عليه سيعتبر كل من يدعم حماس علمها أو يعقد اجتماعات لهذه المنظمة منتهكاً للقانون البريطاني. وقالت وزيرة الداخلية البريطاني إن الانتماء لحركة حماس والتضامن معها والمساعدة في ترتيب لقاءات أو عرض أعلام الحركة علنا قديعاقب بالسجن 10 سنوات. وأدانت فصائل المقاومة الأخرى وجميع أحرار العالم هذا العمل العدواني البريطاني ضد حماس، والذي يأتي في سياق تعاون الغرب مع السياسات العدوانية للكيان الصهيوني المحتل وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.
كواليس أعمال أستراليا العدائية ضد حزب الله
لكن بعد أيام قليلة من هذه الخطوة، أدرجت الحكومة الأسترالية بقيادة سكوت موريسون المقاومة اللبنانية على أنها "منظمة إرهابية" تماشياً مع سياسات الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين ضد حزب الله. وأكدت الحكومة الأسترالية أنه من خلال اتخاذ مثل هذا القرار، سيتم إدراج جميع فروع حزب الله في قائمة المنظمات الإرهابية في هذا البلد. وفي وقت سابق، اتهم وزير الدفاع الكولومبي حزب الله اللبناني بارتكاب "أعمال إجرامية" ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، وقال إنه يراقب أنشطة حزب الله على أراضيه. قبل شهر ونصف، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية إضافة أسماء سبعة أفراد وشركة لـ "المشاركة في تمويل حزب الله في لبنان" إلى قائمة الأشخاص والكيانات الخاضعين لعقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)، وهو مكتب تابع لوزارة الخزانة أمريكا. وعليه، فإن العمل العدواني الذي قامت به أستراليا مؤخرًا ضد حزب الله ليس جديدًا، وقد صرحت المقاومة الإسلامية اللبنانية أن هذا القرار من قبل أستراليا يظهر طاعة متواضعة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وأن هذا القرار لن يؤثر على روح مواطنينا الأوفياء في لبنان وروح احرار العالم. لكن ما هي أهداف هذا الإجراء الأسترالي، خاصة في الوضع الحرج للبنان، إذ أن هذا البلد محاصر ويخضع لعقوبات خانقة من قبل الدول العربية في الخليج الفارسي، وما هي التداعيات؟ وقال الأمين العام لحزب الله، سيد حسن نصر الله، في كلمة ألقاها مؤخرًا، إن التحرك الأسترالي العدائي قد يكون مرتبطًا بالتطورات الأخيرة في المنطقة أو الانتخابات النيابية اللبنانية، لكن ليس لها تأثير على تصميم ووعي المقاومة. تظهر إعادة قراءة تصريحات السيد حسن نصر الله أن الولايات المتحدة وسعت حملتها المناهضة للمقاومة في الفترة التي سبقت الانتخابات النيابية اللبنانية، بعد هزيمة كل الخيارات الأمريكية المناهضة للمقاومة في لبنان وفشل واشنطن وأتباعها لتأجيج حزب الله. وبحسب الولايات المتحدة وحلفائها، فإن إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب الجديدة يمكن أن يخفف من ثقل المقاومة في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
يخشى الغرب زيادة محور المقاومة
من ناحية أخرى، كما ذكرنا، تتخذ الدول الغربية مثل هذه الأعمال العدائية عندما تشعر بخطر زيادة قوة المقاومة. سيف دعنا، أستاذ علم الاجتماع والدراسات الدولية، يرى أن وضع حركات المقاومة على لائحة التنظيمات الإرهابية خطوة متعمدة. وقال الأستاذ الجامعي الناطق باللغة العربية، إن الكيان الصهيوني يشعر الآن بتهديد شديد من حزب الله بسبب القدرات العسكرية للحركة، وأن أستراليا أعتبرت المقاومة اللبنانية منظمة إرهابية من أجل احتواء التهديد. ومتحدثاً عن موضوع إضافة حماس للائحة الإرهاب من قبل بريطانيا قال، هناك محاولات من قبل أعداء المقاومة للضغط على حماس للانفصال عن محور المقاومة. في أعقاب معركة "سيف القدس" وصعود القوة العسكرية لحماس المنبثقة من محور المقاومة، يعمل حلفاء الكيان الصهيوني الغربيون على القضاء على حماس لصالح السلطة الفلسطينية، بالتنسيق الكامل مع الصهاينة. ويعتقد سيف دانا أن التطورات الأخيرة في اليمن وهزائم السعودية تؤثر على المشهد في المنطقة، وأنه لا يوجد خيار عسكري أمريكي أو إسرائيلي للتعامل مع الملف النووي الإيراني. وتشير التقديرات إلى زيادة في محور قوة المقاومة، والمرحلة التالية ليست في مصلحة الولايات المتحدة وحلفائها على الإطلاق. وشدد على أن ما يحدث داخل فلسطين ولبنان لا ينفصل عن مخططات الأعداء للمنطقة بأسرها.
يرى معن بشور رئيس المركز العربي للعلاقات الدولية والتضامن أن موجة الجهود المبذولة لتنفيذ خطة "صفقة القرن" المناهضة للفلسطينيين لم تتوقف مع إطاحة دونالد ترامب من البيت الأبيض؛ وما تفعله الدول الغربية والولايات المتحدة اليوم بمحاصرة المقاومة هو محاولة الترويج للتطبيع مع المحتلين. وأوضح أن الهجوم على المنطقة يتم على محورين: الأول التطبيع مع الصهاينة والثاني استهداف فصائل المقاومة. وعليه، فإن السبب الرئيسي للحملة الجديدة التي يشنها المحور الغربي - العربي - العبري بقيادة الولايات المتحدة ضد محور المقاومة هو الخوف من قوة هذه المقاومة وخطرها المتزايد على وجود الكيان الصهيوني المحتل. لذلك، فإن تصعيد مثل هذه الإجراءات المعادية للمقاومة في هزيمة حلفاء الولايات المتحدة وانتصار أعدائها في المنطقة ليس مفاجئًا.